تقريرعروب ابوعيشة
ما أن تطأ قدماك تلك البناية في مخيم بلاطة بنابلس لتصعد درجا يوصلك الى منزل بابه قديم، يستر ما فيه من ماسي و آهات تكاد تبكي الحجر وتدمع العين.
هذا هو حال عائلة المواطن(خميس) خمسيني العمر، المكونة من تسعة أفراد إناثا، أكبرهم لا تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، يعيشون في منزل من غرفتين ومطبخ وحمام صغير.
فجدران المنزل متهالكة تكاد أن تسقط فوق ساكنيها، فضنك العيش وضيق الحال هما سيدان الموقف في ذلك المنزل.
يقول (خميس): منزلنا كان عبارة عن غرفة كنت أسكن بها أنا وأمي، ولكن أخي الصغير أخذ الغرفة،وساعدتنا الوكالة ببناء منزلي فوق المكون من غرفتين ومطبخ وحمام.
ويضيف والحزن باد على محياه منزلنا غير جيد، وهو غير مناسب للسكن به، والرطوبة تكاد تقتلنا خاصة في فصل الشتاء، فهذه أكثر سنة يوجد فيها رطوبة وتشققات بالسقف.
ويوضح (خميس) لدي ستة أخوة وضعهم المادي جيد بالوكالة، ولكنهم لا يساعدونني ولكل شخص منا حياته، ويضيف قائلا: "كانت علاقتنا جيدة بالسابق ولكن مشاغل الحياة أبعدتنا عن بعضنا وفرقتنا، وهم لا يحاولون مساعدتنا " .
ويشير قائلا : أجريت عملية شبكية فلدي شريانين مغلقات، ولدي حساسية من رائحة الدخان، فأنا كنت مدخن، أما الآن بسبب المرض تركت التدخين، وممنوع من تناول الدهنيات، وقبل فترة أجريت قسترة.
ويتابع حديثه أنا جريح انتفاضة فقد أصبت برصاصة في قدمي في الانتفاضة الأولى، ولا أستطيع القيام بأعمال صعبة بسبب المرض والإصابة.
ويضيف زوجتي ربة بيت فهي لا تستطيع العمل بسبب ألم قدميها وظهرها، وهي كانت قد أجرت عملية من قبل، ولديها حساسية فهي تسعل كثيرا ويؤلمها صدرها بشكل كبير.
ويقول ودمعته تكاد أن تسقط : "لا أستطيع أن أستضيف أحدا حتى ابنتي المتزوجة، وهذا يشعرني بالضيق والتقصير تجاه ابنتي وعائلتي.
ويشير أنه تبرع مجموعة من طلاب الهندسة في جامعة النجاح الوطنية بالتعاون مع مركز يافا الثقافي ببناء غرفة فوق منزلنا، ومساعدتنا في توفير متطلبات الحياة واحتياجات المنزل الضرورية، فقد قام شخص من فترة وجيزة بجلب تلفاز وغاز، حيث لم يكن يوجد لدينا تلفاز في منزلنا، وساعدونا في الكهرباء وغيرها من متطلبات الحياة،ويضيف "الحمد لله على كل شئ " .
ويقول مدير مركز يافا الثقافي فايز عرفات : بالنسبة إلى عائلة المواطن (خميس) نحن لسنا بعيدين عن المجتمع وعن الحالات الإنسانية، فقد تطوع مجموعة من أعضاء وأصدقاء مركز يافا الثقافي لمساعدة هذه العائلة بصفة شخصية، حيث شارك كل منا بمبلغ رمزي لمساعدة هذه العائلة التي هي فعلا بحاجة ماسة للدعم المعنوي والمادي.
هذا هو حال الكثير من العائلات في مخيم بلاطة الذين هم فعلا بحاجة للمساعدة في توفير متطلبات الحياة، للعيش حياة كريمة.