mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikkeفي حضرة الشهداء يخجل القلم و و يتلعثم الكلام و تستحي المشاعر ...في عنفوان البطولة و التضحية و الفداء يفرض الحوار و التفكير داخل جدار العقل ..اما الفعل و التوجه فيبقى مع المد الثوري و الوطني ..ابناء فلسطين كعادتهم ..لم يخيبوا الظن و لم يشمتوا الاعداء ...لم يعدوا الحسابات و لم تقيدهم الاعتبارات و مؤشرات الاحباط و صعدوا السلم بارجل قوية ثابتة لا تهتز و لا تنزلق بل تصعد بثقة و همة و النظر الى السماء و الرأس مرفوع .. و العيون لا تتهاوى الى الاسفل . ">
بقلم سامر عنبتاوي
في حضرة الشهداء يخجل القلم و و يتلعثم الكلام و تستحي المشاعر ...في عنفوان البطولة و التضحية و الفداء يفرض الحوار و التفكير داخل جدار العقل ..اما الفعل و التوجه فيبقى مع المد الثوري و الوطني ..ابناء فلسطين كعادتهم ..لم يخيبوا الظن و لم يشمتوا الاعداء ...لم يعدوا الحسابات و لم تقيدهم الاعتبارات و مؤشرات الاحباط و صعدوا السلم بارجل قوية ثابتة لا تهتز و لا تنزلق بل تصعد بثقة و همة و النظر الى السماء و الرأس مرفوع .. و العيون لا تتهاوى الى الاسفل .
مهما كان النقاش ..اهي انتفاضة ..هبة شعبية ...مجرد حالة مؤقتة ...المهم انها حالة شعبية جماهيرية ارست قواعد جديدة لم تكن موجودة ..اثبتت ان الشعب الفلسطيني صامد لا يعدم الوسائل ..و ان جيل الشباب و الصبايا ...زهرات فلسطين لم يطوعوا و لم يستسلموا ..بل اطلقوا العنان لارادتهم و اصرارهم على القول : اما العيش بحرية ...او الموت بشرف ..و عزتنا و كرامتنا هي من عزة و كرامة و اصالة هذه الارض الطيبة ...ارض فلسطين .
هذا الحراك الفتي بعمره القصير ..انجز امران هامان في اول ايامه ..لقد حقق تغييرا واضحا في العلاقة مع المحتل و مشاريعه :
الامر الاول : لقد ثبت للاحتلال و باعلى تعبير ان الاعتداءات على الاقصى المبارك و اطلاق العنان للمستوطنين و محاولات التقسيم الزماني و المكاني ..اوجدت حالة من الغضب الجماهيري العارم تمثل في ارباك كافة الخطط و الممارسات الاحتلالية ما ادى الى التراجع خطوة الى الخلف – و لو مرحليا- مما اجبرهم على اتخاذ القرار بمنع وزراء حكومتهم و اعضاء الكنيست من دخول الاقصى ..و كذلك التراجع في تصريحاتهم حتى وصل الامر بهم لانكار الاعداد للتقسيم المكاني و الزماني ...و هذا مؤشر بالغ الاهمية يعطي انذارا بان المقدسات خط احمر بالنسبة للشعب الفلسطيني و ان المساس به و الاعتداء على المرابطات فيه و تحطيم محتوياته سيشعل الارض تحت اقدامهم و يؤدي الى اندلاع حركة جماهيرية عارمة لا قدرة لهم على تحملها او مواجهتها .
الامر الثاني : لقد حاولت دولة الاحتلال تحويل شكل الصراع القائم الى مجرد احتراب ما بين المستوطنين و المواطنين كنزاع على الارض مما يؤدي الى اعتداءات متبادلة يتدخل فيها جيش الاحتلال مشاركا تارة ..و ( فاصلا ) للنزاع تارة اخرى ...فاتت هذه الهبه الجماهيرية لتعيد العلاقة الى طبيعتها و اصلها ...شعب محتل تمارس ضده يوميا كل اساليب القمع و القتل و اهدار الكرامة في مواجهة جيش احتلال ..فانكفأ المستوطنون او تحددت حركتهم و تم لجم التمادي في اعتداءاتهم .
ان اهم ما يميز هذا الحراك انه عفوي غير مبرمج ..لم تحبطه حالة الجوار العربي و لا الانقسام الداخلي و لا الهجمة الشرسة من الاحتلال فاتخذ القرار و انطلق ...و تميز ايضا بشراكة كبير و رائعة من نساء فلسطين الماجدات في حالة لم نشهد حجمها من قبل فانطلق الصبايا و الشباب في مشهد رائع وقف له الجميع احتراما ...كما تميز في تنوع الوسائل و الافكار و سرعة الانتشار في مختلف المواقع مما فاجأ و اربك الاحتلال ..و لا يقل عن ذلك تميزه بالشمولية ليضم ابناء الضفة بما فيها القدس و ابناء غزة و اهلنا في داخل اراضي 48 في مشهد شمل الكل الفلسطيني ...و العامل الهام هنا الذي ساهم في ذلك هو نتنياهو و حكومته المتطرفة و سياستها .
لقد قام نتنياهو بوضع اكثر من مليون و نصف فلسطيني في الداخل في مرتبة الاعداء في الحملة الانتخابية عندما اعلن صراحة عن نظرته اتجاههم و تهديده للناخب الاسرائيلي بان اصوات العرب ستفرض نتائج الانتخابات مما اثر بشكل كبير على المواطنين العرب و اظهر صراحة موقف نتنياهو و حكومته العنصرية اتجاههم ...كما ان سياسة نتنياهو بمحاولة تحطيم الارادة الفلسطينية و الهجوم على كل المحاور و اطلاق المستوطنين و زيادة وتيرة الاستيطان و عزل غزة بالكامل اوجد حالة من وحدة المعاناة لدى الجميع..لقد وحد نتنياهو الفلسطينيين بالمعاناة فتوحدوا بالمواجهة .
ان عقلية نتنياهو و نهجه اليميني لا تفهم و لا تعي حقيقة المسألة و لا تعتبر ان اجرائاتهم ضد الفلسطينين تولد المقاومة و الكراهية ..بل هو يعتبر انه يعطي للفلسطينيين اكثر مما يستحقوا و انهم مقابل ذلك يقومون بالطعن و القتل لانهم( دمويون )يكرهون بني اسرائيل و يريدون القضاء عليهم ...هذه هي العقلية و بدل محاولة معالجة جذور المشكلة و رفع حالة الظلم و انهاء اسباب الاحتقان فهو يسعى لتصعيد الاجراءات و زيادة الاعدامات الميدانية و التنكيل و فرض الحصار في القدس و وضع القوانين الصارمة معتقدا بالقدرة على انتزاع الاستسلام ..غير مستفيدا من التاريخ ...و بنفس العقلية العنصرية المتعجرفة التي لا تقر بان الشعب الفلسطيني لن يستسلم و سيظل يقاوم حتى نيل حقوقه .
ان هذه الهبة المباركة ارسلت رسائل للجميع ...للاحتلال رسالة مقاومة و صمود ..و للقيادة الفلسطينية و القوى السياسية رسالة عنوانها الوحدة ..و ان الجميع توحد في الميدان من كافة الاتجاهات و انه لم يعد مقبولا الاستمرار في الانقسام و غياب البرنامج الوطني الموحد و ان الحراك لا يجب ان يبقى عفويا و انما يجب تأسيس القيادة الوطنية الموحدة التي تقود النضال ..و ان هذا الحراك اذا ما باء بالتراجع او الفشل لا سمح الله بسبب ترهل القيادات و انقسامها فانه سيتحول الى مطالبا و ضاغطا لانجاز الوحدة و البرنامج الوطني ...كما ان هذا الحراك اطلق رصاصة الرحمة على مشروع المفاوضات المستمرة منذ اكثر من عشرين عاما الامر الذي اتى بنتائج عكسية على الشعب .
لقد اعتقد نتنياهو و حكومته انه يستطيع استغلال العوامل الثلاث من حالة الصراعات الداخلية في العالم العربي ...و انشغال العالم و بعده عن القضية الفلسطينية ...و حالة الانقسام تؤهله للانقضاض على الفلسطينيين منفذا لمشاريعه ..و لكنه اصطدم بردة فعل فاقت كل توقعاته و جعلته يعيد الحسابات ...كما ان التغيرات الاقليمية التي تمثلت بدخول روسيا الى سوريا و تراجع احادية القطب الامريكي و تراجعها لصالح الروس اربكت خططه ...و اصبح يهرب الى الامام باصرار على الاستمرار بمشاريعه بالدم و البطش و التنكيل .
ان هذه الهبة و هذا الحراك ..مهم جدا و ضروري للشعب الفلسطيني للخروج من حالة الاحباط و اليأس الذي فرضه اوسلو و تبعاته و مشروع المفاوضات و ( السلام ) ..الا انه في نفس الوقت خطير ..فدولة الاحتلال لم تعدم الوسائل و لا زالت تحاول تصوير الامر للعالم بحالة الدولة الديمقراطية في مواجهة ( الارهاب ) الفلسطيني مما يعطيها (الحق ) في نظرها في استعمال كافة الوسائل القمعية و الدموية ( لحماية النفس ) مستغلة ما يحصل في المحيط من قتل و تهجير ..فالامر خطير و يتطلب اعلى درجات الحذر و الحكمة و توحيد الطاقات و العمل بقيادة موحدة ضمن برنامج موحد يأخذ في الاعتبار اننا نواجه الاحتلال الابشع في التاريخ و الاكثر عنصرية و دموية ...و اذا كان نتنياهو و حكومته العنصرية يهربون الى الامام ...فنحن يجب ان لا نهرب الى الامام او الى الخلف ..بل نبقى في اماكننا صامدين على هذه الارض حتى النصر او الشهادة .