الرئيسية / مقالات
"البدلة البرتقالية"... زيٌ يستخدمهُ "داعش" لإعدام الكساسبة
تاريخ النشر: الخميس 12/03/2015 10:27
"البدلة البرتقالية"... زيٌ يستخدمهُ "داعش" لإعدام الكساسبة
"البدلة البرتقالية"... زيٌ يستخدمهُ "داعش" لإعدام الكساسبة

 تقرير إخباري: أسماء قلالوة

مشاهدُ قتل وحشية وغير أخلاقية في آن واحد، هي ترجمة حقيقية إعلامية للخوض في حرب نفسية، ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق رهائنه المحتجزين.

 في كل عملية إعدام يشرع "داعش" الإرهابي بنشر فيديو الجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإثارة الرأي العام والغضب والحسرة في قلب المشاهد، وقبل تنفيذ حكم الإعدام ترتدي الرهينة بدلة ذات لون برتقالي، الزي الذي اختاره التنظيم لإعدام رهائنه.

نشر التنظيم الإرهابي "داعش" مساء يوم الثلاثاء الموافق 3-2-2015م فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يشبه أي فيديو سابق لإعدام أي رهينة، يظهر فيه الكساسبة وهو يرتدي البدلة البرتقالية.

حيث أسر الطيار الكساسبة البالغ من العمر 26 عاماً في 24 ديسمبر من العام الماضي، أثناء تنفيذه مهمة في سوريا، أضطر على أثرها الهبوط بالقرب من مدينة الرقة بعد سقوط طائرته، باستخدام صاروخ أرض جو حراري، حسب ما أفادت قناة الجزيرة الإخبارية.

سعى داعش منذ لحظة اسر الكساسبة إلى تحرير "ساجدة الريشاوي" من خلال طلب من الحكومة الأردنية بالإفراج عنها مقابل إطلاق سراح الطيار معاذ.

ومن الجدير ذكره أن "ساجدة" اعتقلت في عام 2005 أثناء تورطها في عملية تفجير لإحدى الفنادق في عمان، التي أودت بحياة أكثر من 60 شخصاً.

حيث استخدمت البدلة البرتقالية لأول مره مع الرهينة الأمريكية "جيمس فولي "في24 أغسطس عام 2014، أثناء بث التنظيم فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه قطع رأس الصحفي فولي، الذي خُطف أثناء تواجده في سوريا، حيث جاء إعدامه بسبب الضربات الأمريكية التي أمر بها الرئيس باراك أوباما ضد مقاتلي التنظيم.

كما ظهر هذا الزي مجدداً مع 9 رهائن آخرين، أعدمهم التنظيم في العراق وسوريا، ومع الشهيد الكساسبة الذي قتله التنظيم حرقاً.

 وفي تصريح لصحيفة " الشرق الأوسط" تقول:" أن داعش ليس أول من اتخذ من اللون البرتقالي زياً لأسراه، حيث سبقه في ذلك تنظيم القاعدة الذي استخدم الزي البرتقالي عام 2004، الذي نشط في السعودية ما بين عام 2003_2006، حيث كان ظهور اللون البرتقالي في تلك الفترة حين بث التنظيم مقطعاً مرئيا للمهندس الأميركي بول جونسون، الذي اختطفه أفراد ما يعرف "بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب" وقطعوا رأسه أيضا.

لكن هنا يأتي السؤال: ما سر اختيار داعش هذا اللون؟؟ وهل صدفه أن   يُلبس التنظيم رهائنه هذا الزي؟؟

 المتتبع لهذه القضية يرى أن هذا اللون له علاقة بأمريكيا، هو الزي نفسه الذي كان يستخدمونه في سجن " غوانتانامو" ضد المعتقلين داخل السجن.

مع العلم أن هذا السجن يقع في خليج غوانتانامو، وهو سجن سيء السمعة، إذ بدأت السلطات الأمريكية باستعماله عام 2002، هو سجن لمن يشتبه في كونهم إرهابيين، حيث لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة " العفو الدولية" تقول إنه معتقل يمثل همجية هذا العصر.

وفي مقابلة أجرتها وكالات الأنباء العالمية مع مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية صرح فيها:" أنه ليس مصادفة أن يلبس" داعش" رهائنه وأسراه ثوبا برتقالياً، وان سبب ارتداء هذا ً الثوب؛ انه كان يرتديه المعتقلون الأوائل لسجن غوانتنام".

 

وفي مقابلة حصرية أجرتها وكالة "وطن الأنباء" مع خبراء علم النفس والاجتماع، أفادوا:" أن أسباب اختيار داعش هذا اللون بحق ضحاياه؛ لوجود ارتباط بين الجهة الغربية وأجهزة المخابرات وبين داعش، حيث أن السلطات الأمريكية كانت وما زالت تستخدم هذا الزي مع معتقلاتها ذات السمعة السيئة".

ويتابعوا حديثهم:" كما يريد أن يصور للعالم مدى الإرهاب والرعب الذي يوصله للعالم، ويعطي رسالة للغرب أن ما حدث مع المعتقلين هو نفس ما كان يحدث مع المعتقلين في غوانتانامو الذين كانوا يرتدون نفس الزي".

وفي سياق متصل قالت الدكتورة ثريا عبد الجواد أستاذة علم النفس في كلية الآداب بجامعة المنوفية لموقع "صدى البلد" إن استخدام داعش اللون البرتقالي؛ تؤكد على العلاقة بين المخابرات الأمريكية و"داعش"، مشيرة إلى أن "داعش" صناعة أمريكية وأن الولايات المتحدة من أكبر الداعمين للتنظيم.

في مقابلة خاصة أجريتها مع الدكتور سميح طه حمودة، عضو هيئة تدريسية في كلية الحقوق والإدارة في جامعة بيرزت، يقول:" أعتقد أن بشاعة داعش هي جزء من مخطط تشويه الإسلام، والحد من انتشاره في العالم، ورغم أنني لا أجزم بأن داعش صناعة أمريكية؛ لكن من الواضح أن أمريكيا وإسرائيل وأعداء الإسلام يستفيدون من أعمالها؛ لأنها مزقت العالم، وقضت على التعايش بين المسلمين وغيرهم".

ويتابع حديثه:" هو تعايش قام منذ فجر الدعوة الإسلامية، كما أنها لم تعمل أي عمل ضد إسرائيل، ولا ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، وعلاقتها بتركيا تدل على رضا حلف الناتو عنها".

ويضيف:" وبالنسبة للزي البرتقالي فهو المعتمد في السجون الأمريكية، وربما يكون هذا دليلاً على الارتباط بين داعش والمخابرات الأمريكية، ولكن ليس دليلاً كافياً ومقنعاً ".

وفي سياق متصل يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، البروفسور عبد الستار قاسم: أن سبب اختيار داعش اللون البرتقالي زياً لإعدام رهائنه؛ لأن هذا اللون فاقع ويرى من بعيد، فإذا هرب أي سجين فمن السهل رصده، والإتيان به".

ويتابع حديثه:" لا أعتقد أن هذا اللون يرمز لمعتقل" غوانتانامو" فأمريكيا مثلاً استخدمت هذا اللون في الحروب، والثورة في أوكرانيا استعملت هذا اللون، فهل داعش قلدت أمريكيا أو قلدت أوكرانيا؟؟

يقول القاسم: " احتمال أن يكون ذلك، فأمريكيا بالرغم من أنها تدعم داعش وتدعم كل الفئات المتطرفة، إلا أنها لا تطمئن لها، فهي تستعمل داعش حالياً لتدمير في داخل الوطن العربي، لكن إذا رأت أن خطر داعش سيصلها يوما، ستكون جدية في محاربته".

ويضيف: هناك احتمال وارد أن هذه الفئات تنتقم من أمريكيا، لكنها على علم، كما أنها تراقب سلوك هذه الجماعات المتطرفة.

ويفيد القاسم:" لا اعتقد أن اللباس عنصر أساسي في التأكيد على العلاقة بين المخابرات الأمريكية وداعش، لكن لابد من وجود علاقات، فد داعش من أين تأتي بهذا الكم الهائل من الدعم؟

وعند سؤالي له هل تعتقد أن داعش صناعة أمريكية، وأن الولايات المتحدة هي من أكبر الداعمين لهذا التنظيم، يقول عبد الستار: تقديري نصف على نصف، ذلك لأن الأنظمة العربية ورجال الدين هما الذين صنعوا التطرف.

ويضيف:" لكن أمريكيا ليست بمعزل عن الوضع، فهي تستغل الثغرات الموجودة عندنا، فما دام هناك فئات متطرفة يريدون تدمير الساحة العربية فلماذا لا يكونوا على اتصال بأمريكيا؟ لينفذوا سياساتها وخططها.

ويتساءل القاسم: الذي حصل في العراق وسوريا من تفجير وتدمير ما سبب ذلك؟ وهل بإمكان أي مسلم عاقل أن يضع هذا الكلام؟

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017