mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikkeلا أنسى ذلك الصوت الرنان كلما مررت بذاك المكان، صوت لم أسمعه من قبل، طوال مرحلة حياتي، مررت به عدة مرات وقررت أن أدخل المكان، لأتعرف على ذاك الرنين، انه رنين "القبقاب"، ربما لم تسمعوا صوته من قبل، ولكنكم اذا مررتم في ذاك الشارع وسمعتم الصوت سوف تحبونه، ويُحرك عندكم الفضول للتعرف على صوته، فعندما كنت مارة في البلدة القديمة في مدينة نابلس انتابني إحساس أن ألاحق هذا الصوت الجميل، صوت الآلة التي يُحف بها الخشب، وعلى الفور أخذني فكري بالسرحان إلى التفكير بسوريا والشام، وبما أشاهده في التلفاز من مسلسلات الشامية والحواري القديمة التي يكثر فيها لبس القبقاب، ولا ننسى العظيم غوار حين كان يلبسه يحس المشاهد أنه الأصالة، وأنه تراث سوريا، والآن تعود بنا الذاكرة إلى تلك الأيام، فدخلت والتقيت الإنسان الذي يهتم بهذا الطراز القديم الأصيل.">
بقلم: رانيا الشيخ
لا أنسى ذلك الصوت الرنان كلما مررت بذاك المكان,صوت لم أسمعه من قبل, طوال مرحلة حياتي، مررت به عدة مرات وقررت أن أدخل المكان، لأتعرف على ذاك الرنين، انه رنين القبقاب ,ربما لم تسمعو صوته من قبل، ولكنكم اذا مررتم في ذاك الشارع وسمعتم الصوت سوف تحبونه، ويُحرك عندكم الفضول للتعرف على صوته، فعندما كنت مارة في البلدة القديمة في مدينة نابلس انتابني احساس أن ألآحق هذا الصوت الجميل، صوت الآلة التي يُحف بها الخشب، وعلى الفور أخذني فكري بالسرحان الى التفكير بسوريا والشام، وبما أشاهده في التلفاز من مسلسلات الشامية والحواري القديمة التي يكثر فيها لبس القبقاب, ولا ننسى العظيم غوار حين كان يلبسه يحس المشاهد أنه الأصالة، وأنه تراث سوريا، والآن يعود بنا الذكر الى تلك الأيام، فدخلت والتقيت الإنسان الذي يهتم بهذا الطراز القديم الأصيل.
وليد خضير(66عاماً) صانع القباقيب الوحيد في الضفة الغربية، هُجر من اللد عام 1948، ولم يتخلى عن مهنته الأصلية التي توراثها عن أجداده، وعاد يمارسها في مدينة نابلس .
يقول خضير :"لي في هذه المهنة 50 سنة، لكن قل الطلب على القبقاب وأصبح شيئ تراثي فقط، وعندما يطلب الزبون واحداً أُحضره له حسب طلبه، توجد قباقيب بأحجام مختلفة وقباقيب للأطفال الصغار أيضاً".
يضيف "يصنع القبقاب من خشب الصنوبر، وجلد الكوشك الذي يستخدم للسيارات، تحضر هذه الخشبة ويتم قصها بالعرض الذي نريده وبعدها يتم تقسيمه وقصه على الماكنة ولفه ومن ثم فرزه وبردخته ودهنه بمادة (الساندا سولار) ".
ويذكر "صوته جميل عند المشي فيه، ولا يسبب التزحلق، ويدوم لفترة طويلة لصعوبة كسره، لأنه يتحمل الكثير كونه مصنوع من الخشب، ويباع القبقاب الواحد ب30 شيقل".
يشير عزام خضير(ابن عمه) "أمارس هذه الصنعة معه منذ عمله فيها من سنين، وأصنع القباقيب والكراسي".
يضيف أحمد مرعي صاحب الهنا التركي " نشتريه من العم خضير لأن الناس يطلبون القبقاب كثيراً داخل الحمام، ويفضلونه أكثر من الحذاء البلاستيكي".
وخلال تجوالي في البلدة القديمة في مدينة نابلس التقيت بالحاجة أم أحمد تقول" أشتري القبقاب لأنه مريح ويدوم، لكن قل استعماله اليوم نظراً للأحذية البلاستيكية التي ظهراستعمالها اليوم كثيراً ".
القبقاب يرجع إلى العهد العثماني حيث كان يستخدم بكثرة في المنازل والحمامات الشعبية، ولعب دوراً في الثقافة الشعبية في العالم العربي لكن عدد صناع القبقاب التقليدي والتجار الذين يبيعونه تراجع كثيرا في العقود الماضية، ورغم أن القبقاب يباع بأسعار متواضعة فقد بدأ الطلب عليه يتراجع منذ ظهور الأخفاف المصنوعة من البلاستيك، تراث أصيل وجميل، سافر بنا الى الزمن القديم، زمن نكهته بطعم الزيتون والزعتر، تراث بنكهة الأصالة، ونكهة الفخار والطين، ليتنا نهتم به وبأصالة أجدادنا لكي لا يندثر،لأنه تاريخنا، أساسنا، وأصالة ميلادنا .