mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkeبيوت متراصة تتربع بين أنياب المستوطنات، تقاوم الإحتلال بكل ما اوتيت من قوة، تزرع ارضها بكل أنواع المحاصيل، واناسٌ يكفي أن تقول بأنهم من أصحاب الزمن القديم، زمن تحصيل لقمة العيش من عرق الجبين، من قرية زيتا قرية الزيت الصافي، لقرية سلفيت مقاومة الاستيطان، إلى ما بعد سلفيت، ومستوطنة أرئيل إلى واد تمتد فيه أشجار الليمون للمارّة على كلا جانبيه، مع مشهد المياه المنسابة تحتها والجبال الحاضنة للبيئة التي يهددها الاستيطان، ثلاث قرى عانت وكافحت وما زالت على قيد الحياة.">
بيوت متراصة تتربع بين أنياب المستوطنات، تقاوم الإحتلال بكل ما اوتيت من قوة، تزرع ارضها بكل أنواع المحاصيل، واناسٌ يكفي أن تقول بأنهم من أصحاب الزمن القديم، زمن تحصيل لقمة العيش من عرق الجبين، من قرية زيتا قرية الزيت الصافي، لقرية سلفيت مقاومة الاستيطان، إلى ما بعد سلفيت، ومستوطنة أرئيل إلى واد تمتد فيه أشجار الليمون للمارّة على كلا جانبيه، مع مشهد المياه المنسابة تحتها والجبال الحاضنة للبيئة التي يهددها الاستيطان، ثلاث قرى عانت وكافحت وما زالت على قيد الحياة.
أشجار الزيتون تتمايل بأوراقها الخضراء اليانعة، حين يداعبها الهواء العليل، كفتاة حسناء جميلة تسرّ الناظر اليها، تعبق برائحتها الزكية التي تفوح من مكان بعيد ليستنشقها الزائر، وتبعث فيه حب الوطن والتشبث بالأرض عندما يرى سيقانها المعمرة التي ضربت عمق التاريخ بأصالتها منذ آلاف السنين.
الناشط المجتمعي في قرية زيتا جماعين أشرف حسين، يقول بفخر أن بلدة زيتا جماعين يعود تسميتها الى الزيت والزيتون مؤكداً على أنها أكثر قرية تزخر بنسبة عالية من أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية، مشيراً الى وجود مجموعة من الأشخاص مرّوا في قديم الزمان من قرية زيتا ولذلك سميت عائلتهم ب "آل الزيتاوي" لكنهم يقطنون الآن في قرية جماعين.
ويضيف أن عدد سكان زيتا جماعين يبلغ أكثر من 1500 نسمة، ويحد زيتا من الشرق قرية جماعين، ومن الغرب ديرستيا، ومن الجنوب عصيرة القبلية، ومن الشمال قيرة ومردا.
ويوضح "يوجد في فلسطين أكثر من قرية يطلق عليها "زيتا" منها زيتا الخليل التي تتبع الى خِرب دورا ولكنها دُمّرت، وزيتا عتيل التي تقع في مدينة طولكرم، وسميّت بلدتنا زيتا جماعين لتمييزها عن باقي المناطق التي تشبهها في الإسم".
ويتابع حديثه بحسرة أن مهنة الزراعة اندثرت وأقلية من سكان القرية يزرعون أراضيهم بالمحاصيل الزراعية، وأغلب مواطنيها مغتربين الى الدول المجاورة ويعملون في الإمارات العربية المتحدة ليؤمنون لقمة العيش لأبنائهم، كما يعمل سكان قرية زيتا في الداخل المحتل نظراً لوجود مناطق صناعية عدة فيها، ولكون القرية قريبة جداً من المستوطات التي تحيط بها من كل الجهات فاتخذها أهل القرية مكاناً للعمل.
الإعلامي خالد المعالي والباحث في شؤون الاستيطان يقول أن منطقة أريئيل تحتوي على أكبر حوض مائي بالضفة الغربية كما يوجد فيها منطقة صناعية، وتمتد أريئيل من مداخل مستوطنات نهر الجبل التي توجد على طريق الأغوار وحتى قرية كفر قاسم.
ويكمل أن أريئيل تضم مستوطنات عدة بدءاً بتفوح وأريئيل الصناعية و"أريئيل ب" مروراً "بعمانوئيل ب" و"عمانئويل الصناعية" و"عمانوئيل السكنية" و"رفافا" وانتهاءً بمستوطنة "بدوئيل" على مداخل كفر قاسم.
و كان لا بدّ للإعلامي خالد المعالي ابن محافظة سلفيت، أن يحدثنا عن مسقط رأسه والمطل كذلك على مستوطنة أرئيل، فيقول أن المحافظة مستهدفة بعد القدس ويوجد فيها 24 مستوطنة مقابل 18 قرية، وتقع شمال غرب الضفة الغربية.
ويستطرد المعالي "يبلغ عدد سكان سلفيت أكثر من 10 آلاف نسمة، وتحدها عدة قرى فمن الشرق منطقة زعترة، ومن الغرب قرية كفر قاسم ومن الشمال وادي قانا ومن الجنوب وادي صريدة، وتضم مجمع حوض الماء الغربي الذي لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة عليه بل يبع كوب الماء منه للفلسطينيين بمبلغ عالي جداً".
كما تشتهر محافظة سلفيت بعدة ينابيع وعيون مائية، كعين القبلية والمعروفة أيضا بعين المغرفة، حيث يصفها المزارع أنها عبارة عن نبع ماء ينساب من صخرة كبيرة الحجم وبنيَ حوله بناء يتكون سقفه من أربعة أقواس متقاطعة، وتحيط بالعين، أشجار الحمضيات والخضروات المختلفة هذا ما قاله المزارع اياد مرشد خرباوي.
ويكمل أنه فضّل منطقة عين القبلية على غيرها من المناطق، لزراعة أرضه بنبات الميرمية، وذلك لابتعادها عن الخنازير التي تسطو على كل المزروعات.
ويمسح وجهه الذي يقطرعرقاً وهو يقول أنه زرع أرضه نبات الميرمية في العام الماضي وتحتاج الى اربع سنوات حتى تنمو، وينتظرها حتى تثمر ليستطيع بيعها للناس، لأنه يعتقد أن كميتها غير كافية في الأسواق، مشيراً الى أهميتها في علاج أمراض متعددة، اضافة الى نكهتها اللذيذة عند شرب الشاي.
ويذكر أنه ذهب في العام الماضي الى مدينة نابلس ووجد بائع يبيع عيدان ميرمية خالية من الورق، مشيراً الى جهل بعض المزارعين في التقاط أوراق الميرمية بشكل عشوائي وقطعها من جذورها، وأيضاً بعضهم يسحبون مجموعة من الأوراق دفعة واحدة وليس قص كل عِرق على حدى، مما يؤدي الى تساقطها وبقاء العيدان فقط.
ويشير الى أن الميرمية نبات معمر، دائم الخضرة، يمكن أن يدوم عشرين عاماً ويعتمد على مياه الأمطار.
بينما تسير بين أزقة محافظة سلفيت وشوارعها سترى أشخاص يصنعون مُنتجات من الخضروات المزروعة بأراضيهم، ليحصلّوا لقمة العيش لعائلاتهم عند بيعها للمُشترين، كالسيدة ام علي اسليمة التي تبدأ بتقطيع حبات البندورة عندما تدلي الشمس بخيوطها الذهبية في الصباح الباكر، الى قطع صغيرة مدة 4 ساعات من الساعة السادسة صباحاً وحتى العاشرة، ثم تضعها في وعاء بعد اضافة الزيت والسكر والملح اليها.
وتكمل حديثها بابتسامة ودّية، تعلو شفتيها، "بعدما أملئ الوعاء بقطع البندورة، أغليها تحت درجة حرارة عالية، لينتج رُب البندورة الشهي لعدد كبير من الناس، وعملية غلي جميع الوجبات تستمر12ساعة، وبكل تأكيد تخلو من أي مواد حافظة".
وتشير الى طمع بعض مصنعين رُب البندورة الذين يضيفون الماء أكثر من الحد المعقول، لينتج لديهم اكبر عدد من الكميات وبالتالي يغشون الزبائن، وتؤكد على أنها تجفف البندورة من الماء باحكام وتجمدها، مشيرة الى أن الزبون الذكي يفرق بين رُب البندورة المغشوش الذي يكون سائلاً، والرُب الجيّد المجّمد.
وتكمل حديثها، بعد تَجمُد رُب البندورة تضعها في أوعية صغيرة، لبيعها للزبائن، مؤكدة على وجود اقبال كبير على منتجها.
ولدى مغادرتك محافظة سلفيت سيأخذك الفضول للوقوف في أحضان مكانٍ مجاورٍ لها،إنه وادي قانا الذي يقع بين محافظتي سلفيت وقلقيلية، وبالتحديد شمال غرب بلدة ديرستيا، ويضم 8 عيون ماء في الماضي، موّزعة على أكثر من 14 ااف دونم، والآن بعض العيون جفّت واقتصرت على أربعة تقريباً، وفقاً لما ذكره أبو أحمد أبوعودة أحد سكان قرية ديرستيا، أثناء تواجده في الوادي برفقة عائلته.
ويضيف أن وادي قانا تحدّه عدة قرى فلسطينية، فمن الشرق تطل عليه بلدة ديراستيا ومن الشمال قرى جينصافوت وكفر لاقف وعزون، ومن الغرب تحيط به قريتي سنيريا، وكفر ثلث، ومن الجنوب قراوة بني حسان.
وفي المقابل، للتضييق على الفلسطينيين ومنعهم من الاقتراب الى الوادي، أنشأ الاحتلال الاسرائيلي مستوطنات تتربع على الجهات الأربعة من الوادي، كمستوطنة عمانوئيل من الشرق، وياكيرمن الجنوب، وجنات شمرون، وكرني شمرون، ومعاليه شمرون من الشمال، ومستوطنة نوفيم من الغرب، التي تنساب مياهها العادمة من أعلى الجبال لتختلط مع مياه الوادي النقية، لتلوثه وتجعل كل فلسطيني يأتي اليه ينفر من رائحته الكريهة، لكن الاحتلال الإسرائيلي وضع قبل حوالي ثماني سنوات أنابيب مائية للمياه العادمة، لينتعش الإسرائيلي عند زيارته المكان.
ويكمل حديثه اتخذ الفلسطيني الوادي مكاناً له للسكن في الماضي، وبنى "العزبة" أي البيت الحجري القديم، واعتمد على المزروعات وتربية المواشي كمهنة رئيسية له.
اكتسى وجهه ملامح الحزن والألم وهو يقول، أن في عام 1967خضع الوادي لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي، مما أجبر المواطنين على الرحيل وترك المنطقة التي أصبحت جامدة كالجثة الهامدة، بعد أن كانت تزدهر بالحياة والحيوية، فتحول المكان من صوت ضجيج الأطفال أثناء اللعب والسباحة في البرك الطبيعية المتواجدة هناك، الى ضحكات العدو الإسرائيلي الذي يتجول في الوادي وكأنه ملكاً له.
ويتابع ان في عام 1983 أعلن الاحتلال الاسرائيلي الوادي كمحمية طبيعية أي غير قابل للتعديل او الإعمار ومنع الفلسطينيين زراعة أراضيهم في الوادي، وهدّم البيوت بل وكل حجر بناه أهل الوادي بعرَق جبينهم.
ويقول أن أهالي بلدة ديرستيا والقرى المجاورة قدمت احتجاجات شديدة اللهجة ضد الاحتلال، نتيجة اعتبار وادي قانا كمحمية طبيعية وأيضاً لممارساته القمعية وأعماله التعسفية بحق أهالي الوادي لكن دون جدوى.
ويستعين بمقوله المتنبي "فيكَ الخصام وأنت الخصم والحكم" عندما وصف الإحتلال بالخصم والحكم لسيطرته على الأرض، منوهاً الى افتقار الفلسطيني للقدرة الكافية التي تجعله يدافع عن أرضه في ظل عدم وجود أي طرف يدعمه ويقف بجانبه، ففي كل مرة يحتج فيها المواطن الفلسطيني على التضييق الاسرائيلي، يقابَل احتجاجه بتوسيع الاستيطان وبناء مستوطنات كثيرة.
ويتساءل عودة باستغراب لماذا لا يزور وادي قانا، أهالي المدن الفلسطينية وقراها بشكل عام، وطلاب المدارس بشكل خاص إلّا أقلية منهم؟ ألا يعلمون أن الإسرائيليين يتوافدون بكثرة الى الوادي ليغرسوا في عقول أبناءهم، أنهم أصحاب الأرض الوحيدين ويعمقّوا في نفوس أطفالهم حب الأرض؟
ويختتم حديثه باستهزاء مصحوب بحرقة تعتصر قلبه "أعتقد أن الفلسطيين لا يعرفون وادي قانا لذلك لا يزورونه".
هي جولة تنتهي فور خروجك من أحضان الطبيعة الغناء، من قصص تروى حول انتهاكات المستوطنين، ومن وادٍ مجهول الهوية لا يعدو كونه مكان من بين أماكن عدة استطاع الاحتلال أن يغرس مخالبه فيها.