تقرير :هبه سلمان
"هذا اليوم يجتمع كل ولدٍ مع أمه، ويفرحون مع بعضهم البعض، إلا أنا..."، الدموع تخنقها فتبتلع ريقها مراراً والصمت يلف المكان، ثم تواصل بصعوبة" أنا بحسش بعيد الأم إبني الوحيد في السجن"، في قرية عرابة جنوب غرب جنين، بهذه العبارات بدأت أم حازم الشيباني يوم الحادي والعشرين من آذار في ظل إفتقادها لإبنها "حازم" المُعتقل في سجون الإحتلال.
تتابع أم حازم حديثها وهي تعانق صورة لولدها"في كثير من الأحيان أحاول أن أكون صابرة محتسبة، وأقول لنفسي لست الوحيدة التي لديها إبن أسير، لكن سرعان ما تتفتح جراحي وتغمرني أحزاني، فلا أحد يعرف وجع الأم سواها".
وتوضح أم الأسير حازم أن المناسبات كيوم الأم، والعيدَين يمثلان قمم الألم لديها، مضيفة"أيضاً في شهر رمضان، عندما يتحلق جميع أبنائي حولي، أنا أشعر أن هناك قطعة من قلبي ناقصة، وهو حازم"، وتشير أم حازم إلى معاناة ذوي الأسرى خلال زيارة أبنائهم، فتقول"الزيارة أحياناً قد تكون ممنوعة تحت ذرائع أمنية، وفي الزيارات القليلة فالمدة قصيرة، لا يمكن أن تكفي أماً تتلوع وتنتظر شهوراً دون أن تراه".
حسب إحصائية أجرتها عدة مراكز متخصصة في شؤون الأسرى، فإن يوم الأم هذا العام يأتي ونحو 20 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الإحتلال، منهن أمهاتٌ تشتاق لأبنائها ، أو فتياتٌ تشتاق لأحضان أمهاتهن وأهاليهن.
في يوم الأم حال أمهات الأسرى لا يختلف عن أمهات الشهداء، بوجهها المهموم المملوء بالتجاعيد تقول أم عزات والدة الشهيد زاهر سلمان"كان زاهر حنوناً طيباً، أنا أفتقده كل وقت وحين، وما يزيد الأسى أنه آخر العنقود"، تصمت قليلاً ودموعها تجري على وجنتيها ثم تمشي إلى زاوية الغرفة لتلتقط "بروازاً" يحتوي صورة إبنها زاهر، وتتابع"نور عيوني أستشهد في عيد ميلاده 2-7-2006، اليوم أحسد كل أم تقبّل أصغر أبناءها فهي في نعمة"، وتختم ام عزات قائلة"أنا أبكي لكنني في نفس الوقت فخورة به".
يقول الصحفي في مركز أحرار للأسرى محمود مطر أن 20 أسيرة فلسطينية داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي حتى الثلث الأخير من آذار 2015، ويضيف مطر"في يوم الأم السجون لا تضم فقط أشبالاً صغاراً وشباناً يفتقدون أمهاتهم، بل أيضاً السجون تحوي أمهات يتملكهن الشغف والحنين لرؤية صغارهن"، موضحاً أن أسيرتين متزوجتين يقبعن داخل السجون، هما: سماهر زين الدين من قرية مجدل بني فاضل جنوب شرق نابلس، وياسمين شعبان من قرية الجلمة شرق جنين".