العمل الاجتماعي .... عمل بلا ألوان!!! سامر عبده عقروق
ادئ ذي بدء أود أن أقول وبصوت مرتفع جدا أن ضحايا الانقسام الفلسطيني ، ما بين رئتي الوطن ،والذي ما زال يخيم ويجثم ببؤسه ومخلفاته على صدورنا منذ العام 2006 ، ولاحظوا أننا نتحدث عن زمن طويل في معايير الشعوب في ظل الانفجار التقني والاتصالاتي ، هذه المخلفات تشبه الى حد بعيد ما نتج عن قنبلة هيروشيما وناغازاكي ، فلقد سبب هذا الأنقسام ألأذى للأنسان الفلسطيني بشتى المعايير والمواصفات ، فتفت الثوابت وقضى على المواقف وأصبحت العملية تشبه التخاسه ،وأن هذا الأنقسام يشبه كذلك ( بلع السكين على الحدين) ، بمعنى أنه يقطع كل ما يمر به ، وهدفي ليس الكتابة بالسياسة لأني أعرف أن الكل يشعر بعدم الجدوى من ذلك ، لأنه اصبح يشبه النعيب أو النعيق ، وذلك بسبب تمسك طرفي المعادلة بمواقفهم التي لا تخدم على الاطلاق ثوابتنا الفلسطينية ومستقبل انسان هذا الوطن.
وما أود أن أكتب عنه هو همسات تلقيتها من عائلات ، وأفراد من ذوي الحاجة الاقتصادية ، ومن الواقعين تحت خط الفقر ، وكذلك من مؤسسات تعمل في العمل الاجتماعي بحيادية موضوعية وتقع تحت طائلة التمييز المقيت والمعيب ، الهمسات محتواها بسيط جدا على تعقيداته ، وهو افراز خطير جدا عن هذا الانقسام المدمر، لماذا يتم استثناء عائلات محتاجه من عمليات توزيع المواد الغذائية والأموال لأن ابنائها محسوبين على ( الاخضر او الاصفر او البرتقالي او الاحمر .....الخ ) من ألوان الطيف الفلسطيني ؟ وبالمناسبة لا أستثني أحدا من الموزعين الا من رحم ربي ، وقليل ما هم ويمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، ولماذا يتم تسييس عمل المؤسسات والجمعيات التي تعمل في نطاق العمل الاجتماعي ؟ وكيف يتم تصنيف عمل انساني بهذه الطريقة المسفه التي توقع الظلم على الأفراد والمؤسسات؟
من زمان قبل سنين طويلة ، يعني في السبعينات والثمانينات ، كان الشباب يتجمعون على شكل مجموعات ، بدون أن يعرف أي واحد فيهم لون زميلة الذي يعمل معه ، وهنا لا أقصد الألوان المرئية ، بل الوان الطيف الفكري والتنظيمي الذي يسود الساحة الفلسطينية ، لماذا ؟ لأن مقتضيات العمل المجتمعي الذي هدف ، وما زال يهدف ، الى دعم ومساندة الحالات الاجتماعية المعدومة أو الفقيرة ، وكان في حينها جزء من النضال السياسي وصنفه الأحتلال بانه ممنوع وغير مشروع ، وكان يعتقل الشباب والمجموعات التي تعمل في هذا المجال ، وهؤلاء ، كانوا يساندون ويدعمون كل من هو بحاجة دون أن يركزوا أو يفحصو لونه أو انتماءة ، همهم الأول والأخير كان ، انتشال هذه العائلة أو الفرد من أي مسبب لأي حالة ضياع ، وأقصد ضياع بكل الممعاني ، حينها ، كانت كل الأمور تسير بأنسيابيه وروح المحبة والتعاون تحيط بالجمع ، وبالعمل الجماعي.
حتى لا أطيل ، من زمان كان هناك نقاء أفضل بكثير من أإيامنا هذه ، وأتمنى من قلبي الضعيف أن نعود الى اسلوب زمان بعدم التمييز ، بس ممكن التكنولوجيا سببت هذا التعقيد !!!!! وطبعا الجواب لا ، نحن من سببنا هذا التعقيد لأننا الغينا تفكيرنا المجتمعي الجمعي ( نحن ) كمجتمع ، وأحللنا مكانه تفكيرنا ، الجمعي ، بالتفكير كقبيلة او فصيل او تجمع ، وهذا مؤشر ، وللأسف ، على اننا فقدنا معاييرنا في العمل الأجتماعي الذي يجب ان يكون بلا ألوان ، وفقدنا البوصلة التي تشير الى هموم الوطن ومواطنة.