جراسا نيوز -
جراسا -
من مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - اعتبر استاذ الإعلام بجامعة النجاح الوطنية في نابلس الدكتور فريد أبوضهير الأردن، حالة فريدة من الاستقرار في عصر عصفت به رياح التغيير بالمنطقة العربية.
وشدد أبوضهير في تصريحات لـ'جراسا' السبت أن للأردن خصوصية جعلت منه أكثر ثباتا من الدول التي وقعت فريسة للصراعات المتولدة عن عملية التغيير.
وأضاف أبوضهير:' الخصوصية في الأردن تمثلت بوعي ذي ثلاث أضلاع: وعي القيادة الأردنية، ووعي القوى والأحزاب السياسية والنخب السياسية، ووعي الجمهور.
وأضاف:' وهذه الثلاثية، ربما، كان لديها الإدراك الكافي لخطورة انزلاق البلاد إلى العنف والفوضى التي اجتاحت الجزء الأكبر من العالم العربي. فكانت الدعوات للإصلاح، وكان التجاوب من قبل القيادة لتلك الأصوات.'
وأكد أبوضهير على مسألة في غاية الأهمية، وهي أن الأردن فتح الباب أمام انتخابات برلمانية منذ الخمسينات، وتجددت التجربة الديمقراطية سنة 1989 في حالة نادرة في المنطقة العربية. وبصرف النظر عن الآراء حول مستوى الديمقراطية والتمثيل، إلا أن إدماج المجتمع وقواه السياسية في العملية الديمقراطية وفي إدارة البلاد، كان لها أثر واضح في حالة الانفتاح السياسي على المستوى الداخلي.
وتابع أبوضهير:' ربما كانت أيضا سياسات الحكومة والقيادة الأردنية لها تاثير على حالة الاستقرار، وبخاصة احتفاظ الأردن بسياسة متوازنة في المنطقة.'
ولفت ابو ظهير الى انه الى جانب العلاقات المميزة للأردن بعدد من الدول العربية، إلا أنه احتفظ لنفسه بسياسة تكاد تكون أكثر اعتدالا من دول كثيرة إزاء حالة التغيير التي تمر بها الدول العربية.
فالأردن كما يرى أبوضهير لم يندفع في علاقة تحالفات كاملة مع الثورات ضد الأنظمة، وإن كان أبدى تعاطفه لمطالب الشعوب من حيث المبدأ.
كما أنه لم يقف في خندق واحد مع الأنظمة في مواجهة الشعوب، وإن احتفظ لنفسه بعلاقة فيها شيء من الفتور مع الأنظمة التي تعاملت بخشونة مع التظاهرات الشعبية والثوارت السلمية.بحسب الباحث ابوضهير.
ويرى أبوضهير أن الأردن أصبح ملجأ للمشردين من أبناء هذه الأمة، ابتداء من لاجئي فلسطين، ومرورا بلاجئي العراق، وانتهاء بلاجئي سوريا. ووجد هؤلاء جميعا حياة أكثر استقرارا من بلدانهم في الأردن، بل وانخرطوا في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في الأردن، كما لو أنهم في بلدانهم.
واعتبر ابوضهير الاستقرار السياسي في الأردن حالة تستحق الدراسة والتأمل، وتستحق بالتأكيد تقديم الأفكار والمقترحات حتى تدوم حالة الاستقرار هذه في بلد محاط بالعواصف من كل الاتجاهات، بدءا بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته في فلسطين، وانتهاء بما يدور في سوريا من حرب حرقت الأخضر واليابس.
وعن التغيير الذي يجري في المنطقة العربية وصف ابوضهير ما يحدث إن ما يحدث هو بالفعل عواصف وأعاصير عنيفة، تعمل على اجتثاث كل شيء، حتى أنها لا تُبقي ولا تذر من البشر والشجر والحجر، وتعصف بمقدرات البلاد وإنجازاتها على مدى عشرات السنين.
لكن أبوضهير لا زال مصرا في الوقت ذاته على تسمية ما جري في العالم العربي هو 'ربيع عربي' بامتياز.وتابع:' ربما تمنى البعض أن يمر هذا الربيع بأقل الخسائر، مثل رحيل مبارك وزين العابدين والقذافي، ثم بعد ذلك بشار الأسد، ويحدث التغيير المنشود في العالم العربي بشكل سلس. ولكن جرت الرياح التغيير بما لا تشتهي سفن الشعوب.'