نابلس : من رحيل اشتيه

رغم عشرات المصانع المختصة بالألبان ومشتقاتها، إلا أن ألبان بلدة تل إلى الغرب نابلس ما تزال تحتفظ برونقها وشهرتها، التي أضحت علامة تجارية أصيلة، لا يقل شهرة عن تينها الشهير.

ومن  القرى التي تشتهر في صناعة اللبن البقري والغنمي قرية تل جنوب مدينة نابلس، وقد اكتسبت شهرة في مدينة نابلس وقراها وامتد إلى مدن أخرى حتى وصل للخارج.

 يقول المزارع ناجح ابو شنار ان صناعته للبن بدأت عام 2000 ويقوم بإنتاجه من مزرعته الخاصة وهو مصدر الرزق الوحيد لأسرته، مضيفا ان التراجع الذي اصاب تسويق اللبن التلاوي بسبب ظهور شركات انتاج اللبن التي يتجه نحوها الناس لاعتقادهم انه الذ او انظف او اقل سعرا.

ويتابع ان كمية الانتاج تتراوح حسب مواسم الحمل عند البقر، ففي الاشهر الاخيرة من الحمل يكون الانتاج قليلا ويزداد بعد الولادة.

ويؤكد ابو شنار ان اللبن التلاوي صناعة محلية 100% بدون مواد حافظة او اصباغ، لذلك فان المواطنين في المدن وخاصة نابلس عندما يسمعون باللبن التلاوي يشترونه ( وهم مغمضين)، ونحن لا نستطيع احصاء عدد الناس الذين ينتجون اللبن بانواعه الا انه  نستطيع الجزم ان ربع اهالي القرية يعتاشون عليه.

وقد استرسل ناجح ابو شنار بالحديث عن اهم المشاكل التي يعاني منها على المستوى الفردي ، حيث ذكر الارتفاع الكبير في اسعار الابقار وبالات القش التي تصل تكلفتها 450 شيقل، و تكاليف المياه والكهرباء ومصاريف الرعاية ، ومن المشاكل ايضا الامراض التي تصيب الابقار وتكلفة احضار الطبيب.

وحذر ابو شنار من امكانية اندثار الصناعة اليدوية للالبان، اذا لم تتوفر جهة مسؤولة للاهتمام بالمزارعين وتلبية احتياجاتهم، والنظر في مشكلة ارتفاع اسعار بالات القش والمواد اللازمة للصناعة.

ويعتبر اللبن من المواد الغذائية الاساسية، ومن اهم المنتجات الحيوانية التي يتغذى عليها الانسان، ويتم انتاج اللبن من الحليب البقري والغنمي، وتنتشر صناعة اللبن في العديد من المناطق والقرى الفلسطينية،  اما المدن فتعتمد اعتمادا كبيرا على اللبن المصنوع بايدي سكان القرى والريف، لكن مع التطور الصناعي ظهرت الشركات والمصانع التي تنتج اللبن، الا ان اللبن المصنع لا يغني عن اللبن الطبيعي بأي حال من الاحوال