ندد رئيس الوزراء التركي أحمد داوودأوغلو بتبني البرلمان الأوروبي لقرار يعتبر المذبحة التي جرت قبل قرن من الزمان وراح ضحيتها 1.5 مليون أرمني "إبادة جماعية" وحض أنقره على الاعتراف بارتكابها ابان الحرب العالمية الأولى.
وقال داوودأوغلو للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة إن القرار تجاهل معاناة المسلمين خلال الحرب، مضيفا أن القرار من شأنه أن يثير روح الكراهية تجاه غير المسيحيين.
وكان البرلمان الأوروبي أقر الاربعاء قرارا يحث تركيا على انتهاز حلول الذكرى السنوية لمقتل مليون ونصف مليون أرمني على أراضي الامبراطورية العثمانية في 1915
وأضاف أن القرار لا يتعلق الآن بالقضية التركية-الأرمنية بل أصبح انعكاسا لما سماه "العنصرية الأوروبية" مشير إلى أن القرار سيسهم في نشر "الكراهية لا السلام".
من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز عن "تفهمه" لرد فعل أنقره.
وقال في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي إن التصويت تم ابان غيابه، حسب مصادر تركية رفضت الافصاح عن هويتها.
ولم يصدر أي تعليق حول هذه التقارير من مكتب شولز.
وفي سياق متصل، تقاعد اتين محجوبيان الكاتب الأرمني البارز من وظيفته كمستشار لرئيس الوزراء التركي لكنه أكد أن ذلك ليس له علاقة بالذكرى محل الخلاف.
وكان ينظر إلى تعيين محجوبيان في هذا المنصب كدليل على التزام الحكومة التركية بحماية حقوق الأقليات.
وكانت تركيا استدعت مبعوث الفاتيكان إلى أنقرة لطلب توضيح لأحياء البابا فرنسيس الذكرى المئوية للواقعة.
كما سلمت احتجاجاً رسمياً لوزارة الخارجية الدنماركية يتعلق بمخطط نصب تمثال بصفة مؤقتة في كوبنهاغن يخلد ذكرى مقتل مليون ونصف مليون أرمني على أراضي الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
واعتبرت تركيا أن "التمثال يشكل إهانة لجميع الأتراك الذين يعيشون في الدانمارك".
وتصف أرمينيا وعدد من المؤرخين الغربيين والبرلمانات الأجنبية عمليات القتل بحق الأرمن بأنها "إبادة جماعية" لكن الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء تركيا يمتنعون عن استخدام هذه الكلمة كي لا تسوء علاقتهم مع أنقرة.
يذكر أن تركيا وأرمينيا وقعتا اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بينهما بعد قرن من العداء.
وتسعى أرمينيا إلى أن تقر تركيا بأن مقتل الأرمن إبادة جماعية لكن الحكومات التركية المتتالية رفضت ذلك.
وتعترف أنقرة بحدوث فظائع لكنها تعللها بكونها وقعت في سياق الحرب، مشددة على أنها لم تحدث بنية مبيتة لإبادة المسيحيين الأرمنيين.
وقد لقي مئات الآلاف من الأرمن حتفهم عام 1915 عندما هُجروا جماعيا من شرقي الأناضول. ومنهم من قتل على يد الجنود العثمانيين، ومنهم من قضى جوعا أو مرضا.
ويقوم الأرمن بحملة دولية لكي يطلق على ما حدث وصف إبادة جماعية.
BBC