يحكى يا سادة يا كرام أنه في سالف العصر والأوان ، كان هناك حاكما متنفذا يرفض أن يشاركه في الرأي أياً كان ، ولا يقبل أن يسمع رأياً او أن يتراجع عن جريمة ارتكبها بحق أحد الضعفاء أو البسطاء ، ورحم الله أبا بكر وعمر رضي الله عنهم، ,وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم جميعا ، فهؤلاء كانوا يرتجفون من خشية الله ومن الخوف أن يكونوا قد ظلموا احدهم ، وهذا الحاكم ، ولأنه يعرف أو لا يعرف أن حجم النفاق حوله كبير جدً ويكاد يطغى على كل تفاصيل حياته ، وًن من حوله يقعون ضمن تصنيف ( الرويبضة – أي عندما يتحدث سفهاء القوم بأمور العامة).
هذا الرجل الفذ ، يعمل وينفذ كل ما يريد بأسلوبين ، أسلوبان أقل ما يمكن أن يقال بهما أنهما يعكسان مدى صلف وعنجهية هذا الرجل ، وحبه للدنيا وعدم معرفته أو خوفه من الجليل الذي يقصم كل جبار بدون تردد ، فهو يعمل بالطريقة الأولى وهي أسلوب ( فرق تسد) ، وهو معروف بها ، هذا قال عنك ، وهذا وصفك ، وهذا لا يحب بلدتك ويقول عنكم كذا وكذا ، ومرضه هذا وللأسف ، أصبحت طريقته ، هذه عبارة عن وباء ينتشر كالطاعون أينما حل وبرك براحلته.
وهذا الأسلوب وكما نعرف جميعا زرعته بريطانيا في الأماكن التي احتلتها ، على أن بريطانيا العظمى كانت تعلمته من إبليس الذي بدأ بمقولة فرق تسد عندما وضع الخلاف ما بين قابيل وهابيل ، وجعلهم يتناحرون حتى قتل أحدهما الآخر ، وسوس لحواء وأدم حتى اخرجهم من الجنة ، وكبيرنا الذي نتحدث عنه ، يمكن أن لا تصل زراعته حد القتل ، لكن نتائجها أبشع بكثير من القتل ، فهي تولد الفرقة والخلافات والضغائن والكراهية والحقد بين ما كانوا يوما جسداً واحداً ، وهي كذلك تشرذم المجتمعين وتجعلهم قبائل شتى فيضعفون ويصبح واقعهم ( إذا تفرقت تكسرت آحادً) ، ويتوسد هو كرسيه ويضيف الى فنونه في نشر الفتن ويزيد في فرعنته.
والخطير في الأمر ، أنه وكما قلنا أن هذا الكبير ينقل وباءه أينما حل.
وعندما تتحكم الفردية والشخصنة في مؤسسات أي بلد كانت ، حتى لو كانت الواق الواق ، أو الماو الماو ،ويغيب مفهوم المؤسسة وسيادة القانون ، ويتم وضع الأنظمة الداخلية التي تم بذل الجهد والوقت والمال لوضعها على الرف، وتصبح المؤسسات مملوكة بصورة أو بأخرى مملكة لشخص ما ، ولمن بسانده ويدعمة على الظلم والبغاء ، تصبح كل الممنوعات والمخالفات جائزة ، بس للحاشية التي تؤدي الولاء والطاعة لهذا الشخص ، يصبح الشرك واحد من أهم اساليب العمل والبقاء فيه وعدم التعرض للعقوبة ، أو العقوبات غير المبررة ، وعندها تجد الكثير من النباحين الذي لا يتأخرون على الاطلاق بتنفيذ اي أمر يسبب الضرر والأذى لأي شخص ، طيب ليش ؟ لأن الباب العالي أو صاحب الكرسي يريد ذلك ، وكما قلت لا مبررات.
للمرة الألف نقول ، وبصوت مرتفع ، ان سيادة وانتشار هذا السلوك في كبرى مؤسسات الوطن هو نذير شؤم ، ومؤشرونذير لأمور مظلمة ، وتهدد مستقبل المؤسسة والأنسان في هذا البلد،
أما حكاية كركوز وعيواظ فهما ، وكما نعرف جميعا ، شخصيتان خياليتان معروفتان في الشام ، وفي حلب بالتحديد ، بممثلي مسرح الخيال ، ينقلون ويروون القصص ويفسرون ما بها من حكم ومواعظ ودروس ، على عكس رجلنا ، ورجلنا السابق في ساعات فراغه يحب أن يتسلى فيجمع حوله من هم على شاكلة كركوز وعيواظ ، بس على مستوى عالي جدا ، يتجادلون ويتناحرون ويضربون بعضهم من باب النكته ، لماذا ؟ حتى يضحك صاحب الباب العالي ويسري عن نفسه ، وأحد أهم الشخصيات هو أحد الفكاهيين ( كركوز) الذي يبدأ بالتمايل وسرد النكات القبيحة أمام الحضور الذين يضحكون بملء أفواههم على ما يقوله ، ومقابل ماذا ؟ ولماذا ؟
جميل جداً أن يضحك الإنسان ويبتسم ، وخاصة إذا كان يحمل مسؤولية كبيرة وعبء أقل ما يقال فيه ، أن الله تعالى سيسأله يوم القيامة عما عمل فيه ، ولكن العيب أن يضحك باستغلال ضعف من هو بحاجة وأن يضحك الآخرين عليه بوضعه في موقف الكركوز والعيواظ.
وخلاصة القول يجب ان نعلم ان الله سيحاسبنا على ما فعلنا عندما كنا ولاة امر الناس ، وحسابه لنا سيكون في الدنيا وفي القبر وبعد البعث ، فلنتق الله.
سامر عبده عقروق