التقينا لأول مره . بقلم رسمي عرفات
التقينا لأول مره , فتطايرت جراحي كالفراشات .. و التحم قلبي , كأنه لم يسحق يوماً تحت أقدام العابرين .. و تسائلت كم كان عمري, قبل أن ألتقي بعينيك !
يا - الله - كيف خلقت في هذه ابتسامة دوائي , كيف السبيل إلى قطفها دون أن تذبل ؟
أو كيف أقبلها دون أن أؤذيها ؟
اغرسها يا الله في قلبي حتى تنبتُ أبداً , و إن انحنت .. قوّمها بأوردتي !
حُبك لم يستأذن مني حين أخترق أشرعة قلبي كالطوفان .. و مزقه حتى يعيد ترميمه , لم أفكر في فكرة وجودك لأنك أجمل .. من أتخذ في وجه بقائك فيّ أي قرار .
ما أمرّ الاشتياق اليك .. ما دام العناق يعجز عن جعلك تلتحم بجسدي إلى الأبد , ما دام الهواء الذي أتنفسه ليس ذات الهواء الدافئ الذي تتنفسه , ما دامت مسافة النصف خطوة قد تفصلكٍ عني .
أنتَ البعيد الحاضر في خلاياي , و عينيك المسافرة تضيع وجهتها دائماً لتعود إلي , و يديك تحلّ احجيه روحي حين تلتحم بي .
يسألوني ماذا أُحب فيك , فأسأل نفسي .. لماذا أُحبك ؟
لأنك فوق العادة , و الأسباب المنطقية ستتساقط عاجزة عن تفسير الجاذبية التي تربطني بكٍ !
هل عرف العلماء , لماذا يلهمُ القمر في كل مره الشعراء , أو لماذا يبعثرُ البحر أحزان الناس دون أن يتحدث ..
أنت مستعصي التفسير , كلوحة تخترقُ أعماقنا .. دون أن نفهمها !
كأغنية اسبانية , تهزّنا بالعمق .. دون أن نفهم كلمة واحدة منها .
أنت معجزتي , و روح اضافية بالإضافة إلى روحي .. و قلب يشدّ على قلبي حين يضيع