بقلم الصحفي عميد دويكات
شهدت الأيام القليلة الماضية، ومع بدء الهبة الجارية حالياً في أنحاء الضفة، حالة من التخبط الإعلامي الشديد الذي لم يعهده الإعلام الفلسطيني ربما منذ نشأته، والذي نتج عنه حالة إرباك في نقل الأخبار للجمهور تسببت بحاله من الخوف والفوضى في كافة أنحاء الضفة الغربية.
نشر أخبار مغلوطة ثم الاعتذار عن النشر لعدم الدقة، وتبني روايات إسرائيلية والاعتماد على الإعلام العبري وتناقل أخبار مغلوطة مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي سواء محلية فلسطينية أو عبرية موجهة.. هي جزء من مظاهر الفوضى التي سيطرت على الحالة الإعلامية الفلسطينية.
التسابق في نقل الأخبار ربما يكون هو السبب الرئيسي وراء حالة الإرباك الحاصلة، إذ ورغم أن وسائل الإعلام بمختلف مجالاتها عملت بأعلى طاقاتها لإيصال المعلومة للمواطن، إلا أنها أعطت الجهد الأكبر لتصحيح أخطاء ناتجة عن نقل أخبار من مصادر غير موثوقة.
ما يحتاجه المواطن هو مصدر يثق به ويعطيه الأخبار الصحيحة دون زيادة آو نقصان. ينقله إلى قلب الحدث ليعيش معه ويعطيه المعلومة الدقيقة وإن تأخرت للحظات. المواطن لا يريد إعلاماً ينقله إلى حالة من الرعب والتهويل ولا يريد إعلاماً متسرعاً يتراجع عن أخباره أكثر من مرة في سعيه لسبق صحفي.
على الجميع إعادة حساباته مره أخرى: وسائل الإعلام يتوجب عليها إعادة النظر في مصادر أخبارها وكيفية انتقائها وكيفيه نقلها إلى من منحها ثقته، كما يتوجب على المواطن إعادة النظر في الجهات التي يعتمد عليها في تلقي الأخبار والاعتماد على جهات تعمل في الإعلام الحقيقي ولها مرجعيات إعلامية واضحة تحت مسميات حقيقة وليست مسميات مجهولة كما هو عالم مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي.
الإعلام العبري ليس مصدر ثقة للأخبار، لأننا نعلم جميعا الهدف من وراء نشر الأخبار برواية الاحتلال. ومواقع التواصل ليست أيضا مصدر ثقة للأخبار، كما أن انتشار سياسة النسخ واللصق لا تعطي مصداقية لأي خبر.
جميعنا سجلت لنا أخطاء وإن كانت بنسب متفاوتة. من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، ولكن الفكرة الرئيسية تبقى في التعلم من الخطأ وتصحيحه وعدم تكراره وأخذ الدروس والعبر منه.
عميد دويكات- كاتب وصحفي من نابلس