الرئيسية / مقالات
لعنة فقدان اللغة المشتركة وامكانية التواصل !!
تاريخ النشر: الأحد 11/10/2015 14:17
لعنة فقدان اللغة المشتركة وامكانية التواصل !!
لعنة فقدان اللغة المشتركة وامكانية التواصل !!

  

 بقلم سامر عبده عقروق

 يمكن ان  تتلخص مصيبة اي شعب من الشعوب، أيا كان موقعة الجغرافي، في الدول المتقدمة أو المتطورة أو النامية، هذه المصيبة هي فقدان اللغة المشتركة ولغة التواصل والاتصال بين ألاجزاء المكونة لهرم هذا الشعب، المسؤولين والمسحوقين، أو بمعنى أخر فقدان اللغة المشتركة بين طبقات وفئات الشعب المختلفة، أضف الى ذلك الاختلاف الكلي في التشخيص للوضع الذي يعيشه انسان هذا الشعب وتناقض المصالح والأهداف، وشعبنا الفلسطيني، وبكل بساطة يعاني من هذه الأزمة، أزمة فقدان اللغة المشتركة وأنعدام او فقدان شيه كلي للغة التواصل، هذا هو التشخيص الفعلي لحال شعبنا الفلسطيني في علاقتة ما قيادتة في مستوياتها المختلفة.

ان واقع ما يجري هذه الايام، ومن 10 أيام، في البلد، فلسطين التاريخية نظرا لأصرار الانسان الفلسطيني في فلسطين الداخل أن يعلن عن هويتة بقوة وبدون أدنى شك في فلسطينيتة وهويته، قالها اهلنا في الناصرة وسخنين، في عكا وطبريا، في كفر كنا وكفر مندا وغيرها، قالو بالفعل والعمل ان 68 سنة الماضية لم تنسينا من نحن، ولم تحرك عشقنا للزيتون ولألوان رايتنا العملاقة، فلسطين .

ان الفجوة في الموقف بين السياسة والشعب هو تعبير فعلي ومنطقي لهذه الحالة، قيادتنا السياسية، بمختلف اطيافها مصره اصرار ما بعده اصرار على النضال السلمي، وبكافة اشكاله، وهذا ما ورد، في كثير من المناسبات في تصريحات  السيد الرئيس ومستشاريه، الذي يسئ الكثير منهم في اللغة التي يستخدمها للرئيس نفسه وللانسان والتاريخ والنضال الفلسطيني، وأخر هذه التصريحات ما ورد على لسان رئيس الوزراء بعد اجتماع الوزارة يوم الخميس 8/10/ 2015 وأوردته وكالات الانباء، كان هذا التصريح في ظل ارتفاع وتيرة العدوان من المستوطنين على مرابطاتنا وحرائر الشعب الفلسطيني  في القدس، وفي ظل اعدام عائلة دوابشة واستشهاد واعدام الشبان في القدس والخليل  بدم بارد.

ولعل المثير في الأمر أن تصريح رئيس الوزراء الذي يدعم به كافة وسائل المقاومة السلمية، والسملية فقط وبكافة اشكال النضال والمقاومة السلمية، أعقب او أطلق، بعد تصريح قام به المدعو نير بركات طلب به من كل المستوطنين في القدس حمل أسلحتهم واطلاق النار على كل من يساورهم الشك به، وأعقبته التصريحات الوقحة لرئيس وزراء دولة الاحتلال ووزير حرب دولتة، هؤلاء طالبو مستوطنيهم بحمل السلاح واطلاق النار على كل من يشكون به، وهذا ما حصل مع اسراء العابد في العفولة، وغيرها الكثير، المفارقة في هذه التصريحات ما بين ما قاله رئيس وزرائنا وما قاله زعماء دولة الاحتلال ، مفاؤقة لا يستطيع احد ان يلم شملها بمفهوم واضح حتى يستوعبه الشارع .

لماذا علينا نحن الضحايا المستهلكين بكل مواصفات الحياة أن نلتزم بالمقاومة السلمية، وبكافة أشكالها، اما هم المحتلين فلهم مقاومة سلمية من نوع اخر، وهي مقاومة تتيح لهم أن يتمترسوا خلف اسلحتهم الشخصية من نوع ام 16، ومسيلات دموع وقنابل سامة ومصفحات وطائرات تقصف وتقتل الاطفال والنساء الحوامل كما حصل في غزة بالأمس، وعتاد ومعدات تستخدم لتصفيتنا وقتلنا، بالمناسبة هذه كلها مدفوعة من ضرائب الانسان الامريكي الذي يعرف وعن وعي أنها تستخدم في قتل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء حوامل، وتستخدم لممارسة الانتهاكات والحريات الدينية، والأسوأ انها تستخدم من اجل تطبيق التمييز العنصري الفاشي ضد الانسان الفلسطيني.

يا من تتمترسون خلف الكراسي وتعشقونها، لقد ارسل لكم الشعب الفلسطيني، على مختلف اماكن تواجدة، رساله واضحة، رساله مفادها، أن لسانكم بعيد جدا عن  لساننا ووجعنا، وأن الفجوة بيننا وبينكم فجوة عملاقة، وأننا نعاني بسببكم من لعنة فقدان القدرة على التواصل بيننا وبينكم، أنتم لا تتحدثون عن وجعنا بل تلهثون للحفاظ على المكتسبات، وبناء الفلل والعمارات ، ولأستفادة غير المشروعة من مواقعكم ومناصبكم، والصراع على من يحكم البلد، هل هي مؤسسات السلطة غير الموجودة؟ ام مؤسسات المجتمع المدني التي يحاول البعض منها ترميم ما يحصل من أخطاء، والكشف للشعب كيف أنه يتم أستغلال وأستخدام الكراسي لتحقيق أغراض تنظيمية، وعائلية وشخصية وفئوية وغيرها.

ان من الرائع أن يأتي الرد من الناس بالشارع، وأن يأتي واضحا وجليا ومن كل الأطياف والفئات، لا يوجد بيننا لغة مشتركة ، لسنا موافقين على اللهاث وراء المفاوضات المذله، المطلوب منكم يا قيادات، يا اصحاب السيارات والأرصدة البنكية أن تسخرو طاقاتكم وجهودكم وفرق عملكم لوضع استراتيجية عمل تعيدكم الى الشارع، الى الشعب، وأن تصرحوا في مؤتمراتكم الصحفية عن أوجاع ومعاناة الشعب وايجاد الحلول لها، وليس ما يفرضة علينا فلان وعلان من سياسة الدول التي تمارس بحقنا ما يسمى الجيناسايد، او الابادة الجامعية، لقد جاء الرد ليقول بوضوح أن رهان الاستعمار الثقافي والفكري بلأضافة للعسكري والاقتصادي قد سقط سقوطا مدويا على ايدي الشباب ممن يشكلون ثمرة وشمعة ونور المستقبل

مطلوب منكم ان تعلنوا عن انفضاض الشراكة ودفن وموت العقود الموقعة، اوسلو ماتت في العام 1994 لانها ولدت نافقة وميتة، باريس ميته ونافقة لانها ولدت كذلك، عليكم ان تعلنوا ذلك بصراحة وقوة، وتخلوا عن كل ما له علاقة بهذه الاتفاقيات المشؤومة.

مصالحنا كشعب يعاني من الكثير من الألم والحزن والوجع ، بأشكالة المختلفة ، ان تعملو على ردم  وسد الفجوة التي تفصلكم عنا ، وتبعدكم عنا ، وأن نعمل معا من اجل ازالة ووقف لعنة غياب اللغة المشتركة بيننا.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017