تمكن أبناء شعبنا العربي في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 من تجاوز كل العقبات والخلافات التي تحول دون وحدتهم في مواجهة الهجمة اليمينية الفاشية الصهيونية العنصرية التي تستهدف اقتلاعهم من ارض الآباء والأجداد وتمارس بحقهم ابشع صور الإرهاب والترانسفير وأشكال أخرى من التطهير العرقي وتمييز العنصري إضافة إلى جملة من الاعتداءات الهمجية والبربرية ضد المساجد والكنائس وجرائم الحرب بحق المواطنين الأبرياء في وضح النهار ودون سابق إنذار.
إن وعي جماهيرنا العربية في الداخل الفلسطيني لحجم المخاطر الصهيونية العنصرية المحدقة بوجودهم وحياتهم دفعتهم للالتفاف حول المشتركات التي يجتمعون عليها والقفز على كل ما يعيق وحدتهم والعمل على تشكيل قائمة واحدة مكنتهم من تحقيق إنجازات باهرة في الانتخابات الإسرائيلية وجعلت منهم قوة مؤثرة وقادرة على اختراق وكر الدبابير والعنصرية ( الكنيست الإسرائيلي) الذي تم تشريعه جملة من القوانين العنصرية التي تستهدف الوجود العربي برمته في الأراضي المحتلة عام 48 ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم وتدمير قراهم في صحراء النقب (مشروع برافر ) إضافة للعديد من القوانين التي تشرع قتلهم وطمس هويتهم وتاريخهم وثقافتهم وتكبل حريتهم وحقهم في الحياة الكريمة .
كل ما تقدم كان مدعاة لتحقيق الوحدة التي تمكنهم استغلال قوانين الاحتلال المعمول بها للرد عليهم ومن خلالها درءاً لحجم المخاطر المحيطة بهم وتعزيزاً لصمود أبناء شعبنا هنالك في مواجهة سياسة التوحش والتغول الصهيونية المنفلتة من عقالها وزاحفة نحو المزيد من التهجير والقتل والتهويد والتصفية الكاملة للوجود العربي الفلسطيني .
إن وحدة العرب في الأراضي المحتلة عام 48 والإنجازات المواكبة لها تعد انموذجا يحتذا من قبل كافة أبناء الشعب العربي الفلسطيني وكاملة جماهير امتنا العربية المجيدة في التصدي والصمود أمام حجم المؤامرات وهول المخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية ومجمل الوطن العربي حيث تكالب وتقاطر الأعداء ومن كل حدب وصوب ضد امتنا العربية ومستقبل أبناءها وأجيالها القادمة وضد فلسطين وحق شعبها في الوجود تقرير المصير وحيث تعاظم أطماع الأمم المحيطة بنا من الشرق والغرب وفي كل الاتجاهات مما يدفعنا للنهوض مجددا والاستفادة من التجربة المميزة للأحزاب والتنظيمات العربية في داخل الفلسطيني المحتل عام 48 والتي تمكنت من تجاوز كل خلافاتها في سبيل الهدف الأعظم حفاظا على عروبة فلسطين وأهلها وأخيرا وليس اخراً أتوجه لكافة أبناء امتنا للعمل جميعا على الاستفادة من تلك التجربة الرائدة لأبناء شعبنا العربي في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 والانطلاق سريعا نحو تشكيل جبهة وطنية قومية إسلامية هدفها الأساس تحرير فلسطين وكافة الأراضي العربية السليبة وحماية بلاد العرب ومستقبل أبنائنا وأجيالنا وتوحيد كافة الأقطار العربية في دولة واحدة وعلى أسس من مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة وتكافئ الفرص وصولاً بواقع امتنا نحو الريادة بين الأمم وهو مكانها التاريخي والطبيعي .
بقلم : ثائر حنني
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
آذار | 2015