التربية تطلق فعاليات المعرض الثاني للمبادرات المدرسية لمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا
رام الله-رايــة:
افتتحت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم، في قاعة الهلال الأحمر بمدينة البيرة، فعاليات المعرض الثاني للمبادرات المدرسية والدورة الخامسة لمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، برعاية رئيس مجلس الوزراء د. رامي الحمد الله، وبمشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. علي زيدان أبو زهري، وممثل القنصلية البلجيكية الفريد فيكرز، وبحضور وكيل الوزارة محمد أبو زيد، ومدير التعاون البلجيكي د. ولي ديماير، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق د. مشهور أبو دقة، وغيرهم من ممثلي المديريات ووكالة الغوث الدولية والمؤسسات الشريكة والمدارس المشاركة والطلبة والأهالي وأسرة الوزارة.
وأوضح د. أبو زهري مدى أهمية هذا المعرض السنوي في تكريس منهجية الإبداع والمبادرة في كافة الميادين بما فيها التكنولوجيا ومواكبة التطورات المتسارعة تربوياً وعلمياً وتكنولوجياً.
واعتبر د. أبو زهري أن دورة المعرض لهذا العام ورغم قلة الإمكانات تمتاز بتركيز تام مع الريادة والإبداع والتميز وعلى استلهام المعنى الحقيقي للانجاز وهي تتجاوز بذلك حدود تفعيل حضور التكنولوجيا.
ولفت د. أبو زهري إلى أن واقع التطور في استخدامات التكنولوجيا داخل المؤسسة التربوية يحتم على الوزارة المضي قدماً في تطوير المناهج بشكل يلبي متطلباتها وإلى إعادة النظر في مجمل السياسات التربوية المرتبطة بتوظيف التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم.
وأضاف قائلاً: "إن ما شهده الواقع التربوي الفلسطيني من قفزات في السنوات الأخيرة يحتم وجود عمل متكامل ليس على مستوى الوزارة فحسب بل من كافة الشركاء في مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات".
وطالب د. أبو زهري بضرورة المضي قدماً في تحسين ورعاية إنجازات الطلبة وإبداعاتهم في مجال التكنولوجيا وإلى جعل التعاطي معها حالة مستدامة ومعاشة تنعكس بشكل ايجابي داخل غرفة الصف.
وأعرب عن افتخاره بإنجازات الطلبة وإبداعاتهم في كافة معارض التكنولوجيا التي مكنت فلسطين من المساهمة الفاعلة والمشرفة في المعارض والمسابقات والمنتديات العربية والاقليمية والدولية التي تعتبر من أهم المؤشرات التي يجب الاستئناس بها والوقوف عندها في أي عملية تقييم للبرامج والخطط والمنهجيات المستقبلية.
كما أوضح أبو زهري مدى أهمية إنهاء عملية ربط المدارس بشبكات الانترنت والوصول والتفاعل والتي تتم بالتعاون مع مجموعة الاتصالات الفلسطينية وإلى ضرورة تحديد ملامح وآليات تفعيل التكنولوجيا ما بعد المدارس، مبيناً أن الوزارة جعلت التكنولوجيا من أهم محاورها في خطتها الاستراتيجية الثالثة ومرتكزاً أساسياً لعمليات التقييم للمحاور والبرامج.
وأثنى د. أبو زهري على جهود الحكومة البلجيكية في دعم العملية التعلمية منذ تولي السلطة الفلسطينية مسؤوليات التعليم خاصة في مجال دعم الأبنية المدرسية وتعزيز القدرات في مجال التكنولوجيا وبشكل خاص برنامج رواد التعليم الالكتروني وكذلك المساهمة الفاعلة في دعم تطوير المناهج الفلسطينية.
ووجه رسالة للطلبة قال فيها: "واصلوا التحدي والإبداع، وثقوا أن نجاحكم وتميزكم غايتنا حتى وإن كان سببا في فرض المزيد من التحديات علينا، وإجبارنا على معاودة النظر في برامج تأهيل المعلمين، وفي مستوى التجهيزات، وفي تطوير الإمكانات، وفي توفير المزيد من الفرص للاحتكاك مع محيطنا العربي والدولي، لكنها تحديّات ممهورة بطيب الإنجاز، فواصلوا وتواصلوا، وأبدعوا وامتازوا، منكم الإنجاز، ومنا العهد على مواصلة الالتزام، ولا أنسى الإشادة بجهود معلميكم ومديري مدارسكم والمشرفين التربويين، وطاقم المتابعة في دائرتي تكنولوجيا المعلومات، والهندسة والشبكات، ومبادرة التعليم الالكتروني، عبر العمل بروح الفريق، والاهتمام بأدق التفاصيل ومواكبة كل جديد".
من جانبه، أكد فيكرز أن قطاع التعليم من أهم القطاعات الاستراتيجية التي توليها الحكومة البلجيكية اهتماماً كبيراً من خلال بناء وتعزيز القدرات وإنشاء وترميم المدارس الفلسطينية والشراكة الفاعلة مع الوزارة عبر مشروع التعليم الالكتروني، لافتاً إلى أهمية هذا المشروع ودوره في دعم القطاع التعليمي وتحسينه واكساب الطلبة مهارات جديدة ومميزة.
وبين فيكرز أن هذا الحدث يعكس مدى التطور الذي شهدته الوزارة ومدارسها وبرامجها التعليمية التكنولوجية والاستفادة من التجارب السابقة وتوظيف الامكانات المتوافرة والمبادرات الملهمة لدعم العملية التعليمية، مؤكداً على ديمومة تعزيز وبحث آليات تعزيز الشراكة والتعاون مع الوزارة من أجل استثمار هذه الطاقات والابداعات العلمية والعمل على توفير الدعم لضمان تحقيق النجاحات في كافة الحقول التربوية الرائدة.
وفي هذا السياق أوضح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير د. بصري صالح أن تنظيم المعرض الثاني للمبادرات المدرسية ومعرض فلسطين الخامس للعلوم والتكنولوجيا يأتي في إطار العمل الحثيث الذي تقوم به الوزارة لتطوير المحتوى التعليمي الالكتروني من خلال دعم المدارس المستمر وتشجيع الطلبة والمعلمين على المبادرات الايجابية التي تستهدف رعاية الإبداع العلمي والتكنولوجي لدى الطلبة وتستثمر منهم كبذور للمستقبل.
وأوضح أن الوزارة وهي تقدم لمجتمعها هذه النتاجات التي تمت بجهود جبارة من المعلمين والطلبة وبدعم من الخبراء الفلسطينيين ومن الحكومة البلجيكية وشركة إنتل العالمية، وتأمل أن تحوز هذه المبادرات على اهتمام شركاء العملية التعلمية في فلسطين للاستثمار في هذه المبادرات ولمزيد من الدعم بما ينعكس إيجابا على واقع العملية التعلمية وارتباطاتها باحتياجات التنمية.
بدورها أشادت ممثلة شركة انتل العالمية رولا حبش بالمشاركات الطلابية التي جسدت الابداع العلمي واهتمام الجهاز التربوي بتطوير وصقل المهارات وتحفيز الطلبة على التميز والابتكار وتشجيع روح الابداع لديهم.
وقدمت حبش التهاني للبمدعيم الطلبة والذين وصفتهم بعلماء المستقبل القادم؛ نظراً لما يمتلكونه من مهارات وقدرات هائلة على الانتاج والعمل المبدع، لافتةً في السياق ذاته إلى إلى دور شركة انتل بدعم المبادرات التربوية؛ ايماناً بدور الشباب الريادي والفاعل في المجتمعات، وكذلك أهمية العلوم والرياضيات والهندسة وغيرها من التخصصات العلمية التي تُبنى على أساس البحث العلمي وتسهم في إحداث التغيير المنشود في كافة الميادين.
وحول المبادرات المدرسية بيّن منسق مشروع تعزيز التعلم الالكتروني في المدارس الفلسطينية د. رشيد الجيوسي أن المشروع تمكن من خلق مبادرات لبناء لبنات تعلمية من قبل المعلمين يمكن توظيفها داخل الغرفة الصفية باستثمار إستخدام التكنولوجيا بطريقة تفاعلية يقود إلى رفع قدرات المعلمين ومهاراتهم في العملية التعلمية وصولاً إلى طالب يمتلك مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات والتعلم التعاوني.
من جهته، أوضح مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات في الوزارة م. أمجد المصري أن هذا المعرض تنفذه الوزارة منذ العام 2010؛ بهدف تطوير مهارات الابداع ومنهج البحث العلمي لدى الطلبة تحت إشراف معلميهم، ومن أجل إعدادهم وتهيئتهم للمراحل الدراسية العليا والحياة العملية، للانخراط في مجتمع المعرفة، وذلك من خلال انتاج مشاريع طلابية إبداعية في 17 مجالاً من مجالات العلوم والتكنولوجيا؛ انسجاماً مع خطط الوزارة وتوجهاتها نحو تحسين نوعية التعليم وتوظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية.
وبين المصري ان هذا المعرض يستند في التنظيم وتحكيم المشاريع الى معايير المعارض والمسابقات العالمية ، وتتكون لجان التحكيم من نخبة من أساتذة الجامعات والكليات الفلسطينية وتربويين متخصصين من الوزارة، والمعرض مسجل أيضاً في معرض انتل الدولي للعلوم والهندسة، ومسابقة انتل للعلوم – العالم العربي، حيث يشارك الطلبة المتميزون في المعرض سنوياً في معرض انتل الدولي ومسابقة انتل للعلوم – العالم العربي ، ويحصلون في كل عام على مراكز عالمية واقليمية متقدمة.
وأوضح المصري بأن معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا لهذا تميز بأن كافة إجراءاته ومتابعاته تمت بشكل الكتروني من خلال موقع الكتروني تم تخصيصه لذلك.
وبناء على لجنة التحكيم في المعرض التي شارك فيها 15محكماً/ة من ذوي الاختصاص من أساتذة جامعات والكليات ومتخصصين من وزارة التربية والتعليم، تم الإعلان عن المشاريع الفائزة والتي كانت على النحو الآتي: الطباخ الآمن من مديرية الخليل، ولوحة مفاتيح المكفوفين من طولكرم، والعين الساهرة من قباطية، وصنع الدبال باستخدام البيوت البلاستيكية من جنين، التحكم بالإضاءة من الخليل، ومرشد لمسي للكفيفين من نابلس، وسوار إنذار الصرع من جنين، وتركيز أشعة الشمس على وحدة التسخين بالطاقة الشمسية "السخان الشمسي" من أريحا، والتكنولوجيا الخضراء من جنوب نابلس، واستخلاص حبر النباتات من طولكرم.
وتم الإعلان عن المشاريع الأربعة الأولى الفائزة للمشاركة في مؤتمر "انتل الدولي" وتمثيل فلسطين والذي سيعقد بمشاركة دولية واسعة في شهر أيار القادم والمشاريع هي: الطباخ الآمن في المركز الأول، ولوحة مفاتيح المكفوفين في المركز الثاني، وصنع الدبال باستخدام البيوت البلاستيكية في المركز الثالث، والتكنولوجيا الخضراء بالمركز الرابع.
وفي ختام يوم التكنولوجيا والمعارض تم تكريم 120 مدرسة مؤهلة فازت بمنحة من المشروع لتطوير لبنات تعلمية، بالإضافة إلى تكريم المشاريع الفائزة في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا الخامس.