تقرير: إيمان فقها
تصوير اسراء ملالحة
عاملِ الآخرين بطريقةٍ يحبّ أن يعاملوك بها، ابتسم للآخرين كما تحبّ أن يبتسموا لك، امدح الآخرين كما تحبّ أن يقوموا بمدحك، انصت لهم كما تحبّ أن ينصتوا لك، ساعدهم كما تحبّ أن يساعدوك، ستصلُ لأقصى غاياتِ النجاح، ستكون في طريق السعاة اللانهائية، وتذكرّ.. عِش كلّ لحظة كأنها آخر لحظةٍ بحياتك، بالأملِ، بالإيمان، بالحياة، بالإصرار، والتفاؤل، عباراتٌ تناولها الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه لتجسدها كلماتٌ خرجت من أنفاسٍ عطرةٍ في ندوةٍ تخللت جامعةَ النجاح اليوم.
حيث ترنمت قاعة المؤتمرات في المعهد الكوري لتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية بندوةٍ نظمتها الكتلة الإسلاميةُ تحت عنوان (قم وغير حياتك)، ليُبدع المشرفون عليها، صوتاً، إلقاءً، وحضوراً، ليبتهجَ المشاركون بها فرحاً، ويخرجَ الجميع منها بدعواتٍ صادقةٍ لحناجرَ من رزقهمُ الله نسماتٍ ملائكيةٍ.
"من دواعي سرورنا أن نقدمَ ما تطلبون وتفضلون، ولهذا قمنا بعقدِ هذه الندوة الهادفة، والتي ستؤثر بكم بإذن الله تعالى" هذا ما افتتح به الطالبُ صلاح دويكات حديثه.ليعطرّ من بعده تلاوةٌ من آيات الله الكريم.
بقافٍ وميم، بثوبٍ مزخرفٍ بأنامل فلسطينية، بقامةٍ منحها الله سحراً وثّاباً، بوجهٍ عُطّر فمهُ بكلماتِ شهدٍ، تألقت الطالبة في سنتها الثالثة من كلية القانون ربى الشلة حضوراً، وإبداعاً.
حيث تقول ربى الشلة "التغييرُ يأتي عبرَ عدة خطوات، وهذه الخطواتُ اعتمدتها في موضوعِ الندوة، وكيف باستطاعتنا تنظيم الوقت بأمور هادفة لنحققَ مرادنا ".
"من منّا لا يودّ أن يكون الأفضل، من منّا لا يودّ أن يتقدم مما هو عليه الآن، من يريد أن يكون أقلنا تحصيلاً دراسياً، الإجابةُ لن تكون من أحد بنعم، جميعنا يطمح أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، وهذا يدفعه لنية التغير " تتابع الشلة.
كان هناك رجل ثري، هذا الرجل ذهب للسوق ليشتري، رأى فيلاً أعجبه فقرر شراءه، ثمّ نقل هذا الفيل من السوق لقصره، وقام رجال القصر بربط الفيل بكرةٍ حديدية حتى لا يستطيع الحركة.
سمّى الرجل هذا الفيل نيلسون، كان يحاول يومياً تحرير نفسه نفسه من هذا القيد، لا يكلّ أبداً، إلى أن جاء اليوم الذي أقنع نفسه به أنه لا يستطيع التحريك مطلقاً.
ذات ليلة قام رجالُ هذا الرجل الثري بتبديلِ الكرة الحديدية إلى خشبية، استيقظ نيلسون لكنّه لم يقم بتحريك الكرة، فقد برمج نفسه أنّه لا يستطيع، لم يدرك ويعرف أن الظروف قد تغيرت.
" أتمنى أن نخرج من هذه الندوة طاردين الملفات السلبيةِ من الذاكرة، جميعنا لا يريد أن يحتفظ بملف اللاقدرة، الضعف، اليأس لنقضي عليها ، لنستبدلها بملفات الثقة بالله..غيرّ، بدّل".تضيف الشلة.
التغيير محفوف بخطواتٍ، أهمها رسمُ العمر بالوقت، لنقضيَ الوقت بأمور تعود علينا بالفائدة، ولنترك سفاسف الأمور تبتعد عنا أمتاراً وأمتار.
من جهة أخرى تم عرض فيديو يبين كيفية تنظيم الوقت، من محتواه " علّم على الحاجات اللي مالهاش لازم، خليك صادق مع نفسك، قضيت ساعة على الفيسبوك، احسب كلّ وقت ضائع، خد بالك عمرك بضيع".
ثم طلبت الطالبة ربى الشلة من الحضور إخراج قلم وورقة لتطرح عليهم أربعه أسئلة، من بعدها وضعت تقييماً يبين لهم أهمية تنظيم الوقت في طريق التغيير.
" لنتابع الطريق، الإرادة محفوفةٌ بالثقة بالنفس، يذكر أنّه في برنامج عمّار الأرض الشيخ أحمد ياسين-رحمه الله- كان له حلقة كاملة عن الإرادة، كان شابّاً صغيراً يلعب كرة القدم، ووقع بطريقةٍ أصابته بشلل، لم ييأس و أثبت أنه أفضل أستاذ، كان لديه إرادة". تقول الشلة.
ثم أضافت ربى قصةً تألقت بها قائلة" هذا أرنوب، اشترى قميصاً ليذهب به إلى الجامعة، فهو يرى المظهر الخارجي في حياته كلّ شي، لديه سيّارة، قام بتشغيلها مرة لم تتحرك، ومرة أخرى لم تتحرك، قلت نسبةُ ثقته بنفسه".
أرنوب تأخر عن محاضرته، عندما وصل رحب به مدرسه أمام الجميع قائلا "لقد حصل على أعلى علامة"، ثقة أرنوب عادت تعلو من جديد، أنت من تقرر أن تكون اليوم سعيداً.
و اختتمت ربى ندوتها قائلةً "التغيير يبدأ بك، بتنظيمك لوقتك، بإرادتك، وصلابتك، بالتكيف مع أي طارئ عليك، يجب أن يكون لديك خطة مرنة قابلة للتغيير، النجاحُ محفوف برضى الوالدين، وأيضاً خدمة المحيطين بك ".
تقول الطالبة في كلية القانون أصالة النوباني " خرجت من الندوة بطريقة أنظم بها وقتي، كلّ شي في حياتنا يجب أن ينظم ونعطيه حقه".
و في نهاية الندوة تمّ السحب على جوائزَ قدمتها الكتلة الإسلامية، وعرض مسابقة ثقافية.