أصداء- تقرير: نجوى عدنان
بيدٍ واحدةٍ ينقذ حياته، وبالأخرى يحمل عصا الهوس "السيلفي"، في أي مكان مرتفع يتسلق ليلتقط أجمل الصور، هذا شغفه بالحياة وحب المغامرة بروحه تعلو فيفعل ذلك رغم خطورته.
علي حمدان العكه شاب من مدينة نابلس (23عاما) يقوم بتسلق الأماكن المرتفعة لتصوير صور السيلفي في جميع أنحاء الوطن، وعمل فيديوهات ونشرها على اليوتيوب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لتحصل على دهشة المواطنين وإعجابهم بجرأة قلبه.
بداية الفكرة
يقول العكه بطريقة الصدفة أنا وصديقي بينما كنا ننظر إلى صور العديد من الأشخاص المشهورين الذين يقومون بتصوير السيلفي بمناطق مرتفعة، وبدأ النقاش بيننا والجدال أذا كان بوسعي تصوير نفسي بهذه المناطق.
وأضاف: "تراهنا على فعل ذلك، واتفقنا على يوم نذهب به إلى برج رفيديا المكون من 21 طابقا، لالتقط لنفسي صورة سلفي وفعلت ذلك فعلا، وقمت بتنزيلها على صفحتي الشخصية على الفيسبوك والانستغرام وكانت ردة فعل أصدقائي والناس والإعلام مذهلة، حيث قاموا بمشاركة الصورة للعديد من المواقع، ومن هنا شغف الشهرة والحلم تطاير في مخيلتي لأقوم بمعاودة التقاط صور بمناطق مختلفة من الوطن وتزويدها بالملف الشخصي لانجازاتي".
ما بين التشجيع واليأس
يتحدث صديق العكة محمد جاد الله من قضاء مدينة نابلس، عندما نظرت إلي أعين صديقي والفرحة المغمور بها بما يفعل بدأت بتشجيعه على ذلك، وأنه لا يختلف عمن يغامرون خارج الوطن.
ولكن الأمر يتغير ويتبدل والجو الأمل والسعادة عندما يتعلق بخوف الأم على ابنها، وتقول والدة علي العكة "خوفي على ولدي دفعني إلى الوقوف في وجه حب التجربة فأنا أم ومن حقي الخوف، فإذا لا سمح الله حدث له مكروه ووقع ماذا سيفيدني العالم اجمع من بعده؟
مرض أم هواية؟
تحدثنا أميرة صبري سمارة طالبه بالجامعة أن السيلفي مرض جميل، وتضيف: "التقط باليوم الواحد 57 صورة، وألاحظ عندما أكون بمكان عام ويقوم شخص بالتقاط صورة سيلفي الجميع يبدأ بفعل ذلك حتى أنا، ولدي صديقة لا أقارن بجانبها بكثرة الصور، نقوم بتصوير أول صورة وإذا كانت جميله نعاود الالتقاط بنفس الوقت بزواية مختلفة ونكون سعيدتان بذلك جدا.
ولا يقتصر هوس السيلفي على الجيل الشاب بل يمتد ليؤثر على الأطفال، فتقول نجوى سالم البالغة من العمر 12 عاما إنه "أمر ممتع وجميل وأقوم دائما بتصوير نفسي آو مع صديقاتي".
أما من ناحية نفسية يقول الطبيب النفسي زياد العرندي: "تعكس هذه الصور الحالة النفسية لصاحبها، فهي تظهر الفرح والسرور الموجودة,،وأحيانا أخرى تخفي المشاعر الحقيقية للشخص فيظهر أنه سعيد ومستمتع في تلك اللحظة بينما يخفي داخل نفسه الحزن أو الغضب".
ويضيف أن أسباب نشر هذه الصور تختلف من شخص لآخر بحسب الحالة النفسية لصاحبها، فهناك قسم ينشرها للمتعة والتباهي وهذه الفئة تنتظر الاستحسان من الآخرين، وهناك قسم آخر ينشرها بهدف العتاب لغيره لتغيبه عن تلك الجلسة، وآخرون ينشرونها بدافع الغيرة من غيرهم.
ولم يغفل الدكتور العرندي عن سلبيات هذه الظاهرة قائلا: "قد تؤدي هذه الظاهرة إلى ولع وهوس شديد، وتستحوذ على التفكير والاهتمام الذي يكون على حساب مواضيع أكثر أهمية بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بالتقاط الصور بشكل يومي.
ويكمل: "هناك بعض الحالات أصبحت مرتبطة بالإدمان والإحساس القهري اليومي في عرض الصور وعدم قدرته على التوقف عن ذلك، وإذا ما توقف عن ذلك يشعر بالضيق والملل مما ينعكس على سلوكياته فيمتنع فترة ويعود إلى ممارسة هذه العادة فترة أخرى".
وبينت دراسة أمريكية أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي أن ظاهرة التصوير الذاتي المعروفة بـ "Selfie" كشفت أن انتشار هذه الظاهرة يعد مؤشرا على الإصابة باضطراب عقلي لدى من يمارسها.