بقلم سامر عبده عقروق
تلقيت اتصال هام جدا، يوم أمس، من أحد العاملين في مجال الترويج لحرية الرأي والحق في التعبير، وكذلك في مجال نشر ثقافة الحوار، خاصة تلك المموله من مؤسسات ودول ترعي بناء الديمقراطية على أصولها في كل من افغانستان، والعراق وليبيا واليمن، وغيرها، بل تمول كل الحملات الخاصة بهذه العملية في بلدنا فلسطين ايضا، وأستثني مما اكتب بعض المؤسسات التي تعمل من اجل بناء الوطن، وبالمناسبة أنا لا أتحدث عن الاموال نفسها وكيف تصرف وكيف تنفق، لأن هذا الامر له مختصين بذلك.
نود أن نشكر لكم أموالكم والدولارات واليوروهات والعملات الأخرى، ونشكر لكم الكتب والنشرات والأفلام التي يتم انتاجها وتوزيعها علينا في المدن والريف والمخيمات، وتعقد، وعقدت من اجلها عشرات الاف اللقاءات وورش العمل، ولا أنسى البوسترات والتي شيرتات وغيرها، ويتم استغلال الطلبة في مختلف الجامعات والمعاهد العليا لتعبئة استمارات حول توجهاتنا ، نحن الغلابة الفلسطينيين، نحو فهمنا واستيعابنا لمثل هذه المصطلحات، وأخطر تلك الاستمارات هي التي كانت تبحث عن معلومات عن مفاهيم التعايش السلمي وثقافة التسامح وقبول الأخر والتعايش مع الجوار وغيرها، وأكثرها قبحا نشر مفاهيم التطبيع مع دولة الاحتلال التي تصرهذه الأيام على قتل الانسان الفلسطيني على شكل جرائم مخالفة لكل المعايير الاخلاقية والقانونية والانسانية.
وللأسف فقد تبين أن الكثير من المعلومات التي تم، ويتم ، استخلاصها من هذه الدراسات وورش العمل قد وضعت بعد اعادة صياغتها واستخدام السجع والتورية والنفاق والدجل، وضعت في تقارير بعدد كبير من الصفحات والصور وأرسلت للجهات الممولة والتي بدورها نقلتها الى جهات تمارس التمييز العنصري وتغتال الحرية الجماعية والفردية في البلد وتخطط لشبابنا ، وتستغل الشباب من الفئتين بزرع السموم، وأحمد الله أن نتائج كل ما تم خلال السنوات قد فشل فشلا ذريعا والنتيجة الان ثورة الشباب الموجودة في شوارع فلسطين كلها.
وبالعودة الى الاتصال، فقد كان عتابا يحمل نوعا ما من الود حول موقفي من التطبيع والأنشطة الخاصة بهذا الموضوع، وكأني فهمت ان هذا الاتصال هو تحذير، لفت نظر، حوار مفتوح، لست اعرف ،ولكن ما اثارني ان الحوار بدء عن ما أقوله ونقله له احد العاملين في هذا المجال كذلك، تخيل بناء على ما نقل له، على لساني حول احدى الفعاليات التي ستقام في احدى مؤسسات التعليم حول ما يعتقدة كثيرون، وبأعداد كبيرة في المدينة، وممن اعرفهم، أكاديميين ومثقفين وعاملين في قطاع الأعلام وحرية الرأي وكثيرين من منتسبي الفصائل المختلفة، التي تعتبر أن هذه الفعالية، في ظل الفاشية الممارسة ضدنا من دولة الاحتلال، أن هذه الفعالية مكرسة ومسخرة لنشر ثقافة مقيته مكروهه في الشارع الفلسطيني، وهي التطبيع، وما أثار حفيظتي هو سؤالي التالي، ألا يتعتبر الاتصال بي لسؤالي عن هذا الأمر، وهو رأي وموقف شخصي، بهذه الطريقة تعديا على حرية الرأي وحقي قي التعبير عن ما أفكر به أنا وغيري، ألا يتعبر هذا الاتصال انتهاكا لحريتي الشخصية المنصوص عليها في القانون الاساسي الفلسطيني، ومناقضا لما تقدمونه من افكار وشعارات في محاضراتكم وانشطتكم، أم ان هذا هو مفهومكم الحقيقي للديمقراطية وحرية والحق بالتعبير.
تذكرت وأنا اتحدث المكالمة ما تكتبه ابنتي هبة الله على صفحتي ( قتلتنا الردة ....... أن الواحد فينا يحمل في الداخل ضده – مظفر النواب).
اشكرك صديقي على المكالمة فقد اثارتني للكتابة عن ما تعانيه المشحرة من زيف الأدعاء على ان هناك عمل من أجل الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير فيهذا البلد، والشواهد كثيرة جدا هذه الايام، وممارساتكم على الأرض وأستغلال هذه المفاهيم للأثراء والانتفاع يجعلها مجرد كذبة كبيرة !