أحد أهم الظواهر التي تسبب المغص والأذى لمجتمعنا ، وتسبب الهزال والتردى لقضايانا العامة والخاصة ، وتسير به الى مواقع وأوضاع لا تحمد عقباها هي ظاهرة ( الطراطير) ، والكلمة لها أكثر من معنى ، ولكني هنا أتحدث عن معنى واحد فقط.
وظاهرة الطراطير منتشرة وبشكل واضح في مجتمعنا ، والطرطور هو الانسان الذي يغيب الحكمة والرأي والمشورة ، وهو بمثابة تابع أعمى ضال ومضل ، لا يملك الجرأة على قول الحق ، ولا اتخاذ القرار حتى لو كان مقتنعا بنسبة 100% بعدالة وصحة القرار ، بل ينتظر من أصحاب السعادة ، ومن يملكون مفاتيح ألابواب العليا أن يوجهوا له بوصلته ويحركوه كما يتم تحريك كركوز وعيواظ ( مقال سابق) ، ويقبلون ان يكونوا في موقع يشغلونه وهم يعرفون انهم بمثابة خيال مآته ، ولا يملكون القدرة العلمية والمهنية على شغله ، ويسببون لأنفسهم وللأخرين الأذى.
والطرطور حسب ما أفادني به بعض الاصدقاء:
(معناها الشخص اللي ما الوش اي رأي ولا الو اي شخصية حتى كلمة بتاخدو وكلمة بتجيبه وكلمه بتوديه).
(طرطور الذي لقمته مش من فاسه وبناء على ذلك بكون قراره مش من راسه).
(تَافِهٌ ، ضَعِيفٌ ، مَنْ لاَ قِيمَةَ لَهُ).
(شخص ضعيف لا يملك اتّخاذ القرارات)
بس بكفي ، أحسن لك يا سامر ، بلاش حدا يزعل منك ، كركوز وعيواظ ، وأحيل الى لجنة ، كأنك مش شايف في المؤسسات المسكينة الا الفساد ، وغياب القوانين وعدم الشفافية وغياب المحاسبة ،بعدين شو خيال المآته ؟ خيال المآته يا سادة يا كرام هي خشبتان توصل ببعضهما بحبل او بمسامير ، ويتم الباسها ملابس باليه ويوضع على رأسها طاقية او طربوش وتوضع وسط الحقول المزروعة حتى تخاف منها او ترتعد منه الطيور ، وهذه أشبه بالطراطير ، حيث أن الطيور تتفحضها تدريجيا وتجد بعد حين انها ، لا تقدم ولا تؤخر ، وليس لها دور تؤديه ، بمعنى ان لا فائدة فيها ، وكما هو الطرطور ، والمنتشر وجودة في كثير من مواقع اتخاذ القرار في العديد من المؤسسات ، وهو كخيال المآته لأنه ينتظر السيد ، الاقطاعي الأكبر لكي يملي عليه ما يقول او ما يكتب .
وحتى لا اطيل ويزعل علي ، المشكلة أن المواطن ، بمختلف مواقعة يدفع الثمن لوجود مثل هذه الفئة ، لماذا ؟ لأنها لا تعمل لأرضاء مقتضيات الوظيفة والعدل وتطبيق القانون كما هو وارد ، وتتجنب التوثيق ، وتعتمد الشفهيه فيما تفعل ، والمواطن حزين لا يملك القوة لردع هؤلاء الطراطير بسبب وجود الكثير من النباحين الذي يقبلون أن يقوموا بدور الشيطان الرجيم لأرضاء السيد .
ارحمونا وبكفي طرطرة على حسابنا.
وصدق رب العزة عندما قال (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) صدق الله العظيم.