memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipediaفي الطريق نحو قرية الساوية الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس وعلى بعد 18 كيلو متر تتهيأ لرؤية مدرستين ليستا كباقي المدارس، مدرستين تتعرضان يومياً لاعتداءات متكررة من جنود الاحتلال، قنابل غاز مسيلة للدموع أصبحت فطور طلابهما الصباحي، أسلاكٌ شائكة أعلى الأسوار وأبواب موصدة، كاميرات مراقبة وشارع يحمل أثر نعال جنود الاحتلال. ">
خاص (أصداء)- تحقيق: حياة أنور دوابشة
في الطريق نحو قرية الساوية الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس وعلى بعد 18 كيلو متر تتهيأ لرؤية مدرستين ليستا كباقي المدارس، مدرستان تتعرضان يومياً لاعتداءات متكررة من جنود الاحتلال، قنابل غاز مسيلة للدموع أصبحت فطور طلابهما الصباحي، أسلاكٌ شائكة أعلى الأسوار وأبواب موصدة، كاميرات مراقبة وشارع يحمل أثر نعال جنود الاحتلال.
هذا التحقيق يسلط الضوء على معاناة مدرستي الساوية-اللبن للبنين وللبنات، يسرد أبرز الاعتداءات، ويحوي روايات مدراء المدرستين، وطلاب عانوا الأمرين وما زالوا.
مدرسة الساوية اللبن الثانوية المختلطة تتربع على 32 دونم، مزدانة بأشجار السرو والصنوبر والزيتون تفسد بهجتها أسوارٌ عالية وأشواك أعلاها، إن رآها مارٌ غريبٌ عن المكان سيحسب المدرسة سجناً، ملعب خارج الشارع الرئيسي منذ إقامته عام 2005 وهو ينتظر أن تدوسه أقدام الطلاب اللاعبين، وذلك نتيجة الاعتداءات التي يمارسها جنود الاحتلال بحق هذه المدرسة.
مدير المدرسة والعضو في المجلس القروي في الساوية عدنان محمود حسين استلم عمله في المدرسة منذ أربع سنوات، ودخل السلك التعليمي منذ 26 سنة، يتحدث عن تاريخ مدرسته قائلاً: "بنيت هذه المدرسة عام 1946 وتعتبر خط شراكة ما بين قريتي الساوية واللبن، تحوي سبعة صفوف دراسية بدءاً من الصف السادس وصولاً للصف الثاني عشر، وتحتضن المدرسة اليوم 413 طالباً و31 عاملاً منهم 26 معلم".
اعتداءات متكررة
يمارس معلمو مدرسة الساوية حياتهم الطبيعية، صفوف منتظمة وحصص متتابعة حتى يبدأ مسلسل الاعتداء اليومي، يقول الأستاذ عدنان: "تتعدد أشكال الاعتداءات على المدرسة، من رسائل تهديد إلى اقتحامات ومضايقات وإطلاق قنابل غاز مسيلة للدموع واعتقالات، وصولاً إلى الحرق المتعمد".
موقع مدرسة الساوية يجعلها موئلاً لمثل هذه الاعتداءات فهي تقع على الشارع الرئيس 60 (شارع نابلس–القدس)، والذي كان يسمى قديماً بشارع السلطانة، وبنيت هذه المدرسة لتسهيل وصول المعلمين لهذه القرية من مختلف المحافظات.
يتحدث مدير المدرسة عن الهجمات المتكررة ويقول بأن العام الماضي سجل 50 حالة انتهاك تعرضت لها المدرسة، لكنه مصمم هو والهيئة التدريسة على إكمال المسيرة التعليمية كما يجب.
ويضيف: "نحن نعاني على المستوى التعليمي كثيراً فغالباً ما نلجأ لإخلاء المدرسة وإنهاء الدوام نتيجة اقتحامات الجيش والمستوطنين، وهذا أثر أيضاً على أعداد المنتسبين للمدرسة من الطلاب فقبل عامين كانوا 470 والعام الماضي وصلوا لـ456 في حين يبلغ عددهم العام الحالي 431 طالباً فقط".
عمر تامر الطالب في الصف السادس تعرض بترايخ 22/3/2014 لاعتداء من قبل جنود الاحتلال تمثل بالتحقيق معه بعيداً عن المدير والمعلمين المرافقين له، وهو ليس الوحيد الذي تعرض وسيتعرض لاعتداءٍ مماثل.
لدى مدرسة الساوية أكياس من قنابل الغاز تشهد على كم الاعتداءات وأرشيف حافل في غرفة الإدارة، فبين ملفات المدرسة المتراكمة يطلعنا مدير المدرسة على مجموعة من الكتيبات والمبادرات التي تتحدث عن المدرسة، وفيديوهات موثقة للاعتداءات المتكررة التي تطال المدرسة.
وتعرض هذه الفيديوهات استفزازات الجنود بحق الطلاب واتهامهم بإلقاء الحجارة عليهم، وتتركز هذه الاعتداءات في فترة الصباح ولعل أبرزها ما حدث بتاريخ 13/12/2014 حيث منع طلاب المدرسة من الالتحاق بالمسيرة التعليمية وإكمال دراستهم.
تكمن مسؤولية مدير المدرسة عدنان حسين بتخفيف حدة الاعتداءات، فأثناء فترة إعداد هذا التحقيق، دخل جنود الاحتلال إلى الطريق المؤدي للساحة الرئيسة للمدرسة، وحاول المدير قدر المستطاع منع أي تماس بينهم وبين الطلاب واستطاع إخراج جنود الاحتلال إلى ما بعد أسوار المدرسة غير أنهم بقيوا هناك ينتظرو ن أي فرصة أو حجرٍ يأتي من أي طالب.
معاناة يومية
بيسان فائق عويس طالبة في مدرسة الساوية في الفرع العلمي تروي معاناتها اليومية: "نحن ثماني طالبات نكمل تعليمنا في هذه المدرسة و تأتي أيام علينا لا نأخذ فيها حصصاً أو نعود لبيوتنا مبكرين، ونتعرض في طريق العودة لإطلاق قنابل غاز، ولكن الاعتداء علينا ومعاناتنا أقل من معاناة الطلاب الذكور".
تضيف بيسان: "حدث ذات يوم اعتداء على طالبات المدرسة وملاحقة، لدرجة أننا ذات يوم بدأنا دوامنا بعد الحصة الثانية".
ذات يوم تعرضت المدرسة لاعتداء من قبل مجهولين يرجح بأنهم جنود الاحتلال تمثل بحرق غرف الإدارة والمعلمين والسكرتير وكان واضحاً من طبيعة الاعتداء، كما يروي عدنان، أن المنفذين هم جنود الاحتلال فلم يسرق أي شيء ولم يختفي شيء".
على بعد 200 متر من مدرسة الذكور تقع مدرسة الساوية الثانوية للبنات ومديرتها منذ عام 2007 ميسون صوالحة، تسير أمورها وتمنع دخول جيبات الجيش إلى الساحة.
تروي صوالحة: "الاعتداءات غالباً ما تتم تحت ذريعة إلقاء الحجارة، وسبق أن تعرضت طالباتي لاعتداء وحالات اختناق، ولكنني أحاول قدر المستطاع بث الطمأنينة في نفوسهن".
تراقب ميسون من خلال جهاز الحاسوب أحوال المدرسة حيث وضعت الوزارة في المدارس الواقعة في منطقة "ج" كاميرات مراقبة لرصد الأحداث اليومية، وتطلعنا على عددً لا بأس به من هذه الاعتداءات.
مسؤولية كبيرة
ترى ميسون أن من يعمل في هذه المدارس يجب أن يملك قلباً من حديد وجرأة كبيرة وإن لم تشغل كما تقول هي ومثيلاتها مناصب في مثل هذه المدارس فمن سيشغل، وتقول بأنها لم تفكر يوماً بتقديم طلب نقل من المدرسة رغم كل ما يحدث.
فاطمة مصطفى أم لابنتين وابن يدرسون جميعهم في مدارس الساوية اللبن، تقول بأن التعليم بالنسبة لها مهم جداً وهي تطمئن على اولادها وهم بالمدرسة أكثر مما تطمئن عليهم وهم خارجها ولا تفكر بإخراجهم منها أبداً رغم كل مخاوفها بسبب اعتداءات جيش الاحتلال.
بتاريخ 29/4/2015 تعرضت مدرسة الساوية للبنات لاعتداء تمثل بمحاولة ثلاثة جيبات عسكرية و20 جندياً الدخول للمدرسة، فقامت المديرة بالتصدي لهم وإبلاغ مديرية جنوب نابلس بالأمر، وحاول الجنود إيصال رسالة لها ولمدير مدرسة الذكور مفادها أنه إذا حدث إلقاء للحجارة مرة أخرى سيتم "لحم" أبواب المدرسة وإغلاقها نهائياً.
ستبقى آثار الجدران المحروقة ماثلة للعيان في هاتين المدرستين وستبقى قنابل الغاز المسيل للدموع فطور طلابها الصباحي، لكن المسيرة التعليمية لن تتوقف كما يصر أهالي البلدة، لكن مثل هذه الاعتداءات اليومية تولد لدى الطلاب حالات ونفسيات متعبة تجعل من البيئة التعليمية في البلدة صعبة للغاية، في محاولة من الاحتلال لتجهيل أبنائها.