الرئيسية / الأخبار / فلسطين
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
تاريخ النشر: السبت 28/02/2015 21:37
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
عدسة اصداء: محمد ترابي

 "صفد" زَرَعتـُها هنا وسـأزورها دوما

 

زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان 

 

تقرير: إسراء غوراني/ تصوير: محمد ترابي

"هذه صفد، زرعتها هنا وسـأزورها دوما، ستبقى تذكرني بمدينتي التي هجرنا عنها بالقوة، كلما كبرت شجرتي صفد سيزداد تمسكي بمدينتي صفد"، هذا ما قالته يارا أبو حشيشة، إحدى طالبات المدرسة الإنجيلية العربية في رام الله خلال لقائنا بها وهي تشارك في زراعة أشجار الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس، ضمن نشاط تطوعي قامت به الإغاثة الزراعية الفلسطينية بالتعاون مع هيئة العمل التطوعي الفلسطيني.

 

يارا التي فضلت إطلاق اسم مدينة صفد المحتلة على شجرة الزيتون التي غرستها، عبرت عن سعادتها وافتخارها بمشاركتها مع زملائها في الصف التاسع الإعدادي بنشاط تطوعي قاموا خلاله بغرس أشجار الزيتون في إحدى أراضي شرق بورين، التي ينفذ فيها مستوطنو "براخا" اعتداءات مستمرة ويطمعون في السيطرة عليها. وتعود الأرض التي نُظم فيها النشاط للمواطن إبراهيم النجار والد الشاب أحمد النجار، الذي استشهد برصاص الاحتلال نهاية الشهر المنصرم.

 

حماية من الاستيطان

وأشار ضرار أبو عمر مدير الإغاثة الزراعية في نابلس إلى أن هذا النشاط واحد من الأنشطة والحملات التي تقوم بها الإغاثة سنويا في القرى والمناطق المهمشة التي يهددها الاستيطان، وتحديدا في مناطق التماس مع المستوطنين، وتهدف مثل هذه النشاطات إلى حماية الأراضي من السيطرة الاستيطانية، وتمكين المزارعين، خاصة في المناطق التي تتعرض لاعتداءات مستمرة في مختلف محافظات الضفة.

 

ونوه إلى أن الإغاثة الزراعية نظمت هذا العام ست حملات لزراعة الزيتون في عدة قرى تعاني من الاعتداءات ومنها: بورين، وقريوت، وبرقة في محافظة نابلس، بالإضافة إلى قرى في محافظتي الخليل وبيت لحم، علما أن الإغاثة نفذت خلال موسم الزيتون أعمالا تطوعية في نفس القرى ضمن حملة "احنا معكم"، والتي تهدف إلى مساعدة المزراعين في قطاف ثمار الزيتون قبل أن يخرب المستوطنون الموسم.

 

وبالإضافة إلى ذلك تم تنفيذ حملات استصلاح للعديد من الأراضي حتى يتمكن أصحابها من زراعتها، وقطع الطريق على المستوطنين الذين يفكرون بالسيطرة على أي قطعة أرض وتوسيع المستوطنات على حسابها، منوها إلى أن الإغاثة الزراعية بدأت هذا العام تتعاون مع مؤسسة "العربية لحماية الطبيعة" في الأردن، بالإضافة إلى مؤسسات دولية مثل مؤسسة التعاون الاسباني، ومؤسسة "save the children"، مشددا على أن الإغاثة رفضت وما زالت ترفض التعامل مع المؤسسات ذات التمويل المشروط، لأن ذلك يتنافى مع المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني.

 

أما ضياء الزبن أحد المنسقين في هيئة العمل التطوعي الفلسطيني أشار إلى أن الهيئة اشتركت مع الإغاثة الزراعية في العديد من النشاطات الرامية لتمكين المزارع في أرضه، حيث تعمل الهيثة على استقطاب المتطوعين من الشباب والأجيال الناشئة للمشاركة في نشاطات استصلاح الأراضي وزراعة أشجار الزيتون، وهو تأكيد على حق المزارع الفلسطيني بأرضه، وعامل رادع ضد السيطرة على الأراضي.

 

ترسيخ للقيم

من جهته قال ناجح شمسية من المدرسة الإنجيلية الأسقفية العربية في رام الله إن المدرسة تشارك باستمرار في الأنشطة التطوعية، مؤكدا على القيم المهمة والكبيرة التي تضيفها هذه النشاطات لطلاب المدرسة، حيث ساهمت في تعريف الطلاب من الجيل الناشئ على وطنهم، من خلال تمكينهم من زيارة قرى وأماكن لم يزوروها من قبل، وبذلك يتم زراعة الانتماء للوطن في قلوبهم، وفي ذلك أيضا مواجهة لمخططات الاحتلال في خلق حالة من الاغتراب بين الوطن وأبنائه.

 

كما أن هذه الأنشطة ساهمت في إحياء أفكار قديمة كانت سائدة بين الأجداد ومنها "العونة"، حيث كان الناس يهبون لمعاونة بعضهم البعض في الشدائد وفي الأنشطة ذات الأهمية، عدا عن ترسيخ نوع جديد من التعليم وهو التعلم عن طريق الممارسة، فالتعليم بهذه الطريقة يكون ذا فائدة أكبر من التعلم من خلال الكتب فقط، قائلا: "هذه الأنشطة التطوعية بمثابة حصص تاريخ، وجغرافيا، وعلوم، لأنه يتم التطرق للكثير من المواضيع خلال الجولات التطوعية".

 

وحول إقبال المجتمع الفلسطيني على العمل التطوعي، أكد خالد منصور مسؤول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية أن ثقافة العمل التطوعي حاليا تلاقي إقبالا كبيرا من المجتمع المحلي الفلسطيني، وتحديدا من فئة الشباب.

 

وأضاف: "أنا أعمل في هذا المجال منذ 20 عاما، ولاحظت على مدار سنوات كيف اختلفت النظرة المجتمعية للعمل التطوعي، وأصبحت من القيم الاجتماعية المهمة، خلافا لما كان في الماضي، حيث كان القليلون فقط يقبلون على الأعمال التطوعية، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير من شأنه خلق جيل واعٍ بقضيته، ومتمسك بأرضه ضد محاولات السيطرة".

 

المزيد من الصور
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
زراعة الزيتون.. أنشطة تطوعية لمواجهة الاستيطان
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017