الرئيسية / الأخبار / فلسطين
العزوف عن الزواج مشكلة كبيرة تحتاج حلول سريعة
تاريخ النشر: الأثنين 02/03/2015 05:35
العزوف عن الزواج مشكلة كبيرة تحتاج حلول سريعة
العزوف عن الزواج مشكلة كبيرة تحتاج حلول سريعة

 عبدالغني سماره

يعتبر الزواج فطرةإنسانية وسنة مهمة من سنن الحياة، وكذلك حاجة ملحة لكل من الشاب والفتاة، وعدم تلبية هذه الحاجة يؤدي إلى كثير مشاكل لاتعد ولاتحصى، فأن يتأخر الشاب بالزواج فذلك أمر معقول أما ان يصبح عازفا فهذه مشكلة كبيرة فالعزوف أن يبلغ الشاب أو الفتاة أكثر من 35عاما بدون زواج أما التاخير فيكون أقل من ذلك حسب قول الدكتور فايز محاميد رئيس قسم علم النفس في جامعة النجاح  لتعريفه للعزوف، ولكن بالتاكيد هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة.
أسباب العزوف عن الزواج
حيث يقول الشاب حماده أبو شنب والبالغ من العمر 32عاما والذي يعمل مدرسا، أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة هو تدني الرواتب بيحث أن الراتب لايكفي لشاب اعزب يريد العيش برفاهية محدوده، فكيف لعائلة.
ويضيف بالنسبة فإني جهزت بيتي  ولكن وينبغي التريث والأمعان جيدا قبل الإقبال على الزواج لما سيترتب عليه من أمور كثيرة فالمجتمع يبدأ من عند هذه اللحظه.
أما أحمد عوض والبالغ من العمر 22عاما وهو طالب في قسم المحاسبة في جامعة النجاح الوطنية فيقول: أن الشاب إذا أراد أن يتزوج فهو بحاجة إلا بيت فمن أجل بناءه ومن ثم الزواج يحتاج الشاب 8-10 سنوات فبذلك يتأخر كثيرا في الزواج، ويضيف أن هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر ففي هذه الأيام تكاليف الزواج عالية جدا فمطلوب منك الإلتزام بالعادات والتقاليد وإلا سوف تلاقي إنتقادا واسعا من المحيطين بك.
أما تامر أبو عيشة والبالغ من العمر 35 عاما فيقول أن الأسباب مادية بحته، فلايوجد وظائف كافية ولايوجد جمعيات تقدم قروض ميسرة بدون فوائد أو برسوم فقط بالإضافة إلا التبذير والمباهاة التي يقوم بها البعض والتي تؤدي إلى إرتفاع تكاليف الزواج.
من جانبة يقول يوسف جرير والبالغ من العمر 27 عاما أن السبب وراء ظهور هذه المشكلة هو تحكم نسبة 10% من المجتمع بالشعب الفلسطيني وأقصد المسؤوليين ورجال الأعمال وبعض العائلات مما أدى إلى بعد بين الطبقتين وضياع الطبقى الوسطى فإما غني أو فقير.
ويؤكد الدكتور مصطفى الشنار المحاضر في قسم علم الإجتماع في جامعة النجاح الوطنية أن الحالة الإقتصادية السيئة هي المسؤول الأول عن العزوف عن الزواج وهذه المشكلة مرتبطة أيضا بتكاليف الزواج ولاأقول غلاء المهور، لأن غلاء المهور ومهما كانت مرتفعة فهي تدفع مرة واحدة، ولكن إرتفاع تكاليف الحياة والإيجارات فإيجار البيت في سنة يساوي مهر، بالإضافة إلى التكاليف الأخرى التي لو جمعت لبلغت أكثر من 20 ألف دينارللزواج العادي، فإجتمعت على الشاب في السنوات الأخيرة الأزمة الإقتصادية والبطالة وإنخفاض الأجور بالإضافة إلى الإحتلال الذي يمنع أي نمو إقتصادي حقيقي وبالتالي يحول دون خلق فرص عمل جديده، فالإقتصاد الفلسطيني إقتصاد قائم على التبادل بل أصبح إقتصاد طارد للأيدي العاملة حيث نشهد هجرة كبيرة للخريجين في السنوات الأخيرة خارج فلسطين.
الأضرار التي تترتب على الشباب العازفون وعلى المجتمع 
وبالطبع لهذه المشكلة الكثير من الأضرار التي تنعكس على الشباب وعلى المجتمع فيقول الدكتور فايز محاميد رئيس قسم علم النفس في جامعة النجاح، أن الشاب او الفتاة الذي يصل إلى سن العزوف وهو أكثر من 35 عاما يشعر بضغط نفسي كبير وتدني في فهم الذات، كما ويزداد الإنحراف في المجتمع بإضافة إلى تدني الإنتاجية .
كما ويقول الدكتور مصطفى الشنار المحاضر في قسم علم الإجتماع في جامعة النجاح الوطنية، أن الذي يتأخر عن السن الطبيعي للزواج لاشك أن يتأثر من النواحي النفسية مثل العزلة وعدم الخوض في أي حديث عن الأسرة لأنة يسبب له الإحراج الشديد ويشكل لديه شكل من أشكال العقد النفسية عدى عن السلوك الإنحرافي من خلال العلاقات الغير مشروعة وبالتالي ينقل أمراض لنفسه ولغيره فضلا عن الآثار الجسدية المرضية المترتبة على الناحية النفسية, فهناك أمراض ليس لها سبب بيلوجي أي فايروس أو بكتيريا، بل آلام جسدية ناتجة عن نواحي نفسية، والفتاة التي يفوتها سن الزواج أكثر عرضة من الشاب وذلك لأن الفتاة مرتبطة بسن محدد للزواج.
 ويضيف الشنار من ناحية إجتماعية المجتمع قد يفقد جانب طبيعي من تزويد المجتمع بالذرية، ويقول هناك أرقام كارثية عن المجتمعات العربية فأكثر من 16 مليون فتاة غير متزوجة في العالم العربي وهذه كارثة تسبب إنتشار الأمراض الإجتماعية والجنسية والنفسية والإرتماء بأحضان الجماعات الغير مشروعة لذلك نرى ظواهر غير مألوفة مثل عبدة الشيطان حيث أعتقل العديدد منهم في مصر حيث يمارسون الرذيلة بشكل جماعي وهو عبارة عن شكل من أشكال الإحتاج على المجتمع الذي أوصلهم لهذا المستوى.
كما أن الإنتاجية للفرد الغير متزوج الذي يفوته سن الزواج أقل من إنتاجية المتزوج الذي يشعر بالمسؤولية إتجاة الأسرة المسؤول عنها بالإضافة إلى الراحة النفسية .
الدور المطلوب من الحكومة
وفي الدور الحكومي لحل هذه المشكلة يقول الشاب حمادة ابوشنب، ينبغي على الحكومة تحديد المهور وإقراض الشباب دون فوائد ربحية وكذلك يقول أحمد عوض ويضيف إن القرض بدون فوائد سيكون يسيرا سداده على الشاب المتزوج إذا قسط بشكل معقول. 
ومن جانبه يقول الدكتور الشنار إن القدرة الإستيعابية للسلطة كإدارة حكومية بدات تتراجع بعد الإنتفاضة الثانية فأصبح هناك عدم قدرة على خلق فرص جديدة لأن الحكومة قائمة على الضرائب والأموال القادمة من الدول المانحة، فليس لدى السلطة ديمومة إقتصادية وقدرة على حل مشكلة البطالة كقدرها التي كانت عليها في السنوات السابقة والتي استوعب فيها عشرات الآلآف من الموظفين في القطاعين الإداري والأمني ولذلك سنشهد تراجع في حل مشكلة البطالة وبالتالي مشكلة الزواج.
الدور المطلوب من NGOsأي المؤسسات الغير حكومية
يقول الدكتور الشنار أن هناك نوعان من هذه المؤسسات أولا مؤسسات خيرية وطنية والتي تعمل تحت منظومتنا العربية والإسلامية وهي واضحة الأهداف بالنهاية وتأتي من الجيب العربي إلى الجيب العربي أما النوع الثاني فهي المؤسسات المرتبطة بالغرب والتي لها أجندة سياسية وثقافية وهو الاخطر من الأجندة الإجتماعيه، لذلك وضع مؤسسات الNGOs يحتاج إلى إعادة تقييم على الدور الإقتصادي وعلى صعيد دعم الشرائح الأكثر فقرا من الشعب الفلسطيني، وهو الهدف الذي وجدت من أجلة أصلا، سواءا من أجل دعم المرأة بإعتبارها من المهمشين أو دعم الطلبة والعمال.
ويضيف الدور لهذه المؤسسات كان متواضعا واغلب رؤوس الأموال التي تأتيها تذهب بإتجاه ترسيخ التغريب والعولمة والنظم والقوانيين وغرس القيم والمفاهيم الغربية والنظم والقيم التي تماهي الشعب الفلسطيني مع الشعوب الغربية ، لذلك يجب عليها أن تغيير مساراتها في الإنفاق لكي تقضي على الفقر.
ويقول أن تلك المؤسسة التي تأخذ30% فائدة على قرض تقدمة لمواطن هي أخطر من الدول الإستعمارية ذاتها وتعمق الفقر أكثر من إزالته.


الحلول المقترحة
يضيف الدكتور الشنار أن حل هذه المشكلة يجب أن يكون بحل المسبب الرئيسي له وهو البطالة ومشكلة إستيعاب الأجيال الشابة في العمل وإلا ستبقى مشكلة العزوف مستمره.
ثانيا إفساح المجال للدعاة والمفكرين والصحفيين وقادة الرأي العام بتوجيه الرأي الفلسطيني ودعمة بالفكرة الدينية التي تحض على التخفيف من تكاليف الزواج.
 ثالثا إعادة النظر بحجم الإنجاب على حساب النوعية في الإنجاب والنوعية في التربية والرعاية والإنفاق وإعداد المواطن الصالح، لأنة لم تعد قوة المجتمع مربوطة بعدد أفرادة بل بنوعية الإنسان وهذا مانحتاج إلا إعادة النظر فية .
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017