في هذا المقال، سأكون صريحاً مع ذاتي ومع انتمائي الذي أفتخر به لحركة التحرير الوطني الفلسطيني_فتح_ مثل العديد العديد من أبنائها الذين يفقدون الأمل بالواقع ويشعرون بغربة كبيرة عنها، ومع كل ذلك فهم أبناء لها مهما كانت الظروف صعبة.. محبطة... مدمرة لها، ما أكتبه هنا ملخص للعديد من اللقاءات والجلسات في أماكن متعددة استمعت لها خلال الأسبوع الماضي، أسبوع ليس سهلا على صعيد النسيج الوطني الفلسطيني بشكل عام، وعلى الصعيد الفتحاوي بشكل خاص. هنا سأتناول بعض القضايا المقتنع بها بدرجة الإيمان والتي يجب الوقوف عليها بكل جدية من خلال استبعاد العقل المُتهافت، وباستبعاد الفعل أو كلمة الحق التي يراد بها باطل، واستبعاد لغة العاطفة:
أولاً: سيادة الرئيس محمود عباس أطال الله عمرك، بكل تأكيد أنت أكثر إنسان يعلم كم شخصاً عيناه على مقعد الرئاسة، وربما تشاهد هذه الأعين بشكل يومي وهي تريد اقتناص الفرصة وما تقوم به تلك الأعين سوى بناء ممالك وتجييش حتى تأتي فرصة غيابك والانقضاض على المقعد، والشعب ضائع وهو يشاهد هذا المسلسل المخيف بشكل يومي، وعند موعد النوم يتخيل الشعب ما مصيره من بعدك_ لأي سبب كان_ ضمن حرب الصراعات على مقعد الرئاسة. وهنا القضية ليست فقط نائبا للرئيس التي يتم تداولها بشكل إعلامي فقط!! إنما علينا مأسسة الحل قبل أن يتم خلق فوضى ينتظرها الكثير، وخصوصاً أن هناك مؤسسات مهمة أصبحت موجودة فقط بالمسمى وغائبة من حيث الإنتاج الذي يحمي الوطن ومكوناته. وعلى صعيد آخر مطلوب أيضاً من حركة فتح تنفيذ مؤتمرها السابع، فالانتخابات الداخلية للحركة مهما كانت النتائج، فالبعض يبحث عن الخلافة والبعض الآخر للحفاظ على ما يعتبره "ملكوته" أو شركته الخاصة.
ثانياً: من يعتقد أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني_فتح_ عبارة عن شخص ما، قائد ما، فهو مخطئ ومتهافت جملة وتفصيلا، من يعتبر "فتح" عبارة عن ذاته _ومهما كانت ذاته_ فهو مخطئ ومتهافت جملة وتفصيلا، من يعتبر "فتح" عبارة عن "جمهور" يتقن فقط " التصفيق"_ وبالرغم من وجود عدد من " السحيجة"_ فهو لم يقرأ تاريخ أبنائها من كتيبة الجرمق حتى آخر شهيد سيسقط غداً أو بعد غد. لو "فتح" شخص لرحل عنها أبناؤها برحيل قادتها في زمن قل فيه الرجال بمختلف المجالات: العسكرية، الأدبية، السياسية، الطلابية، النسوية، الفكرية.... الخ. فمن يريد أن يختصر "فتح" فقط في ذاته هو الخاسر لأن "فتح" ستدوم ولا تموت حتى ولو مرضت فهناك أجيال ستنهض، وربما نهضت الأجيال الجديدة لن تكون بذات الثوب التي انطلقت به الحركة منذ تأسيها.
ثالثاً: التاريخ يكتب من الماضي حتى الحاضر لكي يقرأ في المستقبل، مهما كان التاريخ مُشرّفا، فالحاضر لا يرحم أحداً إن تعمد الخطأ، لهذا ربما لو عاد التاريخ للماضي فأنا والكثيرون من أمثالي لا نستطيع أن نكون كما كنتم بتاريخ نضالكم، لكن أنتم الآن لن تستطيعوا ومع تاريخ نضالكم الذي نفتخر به أن تكملوا المشوار الذين بدأتم به، العالم تغير... الأدوات تغيرت، أجيال رحلت وأجيال أخرى جاءت من رحم معاناة الشعب ولدت لتحمل رايتكم بما يلبي طموحات الشعب وتطلعاته، هذه سنة الله في خلقه وبتكوينه للعالم، الأجيال تسلم للأجيال، ولتتحمل الأجيال مسؤوليتها كم أنتم تحملتم. هنا لا أتحدث عن "فتح" فقط وإنما جميع الأحزاب والفصائل، فلا يعقل أن أجلس مع عضو لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير في النهار يندب حظه ويشكو واقع المنظمة من حالة الترهل وفي المساء يكون سعيدا بالتحدث باسمها أو استلام / تسليم جائزة ما!!
رابعاً: أكثر شيء للأسف أصبحت تتقنه "القيادة" هو إطلاق النار على الذات وخصوصاً بغياب أو تغييب المؤسسات التي يجب أن تعمل ما هو مطلوب منها من أجل تنفيذ قواعد "الحكم الرشيد". لهذا يجب التجديد وضخ دماء جديدة وبخطوات ملحوظة ضمن خطوات صغيرة لكن سريعة، دون الاختباء خلف سواتر أصبحت هي الحامي والحافظ على مصالح شخصيات ونفوذ البعض، على سبيل المثال انتخابات جديدة للمجلس التشريعي ضمن دراسة الإمكانيات المتاحة من أجل أن يقوم بدوره المطلوب، ثم النقابات والاتحادات التي أصبحت متكلسة لشخوص وكأنه تم ولادتهم على هذه الكراسي.
خامساً: لا أحد يستطيع طرد أي عضو من حركة فتح دون جريمة مثبتة سواء كانت خيانة أو فسادا، لا يعقل أن يتم معاقبة أي شخص فقط لأنه مختلف بالرأي ويعارضني، ليتم المحاسبة في المكان المخصص لذلك ضمن الإجراءات القانونية في مؤسسات الدولة أو الحزب وليس ضمن الابتزاز أو شحن الحروب.
سادساً: أنا مع النقد البنّاء والمحاسبة والمساءلة والاختلاف بوجهات النظر من أجل التطوير، لكن غير مقبول على الإطلاق المساس بالحريات الشخصية الفردية والحرمات العائلية الاجتماعية. حماك الله يا وطني.... حماك الله يا شعبي... حماك الله يا "فتح".
للتواصل:
E mail: mehdawi78@yahoo.com
Facebook: Rami Mehdawi