تقرير:رهام فؤاد حنني
على الرغم من ما أحدثته التكنولوجيا من تطورات في شتى مجالات الحياة ألا أنها تحمل في طياتها العديد من المشاكل التي تؤثر سلبا على الفرد الصغير قبل الكبير, وعلى المجتمع قبل الاسرة.
وابرز هذه المشاكل الابتزاز الالكتروني:هو اقتحام واعتداء على حرية الآخرين والتحكم بهم والسيطرة عليهم بهدف الحصول على مكاسب شخصيه كالمال مثلا.
وهذه الظاهرة أخذه بازدياد في مناطق الشرق الأوسط لتصل إلى 33% حسب إعلان مؤسسة تكنولوجيا جيت البريطانية.
في هذا الصدد يقول المقدم ماجد المشعطي من نابلس إن للابتزاز أشكال وانواع متعددة مهما كانت الأسباب التي تقف وراءه كتلك التي تحدث نتيجة وقوع الفرد بخطأ ما أمام فئات يبتزونهم ويخضع الأفراد لهذا الابتزاز لحماية أنفسهم.
ويؤكد أن ابرز أنواع الابتزاز تقوم على المستوى الاقتصادي كوقوع الفتاه في مشكلة عاطفية في حالة تلبس فإنها تتعرض لابتزاز مالي مقابل عدم البوح عنها.
في الوقت نفسه يؤكد مشعطي أن استخدام الانترنت ووسائل التكنولوجيا والاتصال الحديث الغير آمن يؤدي إلى زيادة احتمالية تعرض الفرد لابتزاز جنسي او مالي أو غير ذلك.
ويستعرض مشعطي مثالا على هذا النوع من الابتزاز كا الاخترقات المتعددة لمواقع التواصل الاجتماعي وكشف حسابات الأشخاص والاطلاع وعلى محتوى هذه الحسابات وتعرض أصحابها لشتى أنواع الفضائح.
أما فيما يتعلق بشخصية المبتز يوضح مشعطي أن الشخص المبتز ليس بضرورة أن يكون شخص عدواني أو لا يحترم القيم والعادات ولكن قد يفرض الواقع عليه ممارسة سلوك الابتزاز ضد شخص آخر بدافع إرهاقه فكريا ومعنويا أو الحصول على مكاسب شخصية أو بقصد التسلية أو لفرض شخصيته على الطرف الآخر.
يشير المشعطي إلى دور الاسره في حماية أفرادها من الابتزاز ومدى تأثيرالتفاهم بين أفراد الاسره الواحدة ومنبع التربية الصحيحة القائمة على غرس صدق الحديث في نفوس أطفالها منذ الصغر والكشف عن أية مشاكل تتعرض لها الاسره.
ويفيد أن كثرة المشاكل داخل الاسره والإهمال تؤثر سلبا وتترك أثرا نفسيا على الأبناء, فيتوجب على الاسره مساعدة ومساندة ابنائهم وحمايتهم من الانحراف والسقوط في الهاوية.
ويعرج مشعطي على أهمية عدم الاحتفاظ بملفات شخصية هامه على الهواتف أو الحواسيب الشخصية أو على الذاكرة(الميموري) حشية سرقة محتويتها أو فقدانها لان ذلك يسهل عمل المبتز نحو ضحيته.
ويؤكد مشعطي أن الابتزاز الالكتروني سهل للاحتلال عملية ابتزاز أبناء الشعب الفلسطيني مقارنه بالمرحلة السابقة التي كان يمارس الاحتلال ابتزازه ضد أبناء شعبنا عن طريق تسهيل العمل لهم داخل مناطق محتله كا منحهم تصاريح عمل مقابل التعامل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
ويضيف أن في الوقت الحالي أصبحت العملية أسهل بكثير من حيث مراقبة أجهزة الحواسيب والتطبيقات الشهيرة للتراسل الفوري والمدعومة بالصوت والصورة كتطبيقات الاندرويد الخطيرة والمتمثلة بالوات آب والتانجو والفايبر وغيرها وهي تطبيقات معده بغرض التجسس على مستخدميها وهذا يسهل على الاحتلال تصوير الفتيات والشباب وتسجيل محادثاتهم وابتزازهم بها أو تكليف بعض الشباب كمصيدة لفتيات أو العكس وصولا إلى كسب ثقة متبادلة بين الطرفين إلى أن يتم كشف الأشخاص أنفسهم بأوضاع مخلة للآداب وتسجيل الواقعة وابتزازهم بهذا الأسلوب بغرض التخابر معهم.
يفيد مشعطي أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأخطر في عمليات الابتزاز كتعرض الفتاه أو الشاب لمشاهدة صوره أو مقطع فيديو مخلة بالأخلاق وأيضا اختراق صفحات الفيس بوك والتهديد الذي يتعرض له المستخدمين.
يقول مشعطي إن كل شخص يثبت عليه الجرم ارتكاب الولوج إلى الحواسيب الغير او حسابات شخصيه أو التجسس على مكالمات دون تصريح من جهة رسمية متمثله بالحصول على أذن النيابة يعاقب بالقانون تحت ما يسمى بالجرائم الالكترونية.
يحمل منسق التدريبات في نادي جبل النار معاوية نصار العادات والتقاليد والبيئة المغلقة التي تحاصر الشباب من كل الجهات وتعتبر أي اتصال بينهم محرم وغير مشروع أسباب انتشار ظاهرة الابتزاز الالكتروني.
يضيف نصار أن الجهل وعدم الانفتاح بطريقة التفكير والنظر إلى الطرف الآخر بنظرة القائمة على الغريزة والشهوة أساس في انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير .
يؤكد أن الابتزاز الجنسي من اخطر أنواع الابتزاز لأنه يؤدي إلى انحلال المجتمع وخلق مشاكل فادحه تصل إلى حد القتل.
يقول الطالب اشرف رواجبة والمطلع بشكل كبير على وسائل التكنولوجيا الحديثة:"الابتزاز الوسيلة الأضخم التي تستغلها إسرائيل لتصيد أخطاء أبناء شعبنا وإجبارهم على التعامل معهم."
يوضح رواجبه أن يمكن لشخص تفادي هذه المشكلة بالحرص على حفظ معلوماته الشخصية وعدم وضع الصور الشخصية على الهواتف الخلوية والحواسيب الشخصية خشية من اختراقها أو سرقتها ويصبحون ضحية أشخاص غاب الضمير من أجسادهم.
ومن جهته يؤكد رئيس قسم الفقه والتشريع في جامعة النجاح الوطنية صآيل أماره أن الابتزاز بكافة أنواعه محرم في الإسلام فهو اعتداء على خصوصية الأشخاص وظلم واعتداء على كرامة الناس.
ويتابع أماره إن الإسلام حث على الستر ومن يستر مسلم في الدنيا ستره الله بدنيا والقيامة.
يضيف أماره يتوجب على الشخص المبتز بدلا من القيام بهذا العمل أن يقدم نصيحة يكسب عليها اجر.
وبدوره يؤكد الدكتور في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية محمد عسا أن الإسلام لم يحرم الاتصال بين الرجل والمرأه أذا كانت لحاجة بشرط أن لا تزيد عن قدر تلك الحاجة وبضوابط محدده وهذا لا يعني أن المحادثات الكتابية مجازة.
يضيف عساف أن الابتزاز محرم لان فيه اعتداء على أعراض الناس ويؤثر بشكل سلبي على المجتمع بكافة شرائحه.
يفيد عساف يمكن للمرأة حماية نفسها من الابتزاز لان هي الفئة الأكثر استهدافا بان لا تخضع بالقول لقوله تعالى"فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي بقلبه مرض" وكما يتوجب على المرأة إخبار زوجها أو والدها أو احد محارمها لحاجتها لأجراء اتصال الالكتروني لتفادي المشاكل وأعانتها عليها أذا وقعت بها.
يدعو عساف كلا الجنسين إلى ترك المحادثة فورا أذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة؛حتى لا تؤدي المحادثة إلى خطورة التعارف, ثم العلاقة العاطفية والتعلق القلبي, ثم الالتقاء الذي قد يؤدي لحصول الفاحشة.