خالد معالي
اشتعلت موجة حنق وغضب شديدين؛ على جريمة إعدام الطفلة الفتاة الشهيدة بيان عسيلي من الخليل ذات (16ربيعا )، على أحد الحواجز اللعينة بمدينة الخليل، تلك الحواجز التي يتلذذ جنود الاحتلال بإعدام الأطفال الفلسطينيين وخطف أرواح عندها؛ لمجرد تسلية أو هواجس وشكوك لجنود الاحتلال وقتل فراغهم.
الطفلة بيان؛ أوجعت القلوب؛ فهي كانت تحلم أحلام بسيطة؛ بوطن حر دون حواجز لعينة؛ كأي طفلة وفتاة في العالم؛ إلا أنها حرمت من حلمها الجميل؛ حيث كان بانتظارها رصاصات حقد وإجرام استقرت في صدرها؛ لمجرد عبورها لحاجز وضعوه لإذلال الفلسطينيين؛ ودون أن تشكل أدنى تهديد على جنود العدو المدججين بسلاحهم؛ لتوثق صور الكاميرا لحظات إعدامها بدم بارد ودون أن يرف جفن للجنود والمجندات؛ الذي يزعم "نتنياهو" أنهم من الجيش الأكثر أخلاقية في العالم ولا يقتلون مدنيين ولا أطفالا.
من يظن انه يستطيع أن يعيد حق الشهيدة والفتاة بيان ويثأر لها بالشجب والاستنكار فهو واهم؛ وتحقيق المطلوب دون تعب وكد ولسعات فهو حالم، ومن يظن أن التعاطف يمكن له أن يقوم بالواجب فهو خاسر؛ ومن ظن يوما أن كنس الاحتلال يأتي دون ثمن كبير فهو غير دقيق والأمور ملتبسة في عقله.
الاحتلال الذي يستخف بنا وبأمة المليار ونصف مسلم؛ وراح يقتل طفلة مسالمة لا تشكل أي خطر عليه؛ وهو ما وثقته الصور الحية وشهود عيان على الحاجز لحظة إعدامها بدم بارد؛ وقبلها قاتل حاجز لعين الفتاة هديل الهشلمون وبنفس الطريقة والحجة الكاذبة؛ كما احرق المستوطنون عائلة دوابشة وهم أحياء؛ كل هذه الجرائم تعتبر جرائم حرب وضد الإنسانية لن يفلت منها "نتنياهو".
دم الشهيدة بيان وكل الشهداء لن يذهب هدرا؛ لانه بكل بساطة دم طاهر وبرئ، فشتان من يموت شهيدا مرفوع الرأس ولأجل اعدل قضية في العالم وهي حرية وطنه فلسطين؛ وبين من يموت من جنود الاحتلال ومستوطنيه الظلمة.
لولا الفعل الفلسطيني المقاوم الحالي؛ لأصبح الكل الفلسطيني في غياهب النسيان ومقهور ومكلوم والعالم صامت صمت القبور.الفلسطينيون من القدس المحتلة، أو الضفة الغربية، أو قطاع غزة، أو من فلسطينيو أل 48، أو من اللاجئين في الدول العربية؛ نجحوا خلال أسبوعين من عمليات الطعن بإيلام الاحتلال بشكل كبير؛ وأشعروه حقيقة بضرورة دفعه ثمن كبير لاحتلاله واستيطانه وان لا حل معه إلا الرحيل.
لمن يسأل عن سبب انتفاضة القدس الحالية؛ أليست القدس المحتلة يجري فيها تهويد وطرد، ونبش تحت المسجد الأقصى لهدمه وبناء الهيكل مكانه؛ واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى لتقسيمه؛ والضفة الغربية فيها جدار ومستوطنات تتمدد كالسرطان، وآلاف الأسرى والأسيرات، وجنود على الحواجز يحطون من كرامة الصغير والكبير، ومجندة بإصبعها تقرر نشاط وحركة الضفة والقدس.