memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia">
خالد معالي
يمكن من خلال الهزيمة وذكرى النكسه؛ أن نستخلص العبر كي لا تتكرر الهزائم؛ فمنذ الخامس من حزيران عام 1967م لم تتوقف نكسات الشعب الفلسطيني، والأدهى والأمر أن الأنظمة العربية كعادتها أعلنت أنها انتصرت، مستخفة بشعوبها كعادتها.
بعد 48عامًا من ذكرى النكسه؛ لم ينجح الاحتلال في جلب أكثر من 15 مليون يهودي إلى فلسطين، كما خططوا بداية؛ ولم ينجح في احتلال ما بين النهرين، بل تقلصت "دولته" وما زالت تتقلص؛ بفعل المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي أجبرته أن يهدم قرابة 20 مستوطنة في غزة قسرا وقهرا؛ وليس انسحاب تكتيكي كما يزعم البعض ممن تسللت الهزيمة إلى نفوسهم، ولم يجيدوا غير ثقافة التبرير والتراجع.
الذي جد حقيقة منذ 48 عاما من النكسه؛ وهو ما شكل رافعة أمل حقيقية للتخلص من النكسة ووجعها، هو ما حصل من طرد المحتل من جنوب لبنان وقطاع غزة، وتعاظم الأمل بالربيع العربي الذي تآمر عليه حكام العرب الدكتاتوريون، والغرب، والاحتلال، وأطاحوا مؤقتا بجزء هام منه، كما جرى في مصر.
كل حر وشريف؛ كان يتمنى أن يسقط الشهداء من مختلف البلدان العربية والإسلامية على أبواب مدينة القدس المحتلة لتحريرها، وكنا نتمنى أن يجري التغيير في العامل العربي سريعًا دون بحور من الدماء؛ للتفرغ لتحرير فلسطين، ولكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر؛ بفعل تحال فقوى الشر ضد قوى الخير.
لا سمح الله؛ الكارثة تكون بأن ينجح الاحتلال والغرب في إيجاد وخلق فتنة مذهبية بين سنة وشيعة، تلك التي تطل برأسها من العراق وسوريا، وحرف البوصلة عن الاحتلال إلى فتن داخلية عمياء تأكل الأخضر واليابس، وعندها يختفي ذكر نكسات الشعب الفلسطيني، وتكون لا شيء يذكر وقتها.
الاحتلال البغيض كعادته ضعيف بمنطقه وبأخلاقه، ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية تمكنه من الاستمرار، ولذلك كان سهلًا على مقاومة من مختلف القوى، بسيطة ومحاصرة في غزة مع فارق القوى الكبير أن تطرده بما تملك من قوة عقدية وفكرية، وتكون مدرسة عالمية في النضال والتضحية، ما زالت دروسها تتوالى؛ رغم عظم التضحيات.
من كان ليصدق قبل 48 عاما؛ أن تصل صواريخ فلسطينية إلى عمق الأراضي المحتلة عام 1948م، وتجبر قادته على الاختباء في ملاجئ يعتقد أنها محصنة تحت الأرض؟!، ومن كان يصدق أن تتبدل فرحة قادة الاحتلال عام 67 تجهمًا وعبوسًا، بعد هزيمتهم في العدوان على غزة صيف عام 2014 وقت فرح المؤمنون بنصر الله؛ وتم قصف كل نقطة عسكرية في دولة الاحتلال؛ وصار الحديث عن قرب نهاية ألأسطورة المزيفة لدولة الاحتلال.
مقارنة خاطئة تحصل في الشارع الفلسطيني أحيانا؛ وهي مقاومة الشموع _وإن طالت مئة عام_ لن تحرر شبرًا واحدًا، وضرب مقاومة المهاتما غاندي مثلًا ليس دقيقًا، فعلى الأقل كان شعار غاندي: "نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"، ودعاته من بيننا ليس مثله أبدًا؛ ولذلك وجب التدقيق أكثر عند طرح تجارب التاريخ في مقاومة الاحتلال؛ وتعمد البعض استغلالها بشكل سلبي وفي غير مكانها الصحيح.