رشا نوري
أحمد الدوش هجرت عائلته من قريه سيدنا علي ليستقر بها الحال في مخيم طولكرم وما ان وصل اليوم الذي اعلنت به الافراح تحولت الى اتراح.
ويروي أحمد الدوش حكايته قائلا " نجاحي في الثانوية العامة كانت أول فرحه بالنسبة لي فاردت أن أحتفل بنجاحي فذهبت انا وأصدقائي الى احد المسابح في طولكرم بفرحه كبيرة وانطلاقة قوية قمت بقفزة مرتفعه داخل المسبح ما ادى الى ارتطام راسي بارضية المسبح ما تسبب بضغط من الغضروف على النخاع الشوكي ما ادى الى اصابتي بشلل رباعي.
ويكمل في حديثه في البداية كنت اعاني بالإحباط ومنعزل دائما عن المجتمع ونظراته لكن كان لا بد علي بان اتعايش مع هذا الكرسي المتحرك الذي أصبح جزءاً كبيراً من حياتي ولولا دعم ومساندة الاهل وحرصهم على توفير كافة الاجواء المناسبه لي لكان وضع الان مختلفا.
ويتابع لم استسلم لاعاقتي فكافحت لاثبت وجودي فتوجهت الى مؤسسات عديدة وكانت جمعية الشبان المسيحية هي الشريان الذي امدني بالامل والطاقة ودعمتني نفسيا وماليا لاستكمال دراستي في جامعة القدس المفتوحة في طولكرم.
واستبشر احمد خيرا بعد أن تسلح بالشهادة الجامعية التي أعتقد حينها انها ستوفر له مساحات أفضل في المجتمع الذي سيدعمه ويسانده وفق القوانين التي تكفل ذوي الاحتياجات الخاصة للعيش بكرامة وما ان اعلنت امتحانات التوظيف طار أحمد فرحا لقرب بداية الإنتاج لمساعدة العائلة التي تعيش ظروف صعبة حيث توفي والده تاركا وراءه 8 أفراد لزوجته المريضة بالضغط والسكري ومشاكل في القدم اما اخيه الأكبر تعاني من ضغط في عضله القلب ما جعله غير قادر على العمل واخيه الثاني اصيب من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قدميه ما تسبب في قطع الشريان وبهذا لا يستطيع تحريك مشط القدم.
وفي ذات السياق يقول الدوش " تقدمت لامتحان التوظيف وحصلت على معدل 72% على مستوى المحافظة والاول على ذوي الاحتياجات الخاصة الا انه تم استثنائي بحجه اني غير لائق للعمل الا انني تحديت واعدت الامتحان من جديد لعام 2013_2014 وحصلت على علامه 82% وبناءا عليه تم تحويلي للجنه الطبية لمعرفه مدى لياقتي البدنيه للعمل كمرشد اجتماعي في مدارس التربيه والتعليم وبعدها تم قبولي وحصلت على الوظيفه في مدرسه خالد بن سعيد
واختتم الدوش حديثه قائلا : "ان استسلام المعاق للواقع وانهزامه يؤدي بالتاكيد الى انهياره ةما دام هناك اصرار وعزيمه يصاحبها طاقه فان الاعاقه لا يمكن ان تقف امام هذه الطاقه ولا تلغيها فينطلق تتامرء ليستمر في حياته ولا يتوقف او يستسلم للواقع.