الرئيسية / مقالات
تفكير براغماتي: يربط النظرية الجهادية بالتطبيق على الإنسان
تاريخ النشر: الجمعة 20/03/2015 19:40
تفكير براغماتي: يربط النظرية الجهادية بالتطبيق على الإنسان
تفكير براغماتي: يربط النظرية الجهادية بالتطبيق على الإنسان

 بثينة السفاريني

 

في أحد مقاهي الانترنت في مدينة الرقة السورية، تجلس فتاة شابة غلب سواد عباءتها ونقابها على بياض وجهها الأوروبي، كانت تتحدث مع أهلها وتخبرهم أن فكرة عودتها إلى بلادها فرنسا وتخليها عن تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) غير واردتين في بالها، وكأنها ترى وجها أخرى لحياتها الجديدة.

كان ذلك نجاح لتنظيم الدولة في جعل فتاة مراهقة تتخلى عن أهلها مقابل البقاء في التنظيم، فداعش استطاع استقطاب عدد كبير من الشباب العرب والغربيين لصفوفه، حيث تصل نسبة الشباب الذين انضموا لصفوف التنظيم  بين شهر أكتوبر 2014 إلى يناير 2015 نحو 5000 مقاتل وبهذا يصل عدد المنضمين قرابة 80 ألفا، وذلك وفقا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، ومن أهم الدول العربية التي هاجر قسم من شبابها إلى صفوف داعش هي، تونس والسعودية والمغرب، أما بالنسبة للدول الأوروبية كانت فرنسا على رأس القائمة.

أسباب سياسة واجتماعية وحتى نفسية تدفع الشباب للحاق بصفوف داعش فحب الشخص للمغامرة أو التمتع بجهاد النكاح الذي أجازه التنظيم أو تفريغ العنف المحفور داخل نفسه أو من أجل الشهرة، قد تكون فرص استغلها التنظيم لجذب الشباب.

و يذكر الأستاذ في علم الاجتماع خالد عودة الله، بأن أزمة الهوية عند مسلمي أوروبا  وعدم تقبل سياسة الدولة للإسلام، كما أن تعرضهم للقمع السياسي والاجتماعي بالإضافة إلى ظاهرة الاسلاموفوبيا، دفعتهم للجوء إلى داعش كملاذ لهم.

ويضيف عودة الله، أن من الأسباب التي قد تدفع الشباب للجوء إلى تنظيم الدولة، سببه الضجر أو الملل وليس لأفكار سلفية، ولكن ذلك دون إنكار للضخ الإعلامي الذي يقوم على الفكر الجهادي السلفي.

ويوضح أن هناك أسباب أخرى قد تدفع الشباب للانضمام في صفوف داعش وهو شعورهم بالحاجة إلى الانتماء الضميري، فتنظيم الدولة تعطيهم الخلاص أو الهروب من الواقع الذين يعيشون فيه.

 

ومن الجدير بالذكر بأن المؤسسات الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، من أهمها الفرقان والحياة، تساعد التنظيم في استقطاب الشباب  من خلال نشر رسائل محلية  وترجمتها لعدة لغات مثل الفرنسية والانجليزية والروسية وغيرها ونقلها للعالم الخارجي، حيث تحتوي الرسائل على معتقدات دينية يقوم التنظيم بتجربتها على الغربيين المواليين لهم كاختبار أولي لها قبل عرضها على الشباب المراد استقطابهم وذلك لمعرفة مدى تأثير المعتقدات الدينية عليهم.

يقوم تنظيم الدولة بنشر عبر صفحاته على الفيسبوك  وتويتر، بأن على الفتيات المسلمات الانضمام لصفوف الدولة الإسلامية لأنه واجب أخلاقي وديني.

 

كما يقوم المركز بنشر تقرير تحتوي معلومات حول الحياة المريحة التي يعيشها التنظيم وذلك بالإضافة إلى مجلات بالعربية والانجليزية أمثال دابق والشامخة التي يقومان بنشر معلومات ايجابية عن التنظيم.

وتروج عبر مؤسساتها الإعلامية أشرطة فيديو تساعدها في اكتساب الناس، تكون باللغة العربية مع ترجمة للغة الانجليزية، وفي تسجيل لأحد الأشخاص المنتمين لداعش تم نشره على موقع إذاعة صوت روسيا، "إلى إخوتي الذين يعيشون في الغرب، أنا أعلم شعوركم فأنا كنت مثلكم أعيش هناك، حيث تجد قلبك محبطا والدواء لهذا الإحباط هو الجهاد، إذ تشعر أنه لا شرف لديك، أخواتي جميعا أناديكم إلى الجهاد كي تشعروا بالشرف الذي نشعر نحن به، وكي تشعروا بالسعادة التي نشعر نحن بها".

ويعد المصدر الثالث الذي يعتمد عليه التنظيم في جذب الشباب بعد مواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات الإعلامية، اعتمادها على مكتبة إلكترونية ضخمة متوفرة في المنتديات والمواقع الالكترونية التي تخضع لسيطرة التنظيم، وتختص المكتبة بالايدولوجيا،  والخطاب والتأثير وصنع المتفجرات، بالإضافة إلى التكتيكات القتالية والتمويل واليات التجنيد والتدريب وكل ما يلزم الجهاديين على حد وصف التنظيم لهم.

وقد شدد المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع للاتصال الحكومي في الشارقة الذي عقد في تاريخ 2/3/2015، على أهمية التواصل الحكومي في تحقيق الديمقراطية وإرسال قواعد الحكم السديد.

حيث ذكرت الإعلامية في قناةmbc ، منى أبو سليمان إلى دور الحكومات في توضيح التفكير المنطقي للناس خاصة بأن داعش تستغل جهل الناس لبعض الأفكار مما يساعدها في استمالتهم وتنفيذ مخططاتها.

ويشدد إمام مركز دريسدن الإسلامي، على دور الأئمة في أوروبا في شرح تعاليم الإسلام بشكل صحيح، مع التركز بان شروط الجهاد الموجودة في القرآن والسنة لم تعد مستوفية في الوقت الحاضر، مما يساعد ذلك في خلق صورة معتدلة عن الإسلام، تكون رادع للشباب من الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية.

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017