انتهت الانتخابات الاسرائيلية بعد حملة انتخابية اقل ما يقال عنها انها مسمومة مليئة برائحة العنصرية و الكراهية ...تكشفت النوايا بشكل اوضح ..و سقطت ورقة التوت و كم كانت صغيرة هذه الورقة لا تكاد ترى بالعين المجردة و مع ذلك سقطت...و لم تحدث ضجيجا عند سقوطها فقد غرقت في بحر دماء ازهقت على مذبح التنافس بين من هو صهيوني و من هو اكثر صهيونية من هو دموي و من هو اكثر دموية و من هو سادي و من هو اكثر سادية ...و جعل الشعب الفلسطيني وقودا لهذا التنافس ..نعم الفلسطيني اينما وجد هو وقودا و مادة انتخابية في نظرهم ...فلم يسلم فلسطينيوا الداخل من حملات التحريض ضدهم و اعتبارهم دخيلين على ( المجتمع النقي) و اتهموا بكافة الاوصاف و التهم الباطلة فقط لانهم يحمون وجودهم و يدافعون عن حقوقهم و يحفظون هويتهم و انتمائهم ...و الفلسطينيين في الضفة تعرضوا للقتل و الاعتقال بشراسة و استعر الاستيطان و التهويد ...ثم نطقها نتنياهو ( بق البحصة ) على رأي اشقائنا السوريين ...اعلن انه اذا ما اعيد انتخابه فلن يكون هناك دولة فلسطينية ...و بالعامية اقولها : لا يا شيخ ..وحياة امك على رأي اشقائنا المصريين ...يعني كنت تعمل على قيام دولة فلسطينية حتى اللحظة و بطلت ؟؟ يا للخسارة ...و غزة عوقبت في السياق من استمرار الحصار و العزل ...اما اهلنا المهجرين فهم بنظر هؤلاء غير مرئيين و غير موجودين .
اذا اعيد انتخاب نتنياهو و مرة اخرى جنح المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف و اختار التشدد و العبث بشعب كامل عريق على هذه الارض ...انتخب للمرة الرابعة من قتل و عذب و سجن و هود و استوطن ..و من ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية و واجه المجتمع الدولي و تحدى حتى الحلفاء و على رأسهم رئيس اكبر دولة داعمة لدولته ..رئيس الولايات المتحدة الامريكية اوباما ...الاسرائيليون اختاروا اليمين و لم يكن هناك يسار!! فيسار الوسط و اليسار هم عبارة عن اكذوبة مفضوحة ساذجة ..فعن اي يسار يتحدثون ؟؟ اي يسار يغرق في العنصرية و الدموية ؟؟ اي يسار ينكر على شعب باكمله حقه في الحياة و الحرية ؟؟بل كيف لاي يسار ان يكون صهيونيا؟؟ اذا هذه تركيبة دولة الاحتلال ..تركيبة تضم صهيوني متطرف اما يمينا او يسارا قد يختلفون حول الاقتصاد و البطالة و حقوق المثليين و قد يختلفون حول ادارة اجهزة الدولة و النقابات العمالية ضمن الصراع الطبقي و لكن ابدا لا يختلفون اتجاه الشعب الفلسطيني ...فالقدس العاصمة الابدية ( لدولة اسرائيل) بيمينها و يسارها و الكتل الاستيطانية باقية حتى قيام الساعة !! و الحدود و الاغوار و المياه املاك خاصة ..و لا عودة لمهجر واحد الى ارض ( اسرائيل) و غزة مفصولة عن الضفة و لا دولة فلسطينية بين النهر و البحر ..و لا كرامة و حقوق لاي فلسطيني زائر على
(ارضهم التاريخية) ...نعم هذه قرارات دولة الاحتلال باحزابها الصهيونية و بالغالبية الساحقة من الشعب ..و كل من يخالف هذه المباديء هو لا سامي و ارهابي و مخرب .
لقد تهيأت الفرص لدولة الاحتلال ان تعيش معترفا بوجودها عربيا و اسلاميا و بعلاقات متطورة و برخاء بل بسيطرة اقتصادية على دول المنطقة و بحدود محمية و بسيطرة على الشواطيء و الموارد مقابل قبولها بالشعب الفلسطيني و دولته ..و لكنها رفضت ذلك كله اتعلمون لماذا ؟ لانها و بشويفينيتها و بجنون العظمة لديها و بعنصريتها لا ترى الا نفسها و مصالحها و بنت الدولة على عقيدة العنصر الانقى و الارقى و على اساس الدوس بالقدم على حقوق و مصالح و كرامة من ليس منهم .
هذه قراراتهم ايها السادة فما هي قراراتنا؟
لم يعد باستطاعة اي فلسطيني المراهنة على المفاوضات و السلام المزعوم ..و لم يعد هناك من يعتقد بامكانية الوصول لدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة ضمن ميزان القوى القائم او اسلوب المفاوضات العبثية و الفاشلة ...و اتخذت اخيرا قرارات المجلس المركزي الفلسطيني - اعلى هيئة فلسطينية لتعذر انعقاد الوطني - اتخذت القرارات و حولت للجنة التنفيذي لتقوم بدورها و تنفذها و عقدت اللجنة التنفيذية و اتخذت مجموعة من القرارات :-
- على االجنة الساسية و بالتعاون مع الاجهزة الامنية وضع الخطط لتنفيذ وقف التنسيق الامني ..هذا الطوق حول رقبة الشعب الفلسطيني و ذلك من خلال التخلص التدريجي منه كونه مصلحة اسرائيلية خالصة و سيف مسلط على رقاب الشعب الفلسطيني .
-مراجعة الوضع الاقتصادي و الاتفاقات الاقتصادية المرتبطة و تعزيز الصناعة الوطنية و مقاطعة بضائع الاحتلال و الدعوة الى تصعيد و تنامي المقاطعة العالمية لدولة الاحتلال
- الاستمرار بالتوجه لمحكمة الجنايات و كافة المحافل الدولية لمحاسبة قادة دولة الاحتلال و استنهاض الدعم الدولي للشعب الفلسطيني و قضيته العادلة .
- ارسال وفد من قادة الفصائل و العمل الحثيث على انهاء ملف الانقسام و تحقيق المصالحة الوطنية و الاتفاق على برنامج وطني شامل يجمع عليه الجميع و ينضوي تحت لوائه .
- اعادة صياغة العلاقة مع الاحتلال و اعادة بناء منظمة التحرير على اسس نضالية ..و تغيير المعادلة و اعادتها لوضعها الطبيعي _ شعب مضطهد يرزح تحت الاحتلال في مقاومة قوة محتلة _ و رفض الاحتلال حتى زواله .
هذه قرارات منظمة التحرير و هذه قرارات الشعب الفلسطيني و رغم وجود من يشكك بالتطبيق الا ان هذه القرارات عليها اجماع و لديها حاضنة - الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج و في كافة اماكن تواجده و على الجميع العمل على تطبيقها و ترسيخها و هناك مناخ دولي اكثر ملائمة لتثبيت الحق الفلسطيني و صورة دولة الاحتلال تتآكل و شعوب العالم ملت و سئمت عنجهيتهم و صلفهم ...و المقاطعة ضدهم تتزايد ...نحن بحاجة فقط لتطبيق القرارات على ارض الواقع و الاستعداد داخليا لمواجهة كل العقوبات الجماعية المتوقعة و تهيئة الجبهة الداخلية و بناء الاقتصاد الوطني المقاوم .
ايها المحتلون ..لقد اتخذتم قراراتكم التي عملتم عليها بشكل غير معلن ..و اعلنا قراراتنا التي غيبت لفترة ليست قصيرة فقدنا فيها الكثير ...لقد رجعت قواعد اللعبة الى وضعها الطبيعي ...انتم من اخترتم رفض الدولة فستجدون الدولة الواحدة مطلب ...و انتم من اخترتم المواجهة فاختار الشعب الفلسطيني قراراته ...و اخترتم مواجهة العالم و اختار شعبنا الانتماء للانسانية و القانون و الشرعية الدولية ...لقد اخترتم ما اردتم و اختار شعبنا ما اراد ...نعم ايها المحتلون ...فلكم قراراتكم و لنا قراراتنا .