mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkeلعل من أصعب الأمور أن تتكلم لغة العقل في لحظة ساد فيها وانتشر وعم ما لا يقبله العقل... أن تتحدث بحكمة وروية وتعقل في وقت الجميع منشغل فيه بالحدث ودمويته وجنونه اللاعقلاني... أن تقول ما يجب أن يفعل ولا يجب أن يفعل والدماء تسيل حولك وحالة الاشتباك مستمرة... من المسلمات في عالم السياسة والنضال أنه عندما تدور رحى المعركة وعندما تشتبك مع الأعداء فليس أمامك إلا أحد خيارين: الانخراط في المواجهة أو الوقوف ضدها، وعندها تفقد وطنيتك وانتمائك وقد تصنف في جبهة الأعداء، واسمحوا لي أن أحاول التكلم بالعقل ولا أدعي امتلاك الحقيقة ولا أن ما أقوله هو الحكمة، ولا من ترف لغة من لم تسل دماؤه ولم يواجه المحنة بشكل مباشر في الأسابيع الأخيرة، وأن أضع خيارا ثالثا ينخرط في النضال الذي هو قدر كل فلسطيني وفي الوقت نفسه يستعمل العقل والحكمة دون المساس بمنطق التاريخ والحق في النضال، هي مجرد قراءة لما نمر به قد تحتمل الصواب والخطأ، ولكن أشهد الله أنها محاولة للمساهمة في درء ومحاربة ما قد تسوقه لنا الأيام من مكائد ومخططات أسأل الله أن يكفي شعبنا شرها. ">
بقلم سامر عنبتاوي
لعل من أصعب الأمور أن تتكلم لغة العقل في لحظة ساد فيها وانتشر وعم ما لا يقبله العقل... أن تتحدث بحكمة وروية وتعقل في وقت الجميع منشغل فيه بالحدث ودمويته وجنونه اللاعقلاني... أن تقول ما يجب أن يفعل ولا يجب أن يفعل والدماء تسيل حولك وحالة الاشتباك مستمرة... من المسلمات في عالم السياسة والنضال أنه عندما تدور رحى المعركة وعندما تشتبك مع الأعداء فليس أمامك إلا أحد خيارين: الانخراط في المواجهة أو الوقوف ضدها، وعندها تفقد وطنيتك وانتمائك وقد تصنف في جبهة الأعداء، واسمحوا لي أن أحاول التكلم بالعقل ولا أدعي امتلاك الحقيقة ولا أن ما أقوله هو الحكمة، ولا من ترف لغة من لم تسل دماؤه ولم يواجه المحنة بشكل مباشر في الأسابيع الأخيرة، وأن أضع خيارا ثالثا ينخرط في النضال الذي هو قدر كل فلسطيني وفي الوقت نفسه يستعمل العقل والحكمة دون المساس بمنطق التاريخ والحق في النضال، هي مجرد قراءة لما نمر به قد تحتمل الصواب والخطأ، ولكن أشهد الله أنها محاولة للمساهمة في درء ومحاربة ما قد تسوقه لنا الأيام من مكائد ومخططات أسأل الله أن يكفي شعبنا شرها.
انطلق من القناعة بأن صراعنا مع الاحتلال الصهيوني هو صراع طويل الأمد، بدأ منذ عشرات السنين ويعلم الله متى ينتهي، صراع مختلف من حيث النوع عن كافة الصراعات في العالم، وقد يشابه بعضها في بعض المزايا كاستيلاء العنصر الأبيض على أمريكا وقتل وطرد سكانها الأصليين، أو كنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من حيث فرض الابارتهايد والتمييز والفصل العنصري، ولكن ما يحصل عندنا له سمات ووقائع مميزة تختلف عن غيرها، ولا مجال لاستعراضها في هذه المساحة، ولكن لعل أهمها أن فلسطين تتعرض إلى نوع إحلالي من الاحتلال يريد أن ينتزع شعبا بأكمله ليحل مكانه، والحركة الصهيونية توجه الأمور إلى صراع بقاء إما نحن أو هم، وهذا الأمر ينطلق من رغبتهم ونواياهم وتخطيطهم وليس بسبب رغبتنا أو موقفنا، ولعل أهم الأدلة على ذلك أنهم رفضوا الكثير من الفرص بدءا باتفاق أوسلو ومرورا بالمبادرة العربية التي لا تزال مطروحة حتى الآن الأمر الذي أتاح لهم العيش (بسلام) وضمن انفتاح اقتصادي كبير بل نوع من السيطرة الاقتصادية والتكنولوجية على كل المنطقة، ولكنهم رفضوا كل هذا لسبب واحد وهو أن ليس هذا ما يريدونه بل هم يريدون السيطرة الكاملة على كل فلسطين وإزاحة أكبر كم من شعبها، ثم الهيمنة على المنطقة بقوة السلاح والاقتصاد.
و بعد.. فقد أردت وضع هذه المقدمة الموجزة لصراع طويل جدا تكتب فيه الكتب والمجلدات، وذلك لأدخل في صلب ما أنوي قوله، نحن الآن في مرحلة مواجهة دموية مع الاحتلال تشمل الداخل الفلسطيني بأكمله وإن كانت المواجهات تتركز في الضفة الغربية وأكثر تخصيصا في الجنوب مرورا بالوسط.. أي القدس، والخليل، وبيت لحم مرورا برام الله.
والظروف الموضوعية وبشكل لا يقبل النقاش تستدعي التمرد والرفض الفلسطيني ضد كل صنوف الهمجية والاعتداءات الإسرائيلية التي لم توفر ما هو فلسطيني حتى الحجر، وطبيعة الأمور أن يتجه الشعب إلى هبة أو انتفاضة أو حتى ثورة عارمة ضمن حالة القمع والقتل والتهويد والاستيطان، وهنا لا أريد أن أناقش هل حركة الشعب حق أو واجب أو ضرورة تصنعها الأحداث وإنما أريد نقاش سياق الأمور، وآمل أن أفهم بشكل صحيح.
من يصنع الأحداث القوة على الأرض، وصحيح أن لا مقارنة بين قدرات دولة احتلال مدججة بأحدث الأسلحة في مقابل شعب أعزل يرفض الظلم ويقاومه، إذن نحن دخلنا معركة مواجهة دموية لا أعلم من صنعها، هل نحن وصلنا إلى درجة لم نستطع فيها الصمت على ما يجري؟ أم أننا نستدرج إلى مواجهة مدروسة ومخططة تهدف وبشكل خبيث إلى الإجهاز على ما تبقى من القدس وتغيير الوقائع بشكل إجرامي في الخليل و بيت لحم؟ ... هل هو استفراد في الجنوب وعزل للشمال ومحاولات تطويع في الوسط ولو بشكل مؤقت؟ هل تستغل ثورة الشباب ورفضهم لواقعهم ونضالهم الباسل المشرف الذي لا غبار عليه لتمرير مشروع شيطاني؟ ... الذي يستوقفني هنا حالات الإعدامات اليومية بدم بارد على الحواجز وفي نقاط التماس، والاستدراج لحالة عنف غير مسبوقة تأخذ من خلالها دولة الاحتلال الذريعة والغطاء لاستكمال الإجرام والمشروع؟ هل نحن من نبادر ونفاجيء العدو أم أن هناك مخططات مسبقة موضوعة بالأدراج ووضعت الآن على سطح الطاولة، ففي القدس عزل للأحياء السكنية العربية ومشاريع لسحب الهويات من عشرات الآلاف بهدف التغيير الديموغرافي، والسيطرة على المناطق المقدسة، وهدم بيوت وتهجير ساكنيها، أما في خليل الرحمن فحدث ولا حرج، فبالنسبة لغلاة المتطرفين عندهم فإن الخليل أقدس من القدس نفسها، والاستيلاء على الحرم و تل الرميدة والبلدة القديمة في مقدمة أهدافهم وتطلعاتهم، ولا يقل أهمية بالنسبة لهم عن تهويد القدس، وكذلك مسجد بلال بن رباح أو ما يسمى بقبة راحيل و مشروع القدس الكبرى الذي يصل ضواحي القدس ببيت لحم بزرع المستوطنات نحو السيطرة التامة، هذا هو مشروعهم ومن لا يراه فهو لا يريد أن يرى، والوقائع على الأرض تثبت هذه الحقيقة، وبهدف تحقيق ذلك فلا مانع لديهم بل في قمة رغباتهم استدراج الشعب الفلسطيني لمواجهة شاملة دموية يمرر هذا المشروع من خلالها، وبهذا نستطيع فهم قتل الشباب على الحواجز ورمي السكاكين قرب أجسادهم وتركهم ينزفون حتى الشهادة، وبهذا نفسر الاستفزازات اليومية ضد النساء والأطفال.
صحيح أن هناك حالة من الارتباك و الرعب داخل المؤسسة العسكرية ولدى الناس عندهم إلا أن حتى هذه الحالة تستغل وتستثمر لزيادة حالة المواجهة والكره أيضا لتمرير المشاريع، والعقيدة الصهيونية ميكافيلية، الغاية تبرر الوسيلة، ولا مانع عندهم من فقد الناس في مقابل الهدف (السامي)، والمتمثل في استعادة الأرض (التوراتية) وتحويل الصراع من وطني إلى ديني، نعم هم يحاولون جر الأمور إلى هذا المربع وهذا دأبهم منذ عام 48 وما قبلها استباحة الدم لتمرير المخططات، إذا كان هذا نهجهم فماذا يعني هذا؟ القبول والخنوع لمشاريعهم؟ الاعتراف بقوتهم وجبروتهم والتسليم بهم؟ هل يعني ذلك القبول بالإملاءات والعودة للمفاوضات؟ بصريح العبارة هل علينا الاستسلام؟ قطعا وبالتأكيد لا، وقطعا وبالتأكيد لن يستمر الظلم والقهر، ومما لا مجال للشك فيه أن قوة الحق وأن النصر في النهاية حليف شعبنا .. ولكن...
ما يحصل مخطط خطير ودماء أبنائنا وبناتنا ونسائنا وأطفالنا ليست رخيصة ولا يجب أن تذهب هدرا وبسالة شبابنا وفتياتنا وشجاعتهم وقدرتهم الخلاقة تحترم إلى أبعد تقدير ويجب أن تصان وتعزز، ولكن وبصراحة الشجاعة لا تكفي في مواجهة المخططات الشيطانية، ولنكن صريحين أكثر.. لنا تجارب أبدعنا فيها في صنع البدايات ولم نحسن النهايات منذ ثورة البراق وإضراب 36 مرورا بالانتفاضات، ولا أقلل هنا من الإرث النضالي المتراكم ولكن نحن نجابه عدو يتعامل بخبث وذكاء ويستغل كافة الظروف لصالحه.
إذن لنتفق على مبدأ أن النضال ضد الاحتلال كان ولا زال ويجب أن يستمر في حالة مواجهة مفتوحة بالتركيز على ان الصراع طويل وأنه محفوف بالمخاطر وهو يتأثر بالحالة الإقليمية والدولية، لا يجب الخنوع والقبول بالاحتلال وإملاءاته، ولنتفق أيضا على أن أداءنا يجب أن تحكمه حالة الوحدة والتخطيط والبعد عن الفوضى والعفوية وانخراط الجميع ضمن رؤية علمية ومنطقية والاستفادة من حالة التغير الدولي والتراجع الأمريكي وظهور أكثر من قطب، وبشكل أوضح لا نستطيع مواجهة حركة صهيونية تخطط وتعمل ليل نهار وتستفيد من كل شيء للانقضاض على شعبنا وأرضنا بحالة من العفوية والتلقائية والاعتماد على شجاعة وبسالة شبابنا وفتياتنا فقط، يجب أن يواجه المشروع الخطير بمشروع وطني متكامل وحدوي وبقيادة موحدة ومعتمدا على دراسة وافية تدرس أساليب وأشكال النضال ضد الاحتلال، وتسخير المتغيرات المحلية والدولية في خدمتها.
دولة الاحتلال تريد جر الأمور إلى مربع العنف الشديد وعسكرة التحرك وفوضويته خدمة لأهدافها، لذلك يجب البعد عن خيار العسكرة لأنها كانت أحد أسباب تراجع الانتفاضتين الأولى والثانية، وإذا كان الهدف هو تركيع اهلنا في الجنوب في القدس والخليل وبيت لحم وصنع نظام الكانتونات يجب التنبه لهذا المشروع وفضحه ومحاربته، وقبل الحديث هل نحن في هبة أم انتفاضة أم حتى ثورة، لننظر على أرض الواقع من يحاول تسيير الأمور على الأرض ومن يحاول حرفها لمصلحته.
لنعمم حالة شعبية من رفض الاحتلال و مقاومته قد تبدأ بهبة وتتحول لانتفاضة أو حتى ثورة، ولكن الحكمة مطلوبة على أعلى مستوياتها وأهم حجر للأساس في بنيتها الوحدة والقيادة الموحدة.. ودام شعبنا و دامت أرضنا بخير.