كتبت : وداد عورتاني

على قمة جبل جرزيم في مدينة نابلس، تقيم أصغر طائفة موجودة في العالم،  "الطائفة السامرية"، و التي يعرفهم أهل  المدينة "بالسمرة". 

و يبلغ عدد أفراد هذه الطائفة اليوم  حوالي 775 نسمة، حيث يقييم نصفهم الاخر في حولون،  و بالرغم من عددها القليل، الا أنها تمارس طقوس وعادات خاصة، تخلتف عن جميع شعوب العالم، بحسب ما قاله الكاهن حسني.   

وتحدث ايهاب السامري مؤسس جمعية الأسطورة السامرية من خلال ندوة عقدها في جامعة النجاح، وبحضور رئيس قسم الصحافة المكتوبة والالكترونية دكتور عبد الجواد عبد الجواد، والمحاضر في كلية الاعلام الأستاذ ابراهيم العكة، وعدد من الطلبة، عن تاريخ هذه الطائفة، والتي تنتمي الى بني اسرائيل، وكما تحدث عن الأركان التي تؤمن بها هذه الديانة، ومن ضمنها الايمان بوحدانية الله عزوجل، و بنبوة موسى عليه السلام، وبيوم الحساب والعقاب "يوم القيامة"، وبقدسية جبل جرزيم.

مؤكداً على قدسية هذا الجبل بالنسبة لهم قائلاً: "أنهم يختلفون عما يؤمن به اليهود فهم يعتبرون مدينة القدس المكان المقدس لديهم "قدسيتهم".

مشيراً الى الوصايا العشرة التي يؤمن بها السامريين،  حيث أنها نزلت على سيدنا موسى في برية سيناء،  ومن ضمنها  "لا تسرق، لا تكذب، لا تزني، لا تحلف بالله كاذباً، احترم أباك وأمك، و غيرها.

شرعية السامريين

يشير السامري الى خمسة أسفار يؤمنون بها، و التي نزلت على  سيدنا موسى، حيث  توجد في الكنيسة السامرية،  والمكونة من خمسة أسفار: التكوين، و الخروج، و اللاوين، و العدد، اضافة الى سفر التثنية، و يشير ايهاب الى أكبر عائلة في طائفتهم "الكهنة" حيث أن هذه العائلة تهتم  بشؤون الدين،  كما يوجد خمس عائلات أخرى. 

الزواج ... 

يؤكد ايهاب كان في القدم لا يسمح للشاب السامري بالزواج من فتاة من خارج الطائفة، و لكن في هذه الأثناء أصبحوا يرتبطون بالديانات الأخرى، شريطة أن تصبح الفتاة  المراد خطبتها و الزواج منها سامرية، حيث تخضع لفترة تجربة مدتها من 6 شهور الى عام، حيث أن للسامريين عادات وتقاليد خاصة تختلف عن جميع شعوب العالم يجب على الفتاة تعلمها وممارستها على أرض الواقع.   

و يوضح الكاهن حسني قائلا ً: "الطاهرة أهم أمر في الدين السامري،  وعلى المولود يجب أن يغتن في اليوم الثامن من الولادة فاذا لم يغتن في ذلك اليوم دون أسباب مجدية فلا يعد "سامريا ً".

الصوم والصلاة ...

يقول "ايهاب صيامهم يكون يوم واحد في السنة، مدة 24 ساعة والذي يسمى "بيوم الغفران" حيث لايتناولون أي شيء في ذلك اليوم، ويفرض الصيام على الطفل الصغير كما يفرض على الكبير،  وأما فيما يتعلق بالصلاة، يؤدن خمس صلوات في يوم السبت، تبدأ مساء يوم الجمعة حتى دخول السبت، وصباح السبت قبل أذان الفجر، و ظهر السبت "قبل أذان الظهر"، وقبل المغرب، خلافاً لباقي الأيام التي تكون الصلاة فيها مرتين صباحاً ومساءً، وبين صلاة الصبح وصلاة الظهر هناك قراءة لجزء من التوارة تقوم كل عائلة بقراءته داخل البيت، وهذا الجزء موحد بين جميع العائلات." 

مضيفتاً شروق الكاهن أحد أفراد هذه الطائفة على ذلك، يقدس السامريون يوم السبت الذي يختص ببعض الطقوس الدينية، حيث يقوم السامريون في يوم الجمعة بالتحضير الكامل لدخول السبت، والذي يبدأ قبل أذان المغرب بساعة ونصف من مساء الجمعة، وينتهي مساء السبت، حيث ينقطع السامريون في هذا اليوم عن العالم بشكل كامل، وهذا لا يعني التوقف عن الكلام، و الطعام، واستقبال ضيف "عابر سبيل". 

وتتابع شروق في هذا اليوم، هناك زيارات عائلية بين أفراد  الطائفة في حالات المرض، أو التسليم على العائدين من السفر، أو تقديم التهاني بأي مناسبة، أوزيارات عادية بين الأقارب والأصدقاء، وهناك ثلاثة شروط  للخروج في يوم السبت وكسر الحواجز الدينية وهي نشل غريق، واطفاء حريق، وملاقاة عدو. 

الحج والعيد ... 

يوضح ايهاب الحج عند السامريين،  ثلاث مرات بالسنة،  يبدأ من الصلاة بالكنيسة،

 حتى زيارة الجبل، والذي يعتبر مكان مذبح سيدنا اسحاق وهيكل موسى عليهما السلام، مضيفاً السامري فيما يتعلق بالعيد، يوجد سبعة أعياد في السنة، و أشهرهم "عيد الفسح" بالسين، الذي  يتوحد فيه السامريين باللباس الأبيض، احتفالاً بذكرى خروج بني اسرائيل من مصر، بادئين بذبح القرابين، اضافة الى عيد الفطير، وعيد العرش، وغيرها من الأعياد.

العلاقة مع أهالي نابلس 

يعبر اسحاق السامري الذي يعمل سكرتير الطائفة ونائب مدير التربية والتعليم في نابلس عن شعوره بالفخر، والاعتزاز، و بوجوده بين  أبناء المدينة قائلاً: "لا أشعر بأنني غريب بين أبناء هذه المدينة وعلاقتي مع الجميع طيبة، و ودودة". 

و يعقب على ذلك الكاهن حسني قائلاً: "ما يميز مدينة نابلس، يعيش فيها ثلاثة أديان: مسلم، و مسيحي، وسامري، و مع ذلك لا يستطيع أحد التفريق بينهم، فهم  كلهم أخوة".