قبيل الانتخابات "الإسرائيلية" .. "الاقتصاد والأرض" في مرمى النار "تقرير"
غزة – الرأي/ميسرة شعبان
لا يزال الاحتلال "الإسرائيلي" يُكثف من سياسته القائمة على تسريع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة من خلال نزع القدم الفلسطينية من أرضها وتهجيرها بهدف الاستيلاء عليها من جانب وضرب الاقتصاد الفلسطيني من جانب آخر.
مدير زراعة جنين وجدي بشارات، أكد أن القطاع الزراعي من أكثر القطاعات المستهدفة في الضفة الغربية تحت حجج واهية، لافتاً إلى أن جوهر الصراع مع الاحتلال دائماً يقوم قوة رسوخ القدم الفلسطينية وثباتها في أراضها.
وأشار بشارت في حديثه لوكالة "الرأي" إلى أن الاحتلال يستهدف مقومات الزراعة والمياه والآبار والثروة الحيوانية، منوهاً إلى أن مدينة جنين تعاني من شح كبير في المياه جراء تدمير الآبار و سرقتها من قبله.
وأفاد أن قطاعي الثروة الحيوانية والزراعية هما عنوان الثبات في تلك الأراضي المتواجدة في منطقة "ج" التي يثبّت المواطن الفلسطيني قدمه عليها لوجودها تحت السيادة الفلسطينية والاحتلال يحاول بشتى الطرق سلبها وتهجير سكانها منها.
وقال: "أكبر دليل على ما سبق، وهو قيام قوات الاحتلال بهدم بركسات للماشية ضمن حظيرة صغيرة وبسيطة من "الزينكو"، وخيام يقطن بها مواطنين بسطاء أصبحوا بلا مأوى هم وأولادهم.
وأكد أن الاحتلال يستهدف الإنسان والشجر والحيوان في تلك المنطقة ويضع المعيقات أمام المواطنين بهدف التهجير القصري وضم الأراضي وتفريغها من سكانها.
ملاحقة وتوثيق
وبشأن الأضرار التي تعود على الأراضي الزراعية في جنين، أشار بشارات إلى أن دائرة التوثيق في وزارة الزراعة تسعى جاهدة لتوثيق جرائم الاحتلال وحضر الاعتداءات بهدف فضح ممارسته ورفعها للجنايات الدولية.
وأضاف "الوحدة القانونية بوزارة الزراعة بالتعاون مع الجنايات الدولية تسعى لرفع قضايا وشكاوى لمحاكة الاحتلال على جرائمه".
ونوه إلى أن المزارع في الضفة الغربية يتكبد خسائر كبيرة، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة تضع المزارعين المتضررين على سلم أولوياتها من خلال مشاريع وتوفير المساعدات لهم، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتعويض المزارعين المتضررين.
وكان خبراء ومحللون اقتصاديون في الضفة المحتلة، أكدوا أن قطاعات الزراعة والصناعة تكبدت أضراراً متكررة جراء اعتداءات الاحتلال، الأمر الذي أثر سلباً على الوضع الاقتصادي.
وأشارت تقارير من البنك الدولي إلى أن الأزمة الاقتصادية تعمقت جراء انكماش قطاعات الزراعة والتصنيع، ما حرك مؤشر الفقر والبطالة إلى الأعلى.
استهداف التجمعات السكانية
بدوره، قال خبير الاستيطان خليل التفكجي أن الاحتلال يكثف اعتداءاته ويحاول ضرب "عصفورين بحجر واحد" من خلال تدمير الوضع الاقتصادي والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بهدف الدعاية الانتخابية.
وأردف التفكجي في حديثه لـ "الرأي" أن الاحتلال يمارس سياسة فرض السيطرة على المناطق الخاضعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية ويستهدف المناطق التي يسكنها البدو أو تجمعات قليلة من السكان.
وقال: "الاحتلال يركز عينيه في الاستيلاء على المناطق الأقل سكاناً لتفريغها وإخلائها لتكون جاهزة للسيطرة عليها، وما يحدث في منطقة غور الأردن والمناطق التي يقطنها بدو في الضفة المحتلة والقدس هو سياسة التخلص من السكان الفلسطينيين".
وأضاف:" الاحتلال يزيد من سياسته و استيطانه واعتداءاته فترة الانتخابات الإسرائيلية ليناكف كل حزب الآخر ويتحداه في من يفرد عضلاته أكثر على المناطق الفلسطينية".
وعبر التفكجي عن أسفه لعدم وجود اهتمام من قبل السلطة الفلسطينية في التجمعات الفلسطينية والمناطق التي يقل التركيز السكاني فيها، مطالباً إياها بالاعتراف بتلك التجمعات القليلة وإبداء مزيد من الاهتمام بها لمنع الاحتلال من إخلائها والسيطرة عليها.
وكانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي هدمت اليوم، منشآت زراعية وبركسات ماشية في قرية زبدة جنوب غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
في حين قامت جرافات الاحتلال صباح كذلك بتجريف وهدم مصنعا "للشايش" قيد الإنشاء دون السماح لصاحبه بإزالة بعض المعدات من داخله.
كما هدمت جرافة تابعة لجيش الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، بركسات لتربية الماشية وخياما في قرية بيت إكسا شمال غرب مدينة القدس وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها قوات الاحتلال بهدم تلك البركسات في إطار استهداف القرية والتضييق على سكانها.