الرئيسية / الأخبار / فلسطين
يد مُعاقة قَد تُحطم حاجزاً مُعيقا
تاريخ النشر: الأثنين 06/04/2015 22:26
يد مُعاقة قَد تُحطم حاجزاً مُعيقا
يد مُعاقة قَد تُحطم حاجزاً مُعيقا

 تقرير:نور سلامة


هي فتاة حلمت أن تعيش كسائر الفتيات الأخريات، ولكن حصّادة قمح أفقدتها حاسة اللمس من يدها اليسرى، وهي زهرةٌ في الثانيةِ عشر من عمرها، فهي تتكئ على يدها اليمنى وتتحسر، فيدها بريئة لم تقترف ذنباً بها، ورغم ذلك، فهي مُتمسكة بأن "الإرادة تخلِقْ وتَصنَعْ المُستحيل".

 

المواطنة فادية، 30 عاماً، متزوجة من رجلٍ أربعيني، يُعاني من شللٍ نصفي وإعاقةٍ حركيةٍ بسبب إصابته بـِرصاصة غدر إسرائيلية في ظهره، أفقدته القدرة على الحركة، وهي تُعاني من إعاقةٍ جزئيةٍ  بسبب بَترِ يدها بـِفعل ماكينة حصادة القمح قبل 18 عاماً.
درست فادية في كلية المجتمع وتخرجت بشهادة دبلوم في برمجيات قواعد البيانات ، وتوظفت على إثرها في مديرية الصحة في نابلس وهي أيضا زوجة تقوم بواجباتها الزوجية والمنزلية على اكمل وجه مع بعض المساعدات من أهلها وأهل زوجها .
تقول فادية "أتعلم السواقة، وأنا وزوجي نكمل بعضنا البعض ونحن نموذج ناجح في الحياة والحمدلله، وصلنا لما نريد  بل وأكثر لنثبت للناس أن لا شيء يصعب علينا فالإعاقة بالفكر والثقافة وليس بالجسد فقط".

وفي لقاءٍ مع رئيس اتحاد ذوي الإعاقة في نابلس  معاوية منى يَذكُر أن الاتحاد لذوي الإعاقة تأسس في عام 1993 نتيجة لوجود ضرورة مُلِحّة ، لتكوين جسم يدافع عن حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة مع تزامن دخول الإنتفاضة الأولى .

و أشار لمفهوم الإعاقة في الإتفاقية الدولية أنه قيد التطور ، وهو ناتج عن تواجد أشخاص لديهم صعوبة بالقيام بواجباتهم.

 

يقول منى أن دور الإتحاد ليس مادي بل أنه يقوم على مراقبة القوانين الداعمة لذوي الإعاقة ، مثل : قانون العمل ، ويضيف "دورنا قائم على رصد الإنتهاكات التي يتعرض لها المُعاقين كموائمة المكان لهم مثل التعليم والعمل ".

وفي سياقٍ متصل يقول " كان التأمين الصحي لأي شخص ذوي إعاقة إلا أنه تم تحديد إعطاء التأمين الصحي  للذين يعانون من إعاقة بنسبة 60% فأكثر وذلك تضييق و إنتهاك".

وعرّف معاوية منى الإتحاد العام لذوي الإعاقة أنه : منظمة جماهيرية فلسطينية غير حكومية تعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بغض النظر عن نوع الإعاقة ونسبة الإعاقة والفئة العمرية والجنس، يقوم الإتحاد بتعزيز العلاقة مع باقي فروع الإتحاد العام في أرجاء الوطن وتوحيد الجهود لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمع فلسطيني متجانس التركيبة وإيجابي الصبغة عن طريق خلق صفة ايجابية لديهم عبر تثقيفهم بحقوقهم وواجباتهم وتسليحهم بطموحاتٍ واقعيةٍ، و يسعى الإتحاد والأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم أيضاً للضغط على صُناع القرار لانتزاع الحقوق وترك بصمة لشخص ذوي إعاقة ناضج الفكر واعي المسيرة عبر المشاركة المجتمعية في شتى مجالات الحياة.

 

ويدعو  كل المؤسسات والوزارات والمجتمع بشكل أشمل بتغيير النظرة القديمة لهذه الفئة الهامة والنظر إليها على أنها فئة  يمكنها القيام بكل المهام الموكلة إليها في حال كان هناك توجيه جيد .


وفي دعوته لكافة ذوي الاحتياجات الخاصة، طالبهم الرئيس معاوية بأن يتجاوزوا هذه الإعاقة وأن يقفزوا عن آلامهم ويتطلعوا إلى الغد وأن ينظروا إلى مستقبلهم.

 

ومن الجدير بالذكر إلى أن أكثر من 6500 معاق في الضفة الغربية، أي ما نسبته 7% من عدد السكان.

 واختلفت أسباب إعاقتهم 33% منهم مصابون بإعاقات حركية،  و18-20% إعاقة بصرية، بالإضافة إلى إعاقات التخلف العقلي، والنطق، والنوبات، والسلوك الغريب، وبطئ النمو، والتشوهات.
كما أن قانون المعاقين الفلسطيني رقم 4 للعام 1999 ينص على حق المعوَّقين في التشغيل وإيجاد فرص العمل والتدريب، ومنحهم كامل حقوقهم المدنية والاجتماعية، بالإضافة إلى تخصيص 5% من بين الوظائف لصالح المعاقين.

المزيد من الصور
يد مُعاقة قَد تُحطم حاجزاً مُعيقا
يد مُعاقة قَد تُحطم حاجزاً مُعيقا
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017