دراسة للصحفي والباحث المعتقل د. أمين أبو وردة
توصلت دراسة أجريت على الأسرى الفلسطينيين بأن نسبة كبيرة منهم أجبروا بعد اعتقالهم على إعطاء المحققين الإسرائيليين اشتراكاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة تصل إلى 68% مقابل 32% قالوا عكس ذلك، جاء ذلك خلال دراسة أجراها الصحفي والباحث أمين أبو وردة داخل الأسر، حيث يقبع في سجن مجدو.
وأجريت الدراسة على عينة حجمها 50% من الأسرى في قسم 6 في سجن مجدو والبالغ عددهم 120 أسيرا خلال الفترة الواقعة بين 3- 7 أيار 2015.
ووفقا للدراسة قال أكثر من نصف الأسرى (55%) إنه تم الدخول إلى حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل المحققين خلال فترة اعتقالهم، فيما قال 45% منهم إنه لم يتم الدخول إليها.
كما بينت الدراسة أن الاحتلال صادر الأجهزة الحاسوبية والخلوية للأسرى عند اعتقالهم بنسبة تصل إلى 75% مقابل 25% لم يتم مصادرتها.
علاقة النشاط على الفيسبوك بالاعتقال
ورأى 20% فقط من الأسرى أن نشاطهم على شبكات التواصل الاجتماعي هو سبب اعتقالهم بعكس 78% قالوا عكس ذلك، فيما قال 2% أنهم لا يعرفون إن كان نشاطهم سببا في اعتقالهم، فيما أكد 85% من الأسرى أن لوائح الاتهام لم تتضمن بنودا حول نشاطهم على شبكات التواصل مقابل 15% قالوا إن لوائح الاتهام تضمنت بنودا تتعلق بذلك.
ويذكر القسم الأكبر من الأسرى (93%) أن عددا كبيرا من الأسرى تورط من خلال أشخاص وهميين مقابل 7%، ورغم ذلك أكد 90% من الأسرى أنهم سيستأنفون نشاطهم على شبكات التواصل الاجتماعي مقابل 10% فقط قالوا عكس ذلك.
ويعتقد نسبة كبيرة من الأسرى (80%) أن الشباب الفلسطيني غير حذر خلال نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي مقابل 12% تعتقد أنه يكون أحيانا غير حذر.
ويقر 100% من الأسرى أنه لا يوجد بالمطلق أمان على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما يشير 67% من الأسرى بأنه لا توجد توعية للشباب الفلسطينيين حول استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي مقابل إقرار 13% بوجود توعية، فيما رأى 20% أنه يكون هناك توعية أحيانا.
كما أظهرت الدراسة أن قرابة نصف الأسرى تتراوح أعمارهم بين 19-25 عاما وتصل نسبتهم 46.5% تليها الفئة العمرية 26-32 ونسبتها 18.5% مما يثبت أن الفئة الشابة هي الأعلى في سجون الاحتلال حيث يبلغ من هم بين 19-39 عاما قرابة 88% من الأسرى.
يتبين من نتائج الدراسة أن حملة شهادة البكالوريوس تصل نسبتهم بين الأسرى قرابة 43%، وحملة شهادة الماجستير فأعلى 4%، وحملة الدبلوم 13%، أما ممن هم من مستوى التوجيهي فأقل فتصل نسبتهم إلى 40%، أي أن نسبة 60% من الأسرى هم من حملة الشهادات من الدبلوم والبكالوريوس فأعلى.
يستدل من النتائج أن 57% من الأسرى هم من العازبين مقابل 43% من المتزوجين، وهذا أمر طبيعي كون الشريحة الأكبر من الأسرى هي من الشباب وصغار السن.
كما أن النسبة الأكبر من المعتقلين حسب الدراسة موقوف بنسبة تصل إلى 77%، فيما نسبة المحكومين تصل إلى 10%، والإداريين 13%. ويعزو الباحث سبب ارتفاع نسبة الموقوفين إلى أن مصلحة السجون كانت سببا بنقل المحكومين إلى سجن النقب أو سجون أخرى وتبقى الأسرى المحكومون المنقولون أصلا كعقاب.
استخدامات الأسرى للفيسبوك
يستدل أن جميع الأسرى (أفراد العينة) يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، مما يؤكد انتشارها بين جميع الشرائح في المجتمع الفلسطيني، وقد تبين أن 99% من الأسرى لديهم اشتراك على الفيسبوك مقابل 2% قالوا إنه لا يوجد لديهم.
وأظهرت النتائج أن عدد مستخدمي موقع توتير قليل ونسبتهم تصل إلى 27% مقابل 73% لا يوجد لديهم اشتراك على هذا الموقع.
وفيما يخص الساعات التي يقضيها الأسير على شبكات التواصل الاجتماعي فإن 31.5 % يقضون ساعتين وبنسبة مشابهة يقضون أربع ساعات، أما ممن يقضي ساعة فأقل فنسبتهم 27%، أما ممن يقضون أكثر من ذلك فنسبتهم 10%.
وعن أكثر استخدامات الأسرى لشبكات التواصل الاجتماعي فإنها تتركز على الجوانب السياسية بنسبة 52%، يليها الجوانب الاقتصادية بنسبة 40%، أما النواحي الاجتماعية والدينية فإنها متساوية النسبة وهي 19.5%، وغير ذلك 2%، حيث أشار الباحث إلى أنه من الطبيعي أن يكون الاهتمام الأكبر للأسرى منصب على الشأن السياسي.
وتبين أن النصوص كانت أكثر منشورات الأسرى على شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة تصل إلى 51%، يليها الصور بنسبة 32.5%، أما الفيديو فنسبته 10.5%، والباقي أشكال أخرى.
يقول 82% من الأسرى إن أصدقاءهم على شبكات التواصل الاجتماعي من غير الحزب الذي ينتمون إليه، أما نسبة الذين يقتصر أصدقاؤهم على نفس الحزب فهي 18%، مما يدل على الانفتاح وتقبل الآخر بالرغم من الاختلاف السياسي.
ويرى 82% من الأسرى أن شبكات التواصل الاجتماعي تخدم قضية الأسرى مقابل 10% يرون عكس ذلك، فيما يرى أكثر من 8% من الأسرى أنها تخدم قضية الأسرى قليلا.
واعتبر قرابة نصف الأسرى (44%) أنهم يحصلون على الأخبار من شبكات التواصل الاجتماعي، فيما حصلت المواقع الالكترونية والتلفاز على المرتبة الثانية بنسبة متساوية (27.5 %)، أما الإذاعة فحصلت على نسبة 1%، ولم تحظ الصحف على أي نسبة.
أما اللغة التي يستخدمها الأسرى على شبكات التواصل الاجتماعي فهي اللغة العربية بنسبة 84% مقابل 13% يستخدمون اللغة الانجليزية والبقية يستخدمون لغات أخرى.
واعتبر القسم الأكبر من الأسرى (82.5%) أنهم يستخدمون اسمهم الصريح على شبكات التواصل الاجتماعي مقابل 17.5% قالوا إنهم يستخدمون أسماء وألقابا مستعارة.
ويقر نصف الأسرى تقريبا (51.5%) أن الشباب الفلسطيني يستخدمون بشكل قليل شبكات التواصل الاجتماعي بشكل ايجابي مقابل 27% قالوا بأنهم لا يستخدمونه بشكل إيجابي، بينما 21,5 قالوا بأنهم يستخدمونه بشكل ايجابي.
وقال 77% من الأسرى إنهم لا يرون أنفسهم مدمنين على الانترنت مقابل 23% أكدوا أنهم يصفون أنفسهم بأنهم مدمنون على الانترنت.
وينفي القسم الأكبر من الأسرى (75%) أن يكون استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي قد أثر سلبا على واجباتهم الدينية والاجتماعية مقابل 8.5% قالوا إنها أثرت سلبا، وأقر 16.5% أنها أثرت سلبا أحيانا.
ويقول 63% من الأسرى أن استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي اشبع حاجاتهم الوطنية مقابل 37% قالوا عكس ذلك.
أما أكثر اهتمامات الأسرى على شبكات التواصل الاجتماعي فكانت على نطاق محلي بنسبة 41%، ثم النطاق الدولي بنسبة 21%، أما النطاقين العربي والإسلامي كانت بنسبة متساوية وهي 19.5 لكل واحد منهما.
ويشجع القسم الأعظم من الأسرى (88%) أصدقاءهم على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مقابل 12% لا يشجعوهم.
وتبين النتائج أن 42% من الأسرى كانوا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي من اللابتوب مقابل 35.5% من الهاتف الخلوي و19% من الحاسوب الثابت و3.5% من الجهاز اللوحي "أيباد".
ويقر 70% من الأسرى أن شبكات التواصل الاجتماعي عمقت الانقسام السياسي الفلسطيني مقابل 17% قالوا إنها لم تعمق الانقسام و13% قالوا غنها أحيانا عمقت الانقسام السياسي، ورغم ذلك رأى 83%من الأسرى أن شبكات التواصل الاجتماعي نقلت معاناة الشعب الفلسطيني للخارج مقابل 10% قالوا إنها أحيانا نقلت معاناته و5% قالوا إنها لم تقم بذلك.
توصيات الدراسة
وفي نهاية الدراسة اوصى الباحث بأهمية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وتوظيفها بشكل ايجابي بالقضايا الوطنية ومنها قضية الأسرى ونقل معاناتهم للخارج، كما اوصى بالحذر واليقظة أثناء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالتوعية الأمنية خلال استخدامها وعدم التورط مع خلايا وهمية على الانترنت.
وأكد الباحث على أهمية استخدام الفيديو في المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي وعدم الاقتصار على النصوص والصور، وأيضا الاهتمام بالقضايا العربية والإسلامية أسوة بالقضايا المحلية والدولية.
ودعا الباحث مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى الابتعاد عن استخدامها لتعزيز الانقسام السياسي الفلسطيني، بل استخدامها للدعوة للوحدة الوطنية وتحقيقها، كما أوصى بأهمية التوجه لاستخدام توتير وباقي الشبكات المفيدة وعدم الاقتصار على الفيسبوك.
يذكر أن الدراسة أجريت ما بين 3-7 أيار 2015 في قسم 6 في سجن مجدو، حيث يقبع فيه 120 معتقلا بينهم 15 معتقلا إداريا، والمعتقلون موزعون على جميع مناطق الضفة الغربية بشمالها وجنوبها ووسطها.
ولم يتمكن الباحث من الوصول لباقي الأقسام لتنفيذ الدراسة كاملة وتنفيذ الاستبانة بسبب رفض إدارة السجن للتنقل، ونظرا لصعوبة التواصل مع باقي الأقسام إلا أنه يمكن القول بإمكانية تعميم الدراسة على باقي الأقسام لتشابه الظروف والأعمار والمناطق.