الرئيسية / مقالات
حرقوا رضيعنا وأباه وشتموا نبينا
تاريخ النشر: الأحد 09/08/2015 09:56
حرقوا رضيعنا وأباه وشتموا نبينا
حرقوا رضيعنا وأباه وشتموا نبينا

 بقلم خالد معالي

أوجعت قلب كل حر وشريف في العالم اجمع؛ وليس الفلسطينيين أو المسلمين فقط ؛ جريمة حرق واستشهاد الطفل الرضيع الشهيد علي دوابشة ولحاق والده به؛ من قرية دوما بفلسطين المحتلة؛ كون المشاعر الإنسانية جامعة، وهي واحدة بين كل البشر حتى لو اختلفت ثقافتهم وعقائدهم.

يحزن الإنسان العادي والسوي لمجرد سماعه خبر عادي في شيء من الظلم ولو القليل؛ فكيف عندما يكون ما حصل ليس بالأمر العادي؛ وفوق تحمل قدرة البشر على الوصف لبشاعته؛ وهو حرق طفل رضيع ووالده واستشهادهم؛ في تزامن مكرر مع شتم نبينا من قبل المستوطنين وفي المسجد الأقصى المبارك وباحاته ومداخله وطرقة؛ متحدين امة المليار ونصف من المسلمين وكأنهم غير موجودين وليس لهم  وزن أو اعتبار .

تصعيد المستوطنين ليس بريء منه "نتنياهو"؛ فقد صعد  في هذه الأيام؛ من هجومه على الشعب الفلسطيني بسماحه للمستوطنين ليشعلوا الضفة؛ وغض الطرف عن جرائمهم، وراح يمكر؛ بالادعاء أن ما حصل هو مستنكر ومدان.

وصل الأمر بمستوطنين مستجلبين من أقاصي وفيافي الأرض؛ بان يحرقوا عائلات مسلمة بأكلمتها، ويمسوا بقدسية  المسلمين  ومن داخل المسجد الأقصى؛ جهاز انهارا في استخفاف واضح لمشاعر وعقائد الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

لنفترض لو أن المقاومة الفلسطينية هي من أحرقت طفل ووالده وأمه وشقيقه من المستوطنين ولو بالخطأ؛ كون المقاومة الفلسطينية تمنعها أخلاقها ودينها من قتل الأبرياء وخاصة من الأطفال والنساء والشيوخ؛ ترى كيف سيكون رد "نتنياهو"؟! أقلها سيقوم بحرب عدوانية جديدة وطاحنة؛ يروح فيها آلاف الأطفال والنساء الفلسطينيين كما جرى في الحرب العدوانية على غزة الصيف الماضي خلال حرب العصف المأكول.

"نتنياهو" ماكر؛ لكن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله؛ وهو يسعى لحرب دينية طاحنة عبر سياساته الرعناء التي لا تقوم إلا على المزيد من سفك الدماء؛ وهي لغة القوة؛والقوة فقط؛ وهو أصلا ما كان له أن يقوم بما يقوم به من عدوان على شعب مسالم جهارا نهارا؛ لولا غروره بقوته الظالمة.

لا يريد أهالي قرية دوما مسقط رأس الشهيد الطفل ووالده؛ سماع المزيد الخطابات والتصريحات ومن الاستنكارات والشجب؛ فقد أصابهم الملل لتكرارها؛  وما عادوا يطيقونها؛  بل يريدون حراك حقيقي وسريع للرد على جريمة فاقت كل ما عرف تاريخ البشرية من وحشية.

برغم وحشية الجريمة في قرية دوما وبشاعتها؛ وتدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى؛ وشتم رسولنا الكريم؛ لم يحدث حراك يوازي الحدث الجلل؛ ولم نرى مظاهرات تعم العالم الإسلامي الواسع.

على كل إنسان؛ مهما كان لونه وجنسه؛ وكل من يدعي الإنسانية؛ أن يقدم شيئًا ولو بسيطا لوقف ما يتعرض له أطفال ونساء فلسطين من قتل وحرق بالنار، وتهجير وطرد، ولا يكون ذلك بالشجب والاستنكار الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017