مركز التنوع البيئي في بيت لحم حتى لا تسأل عن الحياة البرية بعد الآن...

تاريخ النشر: الأحد 05/04/2015 17:51

تقرير:وفاء ابعيرات

أنت حيث المشاهد الخلابة أنت حيث للحياة البرية صدى ، ألحان طيور تطربك بأصواتها الرنانة، أشجار شامخة تبهرك بمعانقة سماء فلسطين الصافية، فهذه الأشجار تبث جمالاً غير عادي، والطيور تغرد ليكتمل جمال المكان.

مركز التنوع البيئي الذي يدفن بين أقسامه قصصاً جميلة عن طبيعة الحياة البرية في فلسطين ليكون مكاناً يقصده السياح من كل مكان.

فالناظر لهذا المكان من بعيد يحسبه لوحة فنية رسمت بريشة فنان بارع، فهنا إذا نظرت إلى أي نبتة في الحديقة تجد ألف قصة تتكلم عن تاريخها، نعم.. أنت في مركز التنوع البيئي في بيت لحم.

ويعتبر المركز مكاناً ذات موقع استراتيجي لدراسة النباتات والطيور فالحياة هنا تضج بالطيور بمختلف أنواعها.

سيمون عوض مدير مركز التنوع البيئي يقول "يوجد في فلسطين ظاهرة منتشرة وهي ظاهرة هجرة الطيور السنوية وذلك بسبب وقوع فلسطين على أهم معابر هجرة الطيور، وهذا ما جذب إليها السياحة الخارجية إلى جانب السياحة الداخلية للمراقبة".

ويضيف سيمون أن في بلدان أخرى كتركيا ولبنان وإسرائيل يوجد الآلاف يتتبعون هجرة الطيور، لكن في فلسطين التركيز على هذا الجانب محدود، ومن هنا بدأنا مشوارنا في التركيز على هذا الموضوع من خلال التعاون مع سلطة جودة البيئة، ووزارتي الزراعة والتربية والتعليم، وذلك حتى تكون أجيالنا المستقبلية أكثر وعياً في البيئة، فالبيئة تتعرض لرعي وصيد جائر باستمرار وهذا مخالف للقوانين البيئية لذا يجب علينا رفع الوعي.

فالحياة البرية تختلف من مكان لآخر ومن دولة لأخرى تبعاً للظروف الجوية السائدة في بلد ما، هذا ما يدفع معظم الطيور للهجرة في أوقات معينة.

لبيب بدر مدير قسم البيطرة في وزارة الزراعة يؤكد على أهمية المركز في المجال البيئي والتنوع الحيوي موضحاً واجبهم كوزارة زراعة يهتمون في هذا المجال من خلال عقد ورش عمل باستمرار حول الطيور المهاجرة والمقيمة والحفاظ عليها من خلال عدم انقراضها.

مضيفاّ أننا فلسطيينين ونفتخر بعصفور الشمس الفلسطيني ولا نغفل عنه لأنه أصبح جزء لا يتجزأ من تراثنا العريق.

ماريانا قمصية باحثة بيئية ومنسقة أنشطة صحبتنا على مسار خشبي تخيلنا أنفسنا بأننا في أدغال وغابات افريقيا، لكن كان اصطحابها لنا هو لتعريفنا بمسار المركز و السبب الذي دفعهم لبناء هذا المسار الخشبي، والسبب هو تعريف الطلاب والسياح بالأشجار الأصلية والأشجار الدخيلة في فلسطين.

بعد أن قطعنا مسافة ليست بالطويلة على المسار توقفنا قليلاً في مكان أشبه باستراحة سفر وقامت ماريانا بشرح المكان قائلة "نحن هنا في مكان الأشجار الأصلية كالخروب والزعرور والبطم والقيقب السوري، موضحة أن هذه الأشجار تجعل البيئة في تناغم مع بعضها البعض حيث تنمو النباتات نمو طبيعي دون تدخل الإنسان".

بعد ذلك سلكنا طريقنا في المسار وكأننا على أرجوحة فتوقفنا في مكان آخر مكان الأشجار الدخيلة(موطنها الأصلي ليس فلسطين) كالسرو والصنوبر والكينيا، حيث تؤكد هنا ماريانا قمصية على أن مثل هذه الأشجار جاءت في عهد الإنتداب البريطاني عندما دخلوا فلسطين، فكان اعتقادهم حسب الكتب السماوية أن فلسطين أرض الخضار، وأرض العسل فقاموا بحملات لزراعة هذه الأشجار.

فمن منّا لا يعشق الخضار ومن منّا لا يعشق الطبيعة لذا ماذا سيخسر الشخص لو قام بزراعة الأشجار الأصلية والاستغناء عن الأشجار الدخيلة، وذلك بسبب أن الأشجار الدخيلة هي أشجار تتساقط أوراقها باستمرار، وهذه الأوراق يوجد بداخلها مادة شمعية فعندما تسقط على الأرض تتحلل وتعمل على وجود مادة عازلة تعزل التربة عن الهواء فتمنع نمو النباتات الطبيعية التي تنمو في فلسطين مما يؤثر على التنوع الحيوي.

وفي وسط المركز توجد محطة لتحجيل الطيور تتربع كملكة على العرش، وهي أول محطة تحجيل في الوطن العربي، يتم من خلالها دراسة الطيور من خلال وضع حلقة ألمنيوم مناسبة على رجل الطير، ويكون مكتوب على هذه الحلقة أسم فلسطين ورقم هذا الطير ووزنه وحجمه وكثافته وعمره.

الباحث التربوي في علم الطيور رياض أبو سعدة يبين لنا طبيعة عمله في هذه المحطة فهو يعمل في تحجيل الطيور منذ سنة الـ2000 م موضحاً بأنهم بدأو في مراقبة الطيور أولاً ومن ثم تحجيلها.

ويضيف أبو سعدة أن الطيور تقسم إلى خمسة أنواع وهي الطيور المهاجرة وذلك في فصلي الربيع والخريف، والطيور المقيمة التي يكون موطنها الأصلي فلسطين مثل البلبل والشحرور، والطيور الزائرة الشتوية مثل طير أبو الحنا، والطيور الزائرة الصيفية كاليمامة الشائعة، وأخيراً طيور مشردة التي تأتي كل خمس أو عشر سنين مرة.

عشرة آلاف طير تم تحجيله في هذه المحطة من أنواع مختلفة وتتم العملية عن طريق وضع شبك خاص في الصباح قبل أن تتنشط حركة الطيور، وبعدها يتم إخراج الطيور بطريقة حذرة للمحافظة على سلامة الطير، هذا ما أفاد به الباحث التربوي أبو سعدة.

مهما طال الكلام لا بد من القول أن الحجر والشجر أي الطبيعة بشكل عام لا بد من الاهتمام بها فمناظر خلابة كهذه تزرع الأمل عند الناظرين فبدون جمال الطبيعة الخلابة كيف سنشعر بطعم الحياة؟.

المزيد من الصور

ربيع