بحضور القنصل الفرنسي العام في القدس السيد هيرفيه ماغرو، و العديد من الشخصيات الاعتبارية العامة رفيعة المستوى، احتفلت كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة وجمعية الثقافة الفرنسية بعيد الموسيقى، وقد تضمن الاحتفال افتتاح معرض تصوير فوتوغرافي للفنانة الفلسطينية المبدعة نداء بدوان بعنوان "مائة يوم من العزلة"، وعرض جاز موسيقي لفرقة بيريك بيدرو قدمه فنانان فرنسيان وفنانان فلسطينيان يعزفون الجاز تكريما لام كلثوم، وذلك في رحاب مبنى الفنون المرئية والأدائية التابع لكلية دار الكلمة الجامعية.
في بداية الحفل رحبت السيدة فيروز عبود مديرة جمعية الثقافة الفرنسية في بيت لحم بالحضور معرفه بعيد الموسيقى الذي بدأ من فرنسا وحالياً بدأ يأخذ بعداً عالمياً، داعية الفنانة فاتن فوزي نسطاس متواسي رئيسة دائرة الفنون المرئية في كلية دار الكلمة الجامعية لإلقاء كلمتها.
ثم القت الفنانة فاتن فوزي نسطاس متواسي كلمتها التي أكدت فيها: "على أهمية التعاون الثقافي بين الكلية الجامعية وجمعية الثقافة الفرنسية خاصة أنه تم تنفيذ عدة فعاليات ثقافية مميزة على مدار السنوات السابقة، حيث تسعى الكلية الجامعية إلى الاستمرار في التعاون والتبادل الثقافي لما فيه من فائدة تغني الطلبة وتربطهم بالوسط الفني"، وذكرت: "أن كلية دار الكلمة الجامعية تمنح درجة البكالوريوس في انتاج الأفلام والفنون المعاصرة"، كما وخصصت كلمتها عن معرض الفنانة نداء بدوان قائلة: "يسعدنا اليوم استضافة أعمال فنانة شابة مبدعة من غزة قاومت الحرب والحصار بالابداع، وبالتالي تساهم كلية دار الكلمة الجامعية في توفير مساحات للابداع ومن خلال عرض أعمال نداء بدوان ومشاركة الجمهور بهذه الأعمال نقوم بكسر الحصار بالرغم من أن السلطات الاسرائيلية منعت الفنانة من الحضور شخصياً إلا أن أعمالها حاضرة وتؤكد غنى المشهد الفني".
بعدها تحدث القنصل الفرنسي العام في القدس السيد هيرفيه ماغرو حول أهمية هذا المعرض الاتي من غزة والذي سهل قدومه وجود المركز الثقافي الفرنسي في غزة الذي يسعى دائماً الى دعم المواهب الفلسطينية الشابة، وأكد: "على التزام فرنسا بالتعاون الثقافي مع فلسطين، وعلى أهمية بقاء فرنسا حاضرة ونشطة في جميع المناطق الفلسطينية".
وختم الكلمات السيد اسكندر كندو رئيس جمعية الثقافة الفرنسية في بيت لحم والذي أثنى على: "استقبال كلية دار الكلمة الجامعية بهدا الحدث الثقافي الفلسطيني الفرنسي والذي يسهل التعارف على الشعوب عن طريق الفنون". وفي نهاية الحفل قام الحاضرون بزيارة المعرض فيما أحيت فرقة بيريك بيدرو أمسية عيد الموسيقى.
ومن الجدير بالذكر أن معرض "مائة عام من العزلة" تم عرضه في القدس، نابلس، رام الله، الخليل ويعرض حالياً في بيت لحم في كلية دار الكلمة الجامعية، وعن قصة المعرض فإنه :"قررت الفنانة التشكيلية نداء بدوان الاحتجاح على الوضع في غزّة بطريقتها الخاصة، حيث قامت بعزل نفسها في غرفتها لأكثر من ستّة شهور، فأصبحت هذه الغرفة عالما وواقعا بديلاً، وملاذاً يحميها من المأساة والعنف الخارجيّ، لتصوّر لنا كلّ ذلك بين أربعة جدران حيث وجدت بينها شكلأ من أشكال الحريّة الداخليّة. كما تحلم بأن تجد عملا يتيح لها التعبير عن إبداعها، وهو ما تجسّده في صورها الفوتوغرافيّة مبرزة بصورة تعاقبيّة دور الخياطة والرسم والكتابة وغيره. وعنوان المعرض مستوحى من رواية "مئة عام من العزلة" لجابرييل جارسيا ماركيز، وإذا كان المعرض تجسيدا لتجربة حياة مصوّرة فوتوغرافيّة في غزة، فإنّ الرسالة التي يحملها هي رسالة عالميّة".
وتعتبر كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم كما وتمنح درجة البكالوريوس في الفنون المعاصرة وانتاج الأفلام وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم، حيث أن خريجيها وطلبتها يشاركون باستمرار في المعارض والنشاطات والمهرجانات والمسابقات الفنية والثقافية المحلية والدولية.