الرئيسية / مقالات
المحتل يتلذذ بصمت التعذيب! بقلم بسام الكعبي
تاريخ النشر: الخميس 26/03/2015 14:58
المحتل يتلذذ بصمت التعذيب! بقلم بسام الكعبي
المحتل يتلذذ بصمت التعذيب! بقلم بسام الكعبي

 

22 شباط 2005؛ يوم تاريخي وقف شاهداً على انفعال عصف بملامحي، أثناء عبور حاجز قلنديا العسكري باتجاه القدس المحتلة، مستفيداً من ثغرات المرور التي خطط لها المحتل بعناية؛ قبل أن يحكم إغلاق المعبر بالتدريج! 
طوال عشر سنوات حاولتُ الحصول على تصريح عبور إلى المدينة المحاصرة، ولم أنجح! أخيراً أعلن "المنسق" العسكري للاحتلال السماح للفئات العمرية التي تتجاوز منتصف الخمسينات، الدخول إلى القدس دون تصريح!
صباح اليوم في السادس والعشرين من آذار الجاري، وبعد عشر سنوات و34 يوماً من الغياب عن بريق التاريخ الذي يتفجر بأزقة البلدة القديمة، قررتُ التوجه برفقة أصدقاء  نحو الأسوار التي تقاوم الريح دون انكسار..لكن منْ أين يعثر المحتل على كل هذه الوسائل الوحشية في التعذيب الصامت للناس والأبرياء؟
وضعتُ بطاقتي الشخصية على زجاج الغرفة المعزولة لمسؤولة "الأمن". نقرت رقمها على مفاتيح الجهاز: ارجع، ممنوع من العبور. أنتَ كنتَ معتقلاً في سجون "إسرائيل" منذ ثلاثين عاماً! الاحتلال يمتلك ذاكرة من "ديجيتال" لا تعرف النسيان. النتيجة باتت واضحة: كل المسنين والمسنات في فلسطين لن يعبروا حواجز الاحتلال؛ إذا عبروا أقبية استجواب وتحقيق أجهزة المخابرات لأيام، فما بالك لسنوات!
الاحتلال لا يختلف كثيراً عن سلوك أجهزة الطاغية العربي في التعامل مع الفلسطيني على حواجز حدوده! في طريق عودتي القصيرة جداً من قلنديا إلى رام الله، استعادت ذاكرتي المعاناة التي عشتها على الحدود الأردنية والمصرية والسورية والعراقية والخليجية. ما هي وظيفة هذه الجيوش وأجهزة الأمن؟ هل تستكفي بحماية "العرش"، بتعدد طبعاته، ومطاردة الضحية من تشريد إلى آخر بتوظيف بارع للدعاية المزيفة!؟ هل يتبادل  الاحتلال  والاستبداد الدور في إحكام الطوق على الضحية!
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017