نابلس:
عادت اجواء التراشق وتبادل الاتهامات بين حركتي فتح وحماس في الايام الاخيرة مما يفتح ملف المصالحة المجمدة من جديد وتبرزها على السطح.
وأشار المحلل السياسي غسان حمدان إلى أن الخلاف والتراشق الذي حدث أمس بين حركتي حماس وفتح لن يتوقف، وكل هذه التراشقات استمرار للأزمات السابقة، كما أنها تعكس عدم قدرة الطرفين على التوصل لحل وإنهاء الانقسام.
واعتبر أنه لا يوجد نية صادقة حقيقية حتى الآن لإنهاء ملف الانقسام، وانجاز المصالحة، وتوحيد الشعب الفلسطيني حتى يستمر في كفاحه ضد الاحتلال وفك الحصار والتهديدات بضرب قطاع غزة.
وحول السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة أكد أن هناك احتمالية لضرب قطاع غزة مرة أخرى من خلال عدوان إسرائيلي جديد، وعلى الجانب الفلسطيني الانتباه لذلك وعدم السماح سواء للاحتلال او أي نظام عربي بضرب قطاع غزة من خلال اتخاذ قرارات باعتبار الحركة إرهابية وغير ذلك، وهذا هو التحدي الحقيقي المتوقع في المرحلة القادمة.
أما أحمد عطون النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس أشار إلى أن موضوع الانتخابات يواجه عقبات وتعطيلات ليست جديدة، فهناك اتفاقيات وقعت في الدوحة والقاهرة وغيرها لم تطبق حتى الآن، والمسألة ليست متعلقة بالانتخابات فحست، فقضية الانتخابات تأتي ضمن سياق توافق وطني.
وأضاف: "نحن لا نخاف من الانتخابات، الانتخابات استحقاق للشعب الفلسطيني، ونحن ندعوا إلى انتخابات فلسطينية وفقا لكل ما ما تم الاتفاق عليه سابقا، أما أن يتم إجراء الانتخابات وتبقى أمور أخرى عالقة لن يكون هذا هو المخرج الحقيقي للوضع الحالي، حركة حماس مع إجراء انتخابات ولكن ضمن التفاهمات والاتفاقيات الموقعة".
وأكد على ضرورة الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت سابقا باعتباره الحل الحقيقي للأزمة الحالية، فدعوة المجلس التشريعي بعد تشكيل الحكومة لم يتم تفعيلها، منوها أن من أهم الأولويات المطلوبة حاليا ملف إعمار غزة، وإطلاق الحريات في الضفة الغربية، وايقاف الملاحقات الأمنية، وكل هذه الأمور تخلق أجواء ملائمة لإجراء الانتخابات.
من جهته اعتبر تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني أن اشتداد الأزمات والمشاكل في كثير من الأحيان يكون مقدمة لانفراج حقيقي للأزمات، "ونحن نتمنى أن يكون هناك تعاطي مع التصريحات أمس بشكل وطني يخدم المصلحة العامة لأن الكل في مأزق، والرئيس كان واضحا عندما قال أنه موجود منذ عشر سنوات والمجلس التشريعي منذ تسع سنوات، والحل لذلك يكون عبر صناديق الانتخابات، ومن المفترض أن تكون كل هذه التعقيدات بداية لانفراج".
وبناء على المعطيات الحالية للوضع الداخلي الفلسطيني، أكد نصر الله أن المسألة إذا كانت متعلقة بالفلسطينيين فقط فيجب تجاوز كل شيء له علاقة بالانقسام، أما إذا كان الموضوع مرتبط بالعرقلات الإسرائيلية فهذه مشكلة حقيقية تواجه الفلسطينيين، فإسرائيل أكثر جهة في العالم مستفيدة من حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ولكن إذا كان هناك تذليل للعقبات من الضفة وغزة، تبقى العقبات الإسرائيلية التي تتطلب التدخلات على أعلى مستوى.
وأشار إلى أنه إذا قام الرئيس بإصدار مرسوم لتحديد موعد الانتخابات بالتعاون مع حركة حماس، وإذا تدخلت لجنة الانتخابات المركزية أيضا فهناك حاجة لتدخل أطراف أخرى للضغط على إسرائيل حتى تتم العملية بسلاسة وتشارك القدس دون معارضة إسرائيلية، وأيضا ان تسمح إسرائيل لطواقم لجنة الانتخابات المركزية بالعمل في الضفة وغزة بحرية دون عرقلة التنقل.