هو: مدججٌ بالحقد بالسلاح, هي: نظراتها تتحدى جبروته بإباء.
هو: يُحكم إغلاق قيوده ومترايس أبوابه الفلوذية, هي: تصرخ بعنفوان الحرية والكرامة.
هو: ظالم مستبدٌ متجبر, هي: باسلة صامدة قوية الإرادة والثبات.
لا أيها هالسادة ليش مشهدا ً من مسلسل ادرامي يبث على القنوات العربية, ولا مقدمة لرواية بوليسية, إنها اتراجيديا فلسطينية واقعية.
هو: جنديٌ إسرائيلي عنصري, وهي: أسيرة فلسطينية مناضلة.
دوما ًكانت المرأة الفلسطينية في قلب الحدث جنبا ً الى جنب مع الرجل, بل كانت وشكلت الأحداث بتفاصيلها, بصبرها, بنضالها, بتحديها, بصمودها, بدعمها, بتحملها, ألما ً وحرمانا ً وقهرا ً, معلنة ً جدارتها بالحياة وبالبقاء, وقفت مواقف سجلها التاريخ, وتناقلتها الأجيال.
22 أسيرة فلسطينية عدد الأسيرات في سجون الاحتلال بحسب الإحصاءات يعانين مرارات وويلات السجن, ويعشن ظروف صحية ونفسية واعتقالية صعبة للغاية, فالقاصي والداني أصبح على علم بممارسات الجنود في السجون, بدءا ًمن إجراءات الاعتقال التعسفية المجحفة بحق النساء, مرورا ًبعذابات التحقيق والاستجواب وما يتبع ذلك من اهانات وشتائم وتهديدات وعنف نفسي وجسدي, وصولا ًللإهمال الطبي وعدم تلبية نداءات الأسيرات وخضوعهن للفحوصات والعلاج مقتصرين على تقديم مسكنات الألم الخفيفة, ناهيك عن وضع المعتقلات وزنازين السجن التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة والإنسانية.
الإنسانية تلك الكلمة التي يفتقر إليها سجاني الاحتلال الذين امتازوا واتسموا باللاانسانية, فالاعتقال والأسر بحد ذاته هو جريمة يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين, فكيف الحال بما يعانيه الأسرى والأسيرات من شتى طرق التعذيب, وأسوأ أساليب الضغط والتحيقيق والعقوبات القاسية, منكرا ً تلك الاتفاقات والمواثيق الدولية التي تحظر التعذيب والمعاملات الوحشية.
من حق أسيراتنا علينا, ومن حقنا على انفسنا, أن نطرق هذه القضية وبشدة, لنقض مضاجع العالم أجمع نسمعه ونريه أن هناك نساء لا يستحقين سوى العيش بكرامة, هن قابعات في زنازين تفوح منها رائحة العفن, خلف قضبان الحرمان من كل شيء وأبسط شيء, وبين أيدي جنود يملؤهم الحقد والجبن والهمجية.. هن نساءٌ في قلاع الموت.