الرئيسية / مقالات
موقف شعبي ورسمي مخجل أمام وحدة الدم !! سامر عبده عقروق – نابلس.
تاريخ النشر: الأحد 23/03/2014 10:44
موقف شعبي ورسمي مخجل أمام وحدة الدم !!  سامر عبده عقروق – نابلس.
موقف شعبي ورسمي مخجل أمام وحدة الدم !! سامر عبده عقروق – نابلس.

 


اعتقد جازما ، وأغلبية الشارع الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات ، باستثناء المنتفعين والطفيليين وتجار الدم والمصالح والكراسي ، ان الصلف والعنجهية التي تتصف وتتصرف بها دولة الاحتلال معنا كشعب فلسطيني قد تجاوزت كافة الحدود ، وانتهكت واخترقت كافة المعايير الدولية ذات العلاقة ، وهذا واضح جدا ، والمؤلم بالأمر ان العالم يتفرج ، أمريكا لديها في خزائن خارجيتها موازين ومكاييل متعددة ، تخرج المكيال الذي تريد بالوقت الذي تريد ، والمكيال الذي تستخدمه في موزامبيق مختلف عن الذي تستخدمه في القرم ، والمثير أننا الفلسطينيون لنا مكيال خاص بنا ، مكيال اسمه مصالح دولة الاحتلال فقط .

ونحن كفلسطينيين نتصف بالعجز الكامل والمخجل ، ولا حول لنا ولا قوة أمام هذه المكاييل والمصالح ، بل أننا عاجزين عن ان نتعامل مع واقعنا بموضوعية وعلمية تقول أننا يجب ان نوقف انقسامنا وصراعنا ، وان نوقف المتفوهين والمتفزلكين الذين ينعقون في بعض المواقع بما يعزز الشرذمة والانقسام .

والمكيال الذي اشرنا إليه ، مكيال يسمح للمحتل ان يعربد ويقتل دون رادع ، تسمح له ان يقتل ، وبأموال دافعي الضرائب الأمريكان ، دون ان يتمكن احد من محاسبته ، أو يوقف ممارساته المتصفة ، وحسب محكمة الجنايات الدولية بأنها عمليات قتل جماعي ، وبأنها جرائم ضد الإنسانية ، وهذا ما حصل بالأمس في مخيم جنين ، ويحل اليوم في مخيم عايدة ، وحصل في غزة والخليل والأقصى.

لعل الموقف الأمريكي المنحاز ، والموقف الأوروبي الخجول يشكل سببا لسخطنا في الشارع الفلسطيني ، والغريب ان أوروبا تستثمر في قطاع مؤسسات حقوق الإنسان المليارات ، وتنادي بتطبيق هذه المعايير بشتى الأساليب ، ولكنها تصاب بإعاقة مركبة في كافة حواسها عندما تكون الضحية فلسطينية ، شيخ او طفل ، رجل او امرأة ، ليس مهما طالما ان المستوطنين يعيشون بحرية ويمارسون عنجهيتهم بحرية كاملة ، والمستوطنات تنتفخ وتتضخم على حساب أشجار زيتوننا وتيننا وصبرنا.

وأقولها بصراحة وبحرية تامة أنا لا انتظر لا من أمريكا ولا من أوروبا أي موقف لصالحنا ، ولا من العرب ولا من المسلمين ، فهؤلاء عندهم همومهم ولهم أجندتهم الخاصة التي تسيطر عليها الماسونية والصهيونية العالمية ، ولكني استغرب واستهجن موقفنا نحن كفلسطينيين وعرب ومسلمين ، استغرب ان الدم بألوانه المختلفة لم يستطع ان يحرك فينا إلا النذر القليل 









من الكرامة ، استغرب واستهجن كيف لم تتحرك كرامتنا على الرغم من الألوان ( الكوفية السمراء واللون الأسود والأخضر والأحمر وغيرها ) لم تستطع ان توحد موقفنا ، استهجن ان 
لجاننا التنفيذية والمركزية والمكاتب السياسية والأجنحة الطيارة وغير الطيارة لم تتمكن من بلورة موقف واضح حول ما حصل في مخيم جنين ، أصبح من العار ان نكتفي بان نشجب ونستنكر ، ونبكي ونتباكى ، من العار ان هذه الألوان وفي مقدمتها علمنا ، هويتنا وشعارنا ، لم يستطع ان يجعل الناس من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب تهب وتخرج إلى الشارع لتعبر عن رفضها لهذه الجرائم.

رسالة الشارع إلى السيد الرئيس ، محمود عباس ( أبو مازن) واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، والأمناء العامون ومجالس الفصائل ، أوقفوا المفاوضات وقفا تاما ، لماذا ؟ لان دولة الاحتلال ليست معنية بالمفاوضات لا من قريب ولا بعيد ، هي تمارس الاستعمار التفريغي المدروس من خلال الفعل العملي على الأرض ، تغيير ويشكل جذري للطوبوغرافيا والجغرافيا.

رد دولة الاحتلال على  الرئيس في كلمته التي قال فيها أنني اشترط وقف الاستيطان لبحث مسالة العودة للمفاوضات ، الرد كان قاسيا مدويا ومتغطرسا وسلبيا جدا ، الرد كان القرار ببناء 2289 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات وطرح عطاء لمئات الوحدات الأخرى في مختلف مستوطنات الضفة الغربية ، وهذا يعني مزيد من مصادرة للأراضي ، وحرق وقلع الزيتون والصبر ، المزيد من الضغط والقهر للإنسان الفلسطيني، ومطلوب من الشارع الفلسطيني ان يتوقف عن الاكتفاء بالفرجة والمشاهدة السلبية لما يجري ، وإلا فأننا سنتدهور إلى قعر الوادي بلا رجعه، وسندفع الثمن ، كل الألوان وكما يحصل الآن  ، فالصاروخ الذي أطلق في مخيم جنين لم يميز بين كل الألوان ، الهدف ( أنت فلسطيني ) إذن يجب قتلك ، ونحن ألان بين المطرقة والسندان ، وصمتنا سيكون ثمنه باهظ جدا.

أعطوا الفرصة للدم لكي يوحدنا ، وليكن لوننا هو العلم الفلسطيني فقط ولنلغي كل الألوان الأخرى ، اقلها عندما نحتاج إلى موقف ، فالشهداء هم لفلسطين أرضا وسماء ، برا وماء ، أعطوا الفرصة لتوحدنا الألوان وتنسخ عجزنا المخزي.
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017