يتساءل الكثير من الناس عن طبيعة حياة نقار الخشب، ولماذا ينقر الأشجار؟ وهل يقوم بالنقر عشوائيًّا أم بتحدد نقطة معينة؟ وكيف لا يتأثر هذا الكائن من الصدمات التي يتعرض لها خلال النقر؟

ويقول الكاتب والباحث التركي نور الدين صواش إن طائر نقار الخشب هو مصدر إلهام للبشرية، من خلال تقنية خفض الصدمات التي يتمتع بها أثناء عملية النقر.

ويرى الباحث أن نقار الخشب مُنح قدرة خارقة في عملية النقر وسرعته؛ حيث تصل عدد نقراته في الثانية الواحدة إلى 10 نقرات، وتصل سرعة النقرة الواحدة إلى 40 كيلومتر في الساعة.

واكتشف العلماء وفق صواش أن هذا الطير يملك تقنية مذهلة في امتصاص صدمات النقر وتقليل حدتها بكل سهولة، وهي تقنية تتألف من أنسجة ليفية -شبيهة بالإسفنج- تربط جمجمته بمنقاره، ولسان رفيع لزج ملفوف مثل النابض داخل الجمجمة، فبهذه التقنية تنخفض الصدمات وتتلاشى وتغييب دون أيّ تأثير سلبي.

وتُذكر تلك التقنية التي يتمتع نقار الخشب صواش بالنوابض الحلزونية التي تمتص الصدمات الناتجة عن عدم استواء الطريق في السيارات التي يركبها الإنسان.

وبين صواش أن آلة كسر الصخور أو مطرقة الخرسانة الهوائية التي يعمل بها الإنسان أثناء تعبيد الطرق وتطوير الشوارع، اختُرعت استلهامًا من هذا الكائن الصغير.

ويتغذى نقار الخشب على الحشرات والديدان المختبئة في جذوع الأشجار، والعجيب أنه يحدد موقع الحشرة داخل الجذع دون أن يراها بعينه، ثم يقوم بحفر فجوة تنتهي إلى موقع الحشرة مباشرة.

ويستعمل النقار منقاره الإزميلي الحاد في هذه العملية، وعندما يصل إلى غرضه يطلق لسانه اللزج ويلتقط الحشرة ثم يُنزلها إلى معدته بهناء.