mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
تقرير:إيمان فقها
ها أنا انظر إلى المرآة، بتُّ بلا شعرٍ، أصلع كلعبةٍ تنهشّت من أسنان ذئبٍ جائع ، أسناني من الدم قد غرقت، ووجهي أصبح أبيضاً كمن وضع رأسه في علبةِ طحين، ومعدتي تلبكَ أحشاؤُها حتى تصارعت على الانقطاع، وما عدت أطيق رائحة الطعام، كلّ شيء يدور حولي مكبّلٌ باللاحياةِ، لكن..لكنّي سأعيدُ بناء خلايا مرآتي، سأعود للحياة، سأرسم، سأضحك، سألعب، سأخرج..سأبني لنفسي روحاً جديدة.
أمام أعينهم ماتوا به، فلذاتهم عانقوا التراب ، وقفوا بلا حراكٍ ، كبروا ، خططوا، درسوا، حتى استنشقوا فكرةً لمساعدتهم، من روح الإنسانية، بلا كللٍ أو تعب اجتهدوا، خمسةُ أشهرٍ كانت اليوم سلسلةً لنجدتهم، لأنّ عبق الشباب اجتاح كيانهم، كانت بداية الماراثون.
بداية الانطلاق
من أمام حرم جامعة النجاح الوطنية حتى منتزه جمال عبد الناصر كانت عزيمة الانطلاق، ومع دقات الساعة التاسعة ابتدأ المشوار، بحضور من عانقت أرواحهم حبّ التطوع نبضت شوارع مدينة نابلس برائحةِ الأطفال، الكبارِ، شباباً، شيوخاً، ونساء.
بحضور وزير الحكم المحلي سائد الكوني، وعدد كبير من الشخصيات العريقة، وبمشاركةِ عددٍ من المواطنين والمتطوعين، وبرعاية محافظة نابلس، و ضمن فعاليات مبادرة لأجلهم انطلق ماراثون الحياة صباح يوم الأمّ.
سرطان كرات الدم البيضاء
يقول الطبيب العام حازم فقها " تبدأ اللوكيميا (سرطان كرات الدم البيضاء) في نخاع العظم ويمكن أن تنتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم، والأطفال والبالغين يمكن أن يصابوا به، وتكون ناتجةً أحياناً عن بعض الأمراض الوراثية أو الإصابة ببعض الفيروسات أو التعرض للكيماويات".
رأي المسؤولين بالمبادرات الشبابية
تقول نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة " أعشق الأعمال التطوعية وخاصةً الرياضية، والمشاركة الأساسية اليوم تأتي لأن المبادرة كانت شبابية من طلاب جامعة النجاح، وتكتسي صفة الريادية وتعمق مفهوم الإنسانية".
و تضيف الأتيرة " تعزيز مبادرات كهذه يغير من توجهات المجتمع، وتأتي في صلب التضامن مع الفئات المهمشة خاصة أطفال اللوكيميا".
"كنت أتمنى أن أرى حشداً أكبر من هذا، لكن التفاعل الهائل الموجود يعوض النقص الحاصل".هذا ما اختتمت به نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة حديثها.
تجهيزات مسبقة للماراثون
أمّا عن التجهيزات المسبقة للماراثون فيقول موظف الخدمات الطبية العسكرية يامن عمران " استعدادُنا له كان بسيارتي إسعاف واحدة تسبقُ الماراثون وأخرى خلفه مجهزتان بالكوادرِ والمعدات".
و يضيف عمران "مثل هذه المبادرات تقوي معرفة المجتمع بهذه الأمراض، وتركزُ على الأنشطة الرياضية".
متطوعو المبادرة
تقول الطالبة في كلية الهندسة سحر حنون " جئت كمتطوعة في برنامج بصمة أشارك في حملة لأجلهم، لأنني أرى أنّ مرضى سرطان الدم شبه مهمشين، والدعمُ لهم قليل".
و تذكر أيضاً " نشاطٌ ناجح، وشعرنا بفرحة صارمة عندما شاهدنا إقبالاً كبيراً للتسجيل به".
محاضرو النجاح في طليعة الماراثون
يقول المحاضر في كلية الاقتصاد بكر ياسين اشتية " فكرةُ الماراثون رائعة، وجهدُ الطلاب المبذول عليه كان هائلاً، كهذه مبادرات تفعّل مفهوم المجتمع حول هذا المرض، وتسلط الضوء على هذه الفئة شبه المهمشة".
و يضيف اشتية والذي جاء برفقة ابنه الصغير " أريد لابني أن يتعرف على مثل هذه الأجواء، سألني ما هذا؟، أجبته ماراثون، فردّني وما معنى ماراثون؟ ".
مشاركون في الماراثون
يقول العامل في مجال البناء محمد عوض ياسين (49 عاماً) "ابنتي تدرس في كلية الطب دعتني للمشاركةِ في هذا الماراثون، أرى أنه سيعزز مفهوم المجتمع بهذا المرض أكثر".
أما المتطوعة في مجموعة مرشدات الصداقة الكشفية راية فطاير فتقول " بحكم أنني أشارك في كل عملّ تطوعي جئت إلى هذا الماراثون، عددنا حوالي 40، قسم منّا ذهب إلى فعاليةٍ أخرى، ونحنُ كمرشداتٍ كشفيّةٍ نشارك في أي نشاطٍ يحدث".
تذكر الطالبة في كلية الهندسة حنان طبيلة " حماسٌ كبير لهذا الماراثون ينبع من فكرتهِ الإنسانية، وأرجو أن يكرّر كثيراً كي تزداد نسبة الوعي به".
تقول الطالبة في كلية الإعلام ديانا زكريا" جئت إلى هذا الماراثون دعماً للأطفال، دعماً للإنسانية، وممارسةً للرياضة أيضاً".
أما الطفلة جنى أحمد والتي تنحدر من الخليل فتقول"صديقاتي أخبرنني أن هناك ماراثون لأطفال سرطان الدم، جئت برفقة أمي إلى نابلس، أريد أن أرسم البسمة على وجوه هؤلاء المرضى".
ختام الماراثون
اختتم الماراثون بحفل أقيم في مركز بلدية نابلس الثقافي حيث ألقى وزير الحكم المحلي، ونائب محافظ نابلس، وعدد آخر عدة كلمات، وتم عرض بعض من القصائد التي تدور حول مرض سرطان الدم، وتكريم وشكر جميع المتطوعين والقائمين على حملة لأجلهم.
حيث ذكرت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تبرع بقطعة أرض ومبلغ مالي لبناء مستشفى خاص بمرضى السرطان.
لأجلهم بدأت، ولأجل روح الإنسانية سنفيق من سباتنا، لأن روح الشباب متجذرةٌ في أدمغتنا، ولأن الوطن سيعمر درجة درجةً بهمتنا، من نابلس كانت الخطوة الأولى، ومحافظات فلسطين كلها ستصدح رغداً بإنجازات الشباب.