الرئيسية / مقالات
مصالح إستراتيجية تربط بين إيران وسورية بقلم بثينة السفاريني
تاريخ النشر: الأثنين 13/04/2015 20:16
مصالح إستراتيجية تربط بين إيران وسورية بقلم بثينة السفاريني
مصالح إستراتيجية تربط بين إيران وسورية بقلم بثينة السفاريني

 نشر الموقع الالكتروني لقناة العربية، تصريح لمساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، بأن إيران قدمت مساعدات لصالح نظام بشار الأسد بقيمة 4 مليارات و200 مليون دولار منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، وقد وصف هذه المساعدات بأنها لأهداف إنسانية في حين عبر مراقبون أنها تعدت الشأن الإنساني لتحقيق أهداف عسكرية واقتصادية ولوجستية.

 ولتوضيح العلاقة بين سورية وإيران، لابد من الرجوع إلى تاريخ هذه العلاقة التي بدأت وقت اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979، التي أدت إلى سقوط نظام الشاه وإعلان جمهورية إسلامية بقيادة أية الله الخميني، ومع انتهاء الثورة سعت إيران إلى تشكيل علاقات خارجية مع الدول العربية المجاورة لها،  وبعد عدة سنوات أعلن انهيار الاتحاد السوفيتي الحليف الأكبر لسورية لذلك وجدت إيران أن سورية هي الدولة المناسبة لتشكيل علاقة معها خاصة بأن سورية ومع سقوط حليفها سعت إلى إيجاد انتماء وجودي لها، فوجدت إيران أم طائفتها الشيعية الملاذ الوحيد أمامها.

هنا عند الحديث عن علاقة سورية بإيران، يجب توضيح الفرق بين سياسة حافظ الأسد وسياسة ولده بشار، تمثلت سياسة الأسد الأب في سعيه منذ توليه الحكم إلى إيجاد ظهر يكون الملجأ والحامي لدولته ففي البداية شكل اتحاد بينه وبين مصر  والذي انتهى بتوقيع الاتفاق الأحادي بين مصر وإسرائيل الذي عرف باتفاقية كامب ديفيد.

الأسد لم يوافق على الاتفاقية فركض إلى إيجاد ظهر أخر له، فوجد الميثاق الوطني مع العراق الملجأ الوحيد وذلك حتى قيام الثورة الإيرانية ضد محمد رضا بهلوي(الشاه) في عام 79، التي أدت إلى نشوء دولة جديدة تحمل في ثناياها شعور طائفي وقومي مشترك مع سورية.

 

قيام حرب الخليج الأولى عام 1980 بين العراق وإيران، كانت الورقة الأخيرة لإنهاء الميثاق الوطني الذي يربط سورية مع العراق خاصة بقيام سورية ببعض المحاولات ضد العراق مثل قرار حافظ الأسد بإنشاء سد البعث على نهر الفرات الذي ساعد من ناحية سلبية في توتر العلاقة بين حافظ والعراق ومن ناحية ايجابية إظهار حسن العلاقة بين سورية وإيران.

 وفي عام 1990 وقت حرب الخليج الثانية اتخذت سورية موقف أخر، وهو وقوفها بالحرب ضد إيران ومشاركتها في إعلان دمشق الذي انشأ إطار امني يضمن دور سورية في الحفاظ على امن دول الخليج.

وفي نفس العام  أعلن انتهاء الحرب الباردة وإعلان انهيار الدب السوفيتي الحليف القديم والقوي لسورية،  مما زاد تشبثها بإيران مرة أخرى ولينفي أيضا شكوك بعض المحللين في شأن  توتر العلاقة بين سورية وإيران بعد موقف حافظ الأسد في حرب الخليج الثانية، ولكنه رجع إلى إيران بذكاء اكبر من ابنه من خلال تحوله دون تسليم كامل البلاد "للدولة الفارسية".

بشار يشبه سياسة والده بالحفاظ على العلاقة مع إيران ولكنه أهمل علاقاته الخارجية مع الدول العربية الأخرى، فسياسة بشار المتسرعة ساعدت إيران في التمدد أكثر في الشرق الأوسط، فالدعم المتوازي الذي لاقته إيران من حافظ وقت حرب الخليج الأولى لاقته دعم منحاز بشكل اكبر من بشار الأسد للخامنئي في الحرب الخليج الثالثة في عام 2003.

 كما أن الممر الاستراتيجي إلى لبنان الذي أقيم بتمهيد من حافظ وبتواطؤ من بشار ساعد في تحقيق أهداف فارسية إيرانية، وذلك من خلال حزب الله الشيعي الذي انشأ بالتخطيط بين السفير الإيراني في دمشق ومؤسس الحرس الثوري الإيراني محمد حسين منتظري من جهة وحافظ الأسد من جهة أخرى.

أما بالنسبة لعلاقة الأسد الابن مع دول الخليج، قد يكون التجاوز الأكبر فيها عندما وصف بشار الرئيس السابق للمملكة العربية السعودية الراحل الملك عبد الله بأنه نصف رجل، وذلك بعد انتقاد الموصوف لموقف سورية في الحرب بين إسرائيل وحزب الله في 2006،  كما أن بشار الأسد لم يقم بدعوة الملك عبد الله في تطبيق الإصلاحات خلال الربيع العربي في عام 2012، وكان ذلك بناء على تقرير لنيل قويليام الذي نشر في معهد تشاتام هاوس( المعهد الملكي للشؤون الخارجية).  

كما أن علاقة دول الخليج مع سورية  اليوم باتت "ميتة"، خاصة مع أحداث ما يسمى الربيع العربي في سورية واستمرارها لمدة أربعة سنوات، وإدراك دول الخليج للدور الإيراني في المنطقة وسعيها عن طريق بوابتها في الشرق الأوسط سورية إلى تحقيق وجود شيعي قوي في ظل الخيمة السنية.

في وجود التمدد الإيراني المصاحب للتبدد في السياسة الخارجية في ظل عهدي الأسد، لا يمكن اعتبار بأن سورية هي حليف لإيران، فهو تعاون يميل لمصلحة إيران في تحقيق تغلغلها في الشرق الأوسط،  خاصة بأن سياسة سورية ضعيفة من ناحية الدعم العربي لها الذي فقدته مع الزمن بسبب التغير في سياسة بشار، كما أن ظهريها الأول إيران في مواجهة مع الاتحاد السني، أما حليفها التاريخي الروسي في مواجهة مع القوة الغربية.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017