خالد معالي
صعد المستوطنون الصهاينة؛ من هجومهم على مدينة القدس المحتلة؛ في ظل حالة التراخي الفلسطينية والعربية؛ حيث استولوا على ثلاث شقق سكنية تقع جنوب المسجد الأقصى المبارك في بلدة سلوان فجر الاربعاء 6\5؛ وهو ما ينذر بالمزيد من استهداف المقدسيين الذين يستغيثون بأمة المليار ونصف مسلم دون جدوى.
لا يختلف اثنان على أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى باتا مكبلين وحزينين، فغزة والضفة الغربية غير حاضرتين في باحاته؛ ومغيبتان قسرا وقهرا؛ لتردان هجمات المستوطنين الذين يستبيحونه ويدنسونه جهارا نهارا.
القدس لا يكون دعهما بالخاطبات والتصريحات؛ بل بخطوات عملية حقيقية؛ كي يتم التخفيف من معاناة المقدسيين ويشعروا بإخوانهم العرب والمسلمين.
تحزن القدس وتدمع كل ساعة؛ فنساء القدس يضربن ويعتقلن لمجرد التكبير في ساحات المسجد الأقصى؛ والمستوطنون يستبيحون المسجد الأقصى، متحدين أمة المليار ونصف؛ دون أن تخرج ولو مظاهرة واحدة من ملايين المدن والقرى الإسلامية منددة بهذا التدنيس، والمس بأكثر الأماكن قدسية وطهارة لدى الأمة الإسلامية جمعاء.
القدس والمسجد الأقصى؛ يريدان أكثر من الشجب والاستنكار الذي يطرب له " نتنياهو" ؛ لكن بالمقابل منظر عشرات آلاف المصلين يملئون باحات المسجد الأقصى،يوم الجمعة، ويصطفون بسلاسة ورتابة ونظام دقيق؛ برغم تواجد كثيف لجنود وشرطة الاحتلال؛ هو منظر يريح النفس ولو قليلا.
ذرائع الاحتلال وحججه باطلة وتخالف القانون الدولي؛ ومن المضحك قول الاحتلال أن الاستيلاء عل منازل المقدسيين يأتي تنفيذا لقرار محكمة الاحتلال بإخلاء المنازل لصالح المستوطنين بزعم أنها تعود ليهود يمنيين منذ القدم وبالتالي الحكم لصالح المستوطنين عبر قانون 'أملاك الغائبين'.
تشكل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك؛ محط أنظار وتجمع لأعداد كبيرة من المصلين من القدس المحتلة وفلسطيني أل 48؛ إلا إن المصلين من غزة ممنوعون من الصلاة في الأقصى، والمصلون في الضفة الغربية ممنوعون أيضا ؛ وهو ما يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي الذي يمنع المس أو انتهاك حرية العبادة.
حتى الصلاة في المسجد الأقصى المبارك يجب أن يحصل الفلسطيني على تصريح لها، والمقدسي يجب أن يفتش وتحجز بطاقته الشخصية؛ وكذلك النفحات الإيمانية في باحات المسجد الأقصى؛ باتت بحاجة لتصريح لها أيضا.
على كل من يدعي حب القدس والمسجد الأقصى؛ عليه أن يقدم شيئا لمدينة القدس وتعزيز صمود أهلها؛ ولا يكون ذلك بالشجب والاستنكار الذي لا يغني ولا يسمن من جوع؛ أضعف الإيمان الدعاء بالصبر والثبات لأهالي القدس، وتسليط الأضواء على معاناتهم، من تهويد للمقدسات، وتهجير وطرد، وهدم للمنازل، وملاحقة حتى أطفالهم وسجنهم جهارا نهارا.
أهالي القدس؛ والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك بحاجة ماسة للدعم، وبكل السبل والطرق، وبشكل عاجل؛ ولا يجوز ترك القدس والمسجد الأقصى والمرابطات فيه لقمة سائغة لشرطة الاحتلال.
الأولوية القصوى والعاجلة للعرب والمسلمين هو تحرير القدس من دنس الاحتلال البغيض؛ ولذلك وجب على كل مسلم ومسلمة سرعة دعم القدس وأهلها، الذين يستصرخون الأمة الإسلامية صباح مساء، فهل من مجيب ومغيث هذه المرة؟!