أصداء- أميمة صالح وصفاء ديرية

 وقف المزارع أبو محمود في ظل شجرة الزيتون في أرضه المهددة من المستوطنين في قرية الناقورة شمال غرب نابلس، يجول ناظريه في المكان يلتقط أنفاسه ويحدثنا عن معاناته: "نحن في هذه المنطقة كوننا على الشارع الالتفافي قرب مستوطنة "شافي شمرون" نعاني من مضايقات المستوطنين والجيش باستمرار، فإذا وقفنا مقابل الشارع أثناء القطاف يأتي الجيش لطردنا من أرضنا، وإذا أردنا إشعال النار لإعداد الشاي على سبيل المثال يأتي الجيش أيضاً لطردنا ولا يدعنا نكمل القطاف، حتى أثناء حراثة الأرض نتعرض لمثل هذه المضايقات".

جاء ذلك خلال لقائنا به أثناء مشاركتنا في حملة "إحنا معكم" التي تنفذها الإغاثة الزراعية لمساعدة المزارعين على قطاف الزيتون في المنطقة المهددة من المستوطنين وقوات الاحتلال.

وأكمل أبو محمود حديثه عن أهمية الحملات التطوعية بالنسبة للمزارعين فهي تساعدهم على الإنجاز بوقت أسرع، وتوفر عليهم الوقت والجهد.

بدأت الإغاثة الزراعية الفلسطينية بحملتها المستمرة منذ ستة أعوام على التوالي "نحن معكم"، التي يقوم بها طاقم الإغاثة بمساعدة المزارعين على قطاف زيتونهم، تعزيزاً لصمودهم واستمرارهم خاصة في مناطق التماس مع الاستيطان، بواقع 35 يوما تطوعيا موزعة على محافظات الوطن كافة.

خلال حديثنا مع  ضرار أبو عمر مدير الإغاثة الزراعية في نابلس أكد أن حصة محافظة نابلس من الأيام التطوعية في قطف الزيتون هي أربعة أيام، بحيث تكون في المناطق التي يعاني منها المزارعين من مضايقات من جيش الاحتلال والمستوطنين، "نحن اليوم في قرية الناقورة لنقوم بمساعدة المزارعين على قطف الزيتون ضمن حملة "احنا معكم"، وقبل أيام كنا في قرية بيتا، وخلال الأيام القادمة سنذهب إلى قريتي بزاريا وقريوت".

وتم اختيار قرية الناقورة من قبل الإغاثر الزراعية لكون الشارع الالتفافي القريب مستوطنة "شافي شمرون" يمر منها، فهي من المناطق التي يعاني أصحابها باستمرار من اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، عدا عن التضييق المستمر عليهم من خلال هدم منشأتهم الزراعية.

وعن تجربته مع الإغاثة الزراعية، كان لنا حديث مع المهندس الزراعي رامي عبيه الذي أكد بأن العمل التطوعي من أولويات الإغاثة الزراعية، ففي كل عام تقوم بالحملات التطوعية لمساندة المزارعين.

ويكمل عبيه حديثه: "في العام الماضي هاجم المستوطنون المزارعين في قريوت وكنا معهم وقطفنا الزيتون معاً، أصدقاء المؤسسة والمتطوعين موجودون دائما في الحملات ومستعدون للمساعدة"، داعياً إلى الالتفاف حول المؤسسات الوطنية التي تقدم الخدمة والمساعدة للمزارعين والمواطنين للصمود على أرضهم.

وخلال جولتنا مع الإغاثة الزراعية التقينا بمجموعة من المتطوعين الأجانب في الأرض المجاورة فيها ثلاثة متطوعين سويديين مع دليلهم السياحي، يزورون فلسطين للمرة الأولى، وعن سبب قدومهم للمساعدة في قطف الزيتون قالت أنيكا إنها أدارت التعرف على فلسطين وأهلها لأن أفضل وسيلة للتعرف على الناس تكون بالعمل معهم على حد تعبيرها، "نحن نعلم أن قطف الزيتون عمل شاق، وهو بالنسبة لنا مريح للنفس، ومن الممتع أن تكون في الطبيعة".

أما كريستين فأشارت إلى أن زيارتها لفلسطين أضافت لها الكثير من المعرفة حول فلسطين والقضية الفلسطينية.

من جهته اعتبر جوستا أن هذه الزيارة مهمة جدا لهم لأنها كونت لديهم صورة واضحة وأمدتهم بالكثير من المعلومات حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفا: "إن الأمر معقد هنا أكثر مما كنا نظن، والوضع أصعب مما كنا نظن، كنا نسمع أن هناك مشكلة والآن رأينا ذلك، و الأمر مؤلم جداً بالنسبة لنا لنعرف ونرى ما يحدث في هذا الصراع, سنخبر الأصدقاء والناس في السويد ماذا رأينا".

غادرنا بعد انتهاء يوم طويل في الناقورة ننتظر العودة في الموسم القادم، حيث سيكون للمزارعين عودة أيضاً مع حكاية الثبات هذه، يوم واحد هناك سيخبرك أن هذا لن يكون الموسم الأخير وستبقى الأشجار هناك تنتظر مزارعيها المقبلين بشوق، متحدين الاحتلال وحرائقه ورصاصه، لأن على هذه الأرض ما يستحق الصمود وما يستحق الحياة.