طولكرم-أصداء- من هديل ابو شهاب

لم يقفوا مكتوفي الأيدي حيال ظروف مجتمعهم المحلي، بل تجندوا للتغلب على صعاب الحياة، بمشاريع بسيطة، تساعدهم على التكيف مع تلك الظروف والتغلب عليها. وأضحت جهودهم انجازا لا يقاس بحجم الأموال التي أنفقوها وجنوها بل بالتحدي الذي تحقق مما جعلهم نموذجا تسلط عليه الأضواء محليا وحتى عالميا.

فقد نفذ طلائع مؤسسة الرؤيا الفلسطينية من مجموعات الأصمعي، مركز العودة ونادي بلعا في مدينة طولكرم مبادرة بعنوان "إيدي بإيدك" ضمن مشروع الانجاز الشبابي، والذي تهدف إلى حث المجتمع المحلي على التكافل المجتمعي.

وقامت تلك المجموعة باستكمال إنتاج 200 قميص ضمن مبادرة "إيدي بإيدك" من خلال توفير ستة آلات خياطة وتشغيل 10 من النساء وتوفير الأقمشة، ليتم تجهيز القمصان بشكلها النهائي، ليقوموا بعد ذلك ببيع منتجاتها بعد طباعة مجموعة من الشعارات عليها، ليذهب ريع هذه القمصان لدور الأيتام في مدينة طولكرم.

وأشار مدير مؤسسة الرؤيا الفلسطينية  باسم أبو شمسية، أن فكرة المبادرة "إيدي بإيدك" جاءت ضمن التوجه الاستراتيجي لمؤسسة الرؤيا العالمية في تحمل المسئولية في عملية تطوير، وتفعيل دور الشباب في عملية التغير المجتمعي، وأخذ زمام المبادرة نحو المشاركة والتأثير، وأضاف أن فكرة المبادرة جاءت من أجل تعزيز مواهبهم وأطروحاتهم الخاصة من خلال توفير 6 آلات خياطة من المجتمع المحلي، وتشغيل 10 نساء من المعيلات لأسرهن في المشغل.

وأضاف أبو شمسية، أن  المبادرة "إيدي بإيدك"  تهدف إلى تنفيذ مبادرات ريادية مجتمعية مستدامة، بالإضافة إلى المساهمة في مساعدة النساء المعيلات لأسرهن في محافظة طولكرم، وحث المجتمع المحلي على التكافل المجتمعي.

من جهته، تقول  رنا ياسين إحدى النساء العاملات في  المبادرة،"أنا سعيدة في المشاركة بمثل هذه المبادرة، وخاصة أن ريع هذه القمصان سيذهب لدور الأيتام في مدينة طولكرم،  وأطمح للمشاركة في عدة مبادرات شبابية، وتشجعها من اجل خدمة المجتمع وتقديم الخير للجميع وخاصة الأيتام".

وأضاف أبو شمسية أنه تم اختيار مجموعة من الشباب الفاعل والنشط في أماكن سكناهم والعمل على تدريبهم وتطوير قدراتهم الذاتية في عدة محاور منها: معرفة الذات، تحليل الصراع، القيادة، العمل ضمن فريق ومواضيع أُخرى. يلي ذلك التدريب قيام المتدربين بتشكيل مجموعات شبابية في مواقعهم والعمل على إختيار ظاهرة أو مُشكلة تهم المجموعة والعمل على تحليل تلك الظواهر من حيث الأسباب والنتائج والمؤثرات، ومن ثم العمل على وضع جُملة من الاقتراحات الفعّالة في علاج تلك الظاهرة أو التخفيف من أثارها، بحيث تعمل تلك المجوعات كفريق واحد.

ويتخصص البرنامج في إطلاع الشباب على آلية العمل ضمن الفريق وتحليل للمشاكل واستخلاص العبر، مما يُساهم، وعلى المدى البعيد في رفع مسئولية الشباب تجاه مجتمعهم والعمل على التغيير من الداخل، أضف إلى ذلك إفساح المجال للشباب في التعبير عن ذاتهم من خلال مُبادراتهم الذاتية.

تأتي هذه الأنشطة كجزء من تنفيذ 21 مبادرة من إنتاج الطلائع في 6 محافظات ضمن مشروع الانجاز الشبابي، والذي تنفذه مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، بالشراكة مع اليونسف، وبتمويل من الحكومة الهولندية، بغية أن يفتح مجالا للشباب ليعبر عن ذاته، ويهتم بقدراته ومهاراته، من خلال إكساب المدربين والمدربات مجموعة من المفاهيم التدريبية التي تؤهلهم لتدريب مجموعات طلابية تتراوح أعمارهم ما بين 13-16 عاما، والتي من شأنها أن توجههم إلى التفكير الإبداعي وخلق مبادرات فعالة تنفذ لخدمة مجتمعاتهم.