بعد السلوك الارهابي الذي قامت به اسرائيل وما زالت مستمرة به، اصبحت ممقوتة و منبوذة لدى الكثير من الشعوب العربية و الغربية، فالقتل و التدمير ارهاب يعاقب عليه القانون و النفس البشرية.

نشرت صحيفة  'الدايلى ميرور' البريطانية مقالا للورد جون بريسكوت، الذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير، حول العدوان الاخير على غزة.
واستهل بريسكوت بالقول 'تخيل أن ثمة دولة متورطة فى قتل نحو ثلاثة أمثال عدد مفقودي مأساة الطائرة الماليزية في أقل من ثلاثة أسابيع، دولة نسفت مستشفى، وقصفت من زوارقها الحربية أطفالا يلعبون الكرة على الشاطئ وقتلتهم، دولة متورطة في قتل نحو ألف شخص بينهم 165 طفلا على الأقل، في أسبوعين اثنين فقط،  بكل تأكيد مثل هذه الدولة كانت تستحق لقب ‘الدولة المنبوذة '، وتستحق الإدانة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ولاشك أن أصوات الدعوات بتغيير النظام كانت ستكون عالية جدا لدرجة تصم الآذان، لكن صيحات الاحتجاج هذه تم إخراسها، كما تراجعت حدة أصوات الإدانة؛ فالدولة التي نتحدث عنها هي: إسرائيل'.

العلاقات الدولية الاسرائيلية :

وفي رؤية اخرى نلاحظ ان العلاقات الدولية مع اسرائيل متفاوتة خاصة على صعيد المصالح المشتركة، فمثلا امريكا تعتبر الأم الحنون لإسرائيل، وبينهما علاقات عسكرية وثيقة للغاية ، بجانب المصالح الأمنية المشتركة في الشرق الأوسط.

وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2009 توترت العلاقات التركية الاسرائيلية بشكل ملحوظ و كبير جدا حيث اعتبره اردوغان نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية, و طالب بسحب عضوية إسرائيل من الأمم المتحدة, وقالت عنه الصحف العبرية بأنه ” إسلامي متخفي ” .

اما قطر فقد بدأت علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتحاه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل ابيب، حيث  بدأت قطر من بوابة القواعد العسكرية الأمريكية لإنشاء العلاقات الإسرائيلية مع دولة عربية حيث تولى حاكم قطر بعمل علاقات علنية مع اسرائيل على كل الأصعدة من التجارة إلى الأمن وأشياء أخرى.

كما وتعتبر العلاقات الإيرانية الإسرائيلية متوترة، وتتمثل في تخوف من الجانب الإسرائيلي بعد الثورة الإسلامية عام   1979 وهي من أهم الأسباب التي أدت للخلافات بين البلدين، فإن موقف إيران مؤيد للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتحاول كثيرا الوقوف إلى الجانب العربي في مواجهة إسرائيل في الحروب، أما القنبلة النووية فهي من اكبر المخاوف التي تواجه الحكومة الاسرائيلية.

وفيما يخص الموقف الاوروبي فإنه يميل الى الاعتدال قليلا و هو متطور اكثر من الموقف الامريكي، و يدعو الى حل الصراع عن طريق التفاوض كما يدعو الى تطبيق قرارات الامم المتحدة الداعية الى انسحاب اسرائيل الى حدود 67 مع اجراء تعديلات متفق عليها بين الطرفين، الا ان امريكا تسيطر على القرار الاوروبي .

اما  الموقف الكندي و الاسترالي يميلان الى جانب اسرائيل و هذا كان واضحا من خلال تصويتهما على القرارات المختلفة في الامم المتحدة .

الموقف الروسي و الصيني متوازن ايضا و يدعو الى انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلت عام 67 و اقامة دولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس الشرقية.

و تقف امريكا اللاتينية الى جانب الحق العربي و انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة و تعتبر فانزويلا و البرازيل من اهم دول امريكا اللاتينية المؤيدة.

السياسة الاسرائيلية و تبعاتها :

يحكم اسرائيل حكم الليكود المتطرف الذي يعتمد في سياساته استنادا الى التوراة، فهو يعتبر فلسطين كلها ارض اسرائيل وان الفلسطينيين ساكنين على هذه الارض الاسرائيلية ولا حق لهم بها ، كما يعتقد هذا الحزب و الاحزاب الدينية الاخرى بوجود هيكل سليمان في القدس و بالتالي فهي تعمل على بناء الهيكل المزعوم من جديد و تجلت هذه السياسة في الاونة الاخيرة بالاقتحامات المتعددة للمسجد الاقصى و قيام المستوطنين بحرق المساجد بأكثر من مكان، و إن هذه الاستفزازات الدينية للمسلمين و المسيحيين على حد سواء اثارت حفيظة المسلمين في كل مكان، و حدثت عمليات قام بها فلسطينيون ضد المستوطنين انتقاما للمسجد الاقصى.

إن استمرار إسرائيل في هذا النهج المعادي للديانات يمكن أن يؤدي إلى ثورة إسلامية ينتج عنها تجيش للمسلمين ونشوب حرب دينية في المنطقة يشارك فيها كل العرب والمسلمين تؤدي تنتهي بزوال الكيان الصهيوني، و زوال إسرائيل يعتمد على نشوء قوة إسلامية عظيمة في المنطقة تشكل محورا رئيسيا بين القوى العالمية أي أن أمريكا ” عالم القطب الواحد ” سوف ينتهي بنشوء قطب منافس في المنطقة العربية والإسلامية، أما عن موعد حدوث هذا الأمر فيعتمد على نتائج التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر .

أما الشرط الثاني لهزيمة اسرائيل هو ان تمتلك هذه الدولة الاسلامية المفترضة ناصية العلم و التطور خاصة ان الحروب الحديثة تعتمد على التكنولوجيا و العلوم .

موقف الدول الغربية :

امام القوى الضاربة الاسلامية لن تتمكن الدول الغربية من التدخل لصالح اسرائيل و بالتالي ستغير من سياستها بما يتلائم مع مصالحها و تنسج علاقات سياسية و اقتصادية مع الدولة الاسلامية الجديدة و القوية في المنطقة أي بما معناه ان دور الكيان الاسرائيلي الذي انشأه الغرب في المنطقة يكون قد انتهى بالقوة.

ومن الاسباب الرئيسية لعدم انخراط الغرب للدفاع عن الكيان الصهيوني هو اقتراب انتهاء سبب خلق هذا الكيان في المنطقة وهو اقتراب انتهاء النفط كونه طاقة غير متجددة وعمره الافتراضي قد قارب على الانتهاء، حيث ان زرع اسرائيل في المنطقة كان بهدف اقتصادي وهو ضمان السيطرة على موارد المنطقة و خاصة النفط .

وقد تنبأ وزير الخارجية الأميركية السابق هنري كيسنجر أن بعد ثماني سنوات لن تكون هناك إسرائيل و لن تكون موجودة على الخارطة  الدولية في العام 2022م و قال ذاك بناءً على التطورات السياسية و احتمالية امتلاك العرب لناصية العلوم .