بيت لحم: أطلق مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة فعاليات الأسبوع الوطني الثالث لمراقبة الطيور وتحجيلها، والتي تتزامن هذا العام وإحياء أول يوم للبيئة في فلسطين.
ومنذ الصباح الباكر، استقبلت محطة طاليتا قومي لمراقبة الطيور وتحجيلها التابعة لمركز التعليم البيئي في بيت جالا، وفوداً من سلطة جودة البيئة وطلبة مدارس ووفد ألماني، تعرفوا عن كثب على مفاهيم تحجيل الطيور، وأهداف مراقبتها، ووضعها في فلسطين، وراقبوا طائر الدخلة بيضاء الزور (تشوك شاك)، والحميراء (الحمري)، وأبو قلنسوة (أبو سمرة).
وتوجه المشاركون إلى متحف التاريخ الطبيعي للتعرف على الحيوانات المحنطة داخله، والتي يرجع تاريخ تحنيطها إلى عام 1902، وشاهدوا عصفور الشمس الفلسطيني، والسمامة الشائعة، والعويسق، والنسر الذهبي، والبومة النسارية، وغيرها من الطيور والحيوانات.
وقال المدير التنفيذي لـ "التعليم البيئي" سيمون عوض إن هذه التظاهرة تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي بالطيور وأهميتها، وتلفت أنظار المواطنين ودول العالم إلى فلسطين، وتنوعها الحيوي المميز، وتجذب انتباه العالم إلى تراثنا المسلوب.
وأضاف: سيساهم الأسبوع الذي جاء لأول مرة العام الماضي بمبادرة من رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران د. منيب يونان في تطوير الوعي البيئي، والتعريف بالتنوع الحيوي الثري لوطننا، الذي يحتضن تاريخيا 530 نوعاً من الطيور المختلفة، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حالياً عن 347 نوعاً.
ويرى القائمون على الحدث الأول محلياً، إن الفعاليات التي ستقام في محافظات: بيت لحم، والقدس، وأريحا، ستمنح الطلبة والمواطنين والزوار الأجانب، فرصة لدراسة الطيور عن كثب، ومراقبتها، والتعرف على عالمها، وتصنيفها ومعرفة موائلها وتسمياتها العلمية، وأسمائها الشائعة والمتداولة، وطرق تكاثرها، وما تفعله انتهاكات الاحتلال من تدمير لبيئاتها وموائلها، وخطورة الصيد الجائر.
وأضاف عوض إن فلسطين تتميز بمكانة هامة كونها بوابة للطيور العابرة والمهاجرة من القارة الأوروبية الباردة والمتجهة جنوباً إلى إفريقيا بحثاً عن الدفء وإلى أقاصي آسيا، وبالتالي أصبحت موئلاً هاماً للعديد من الطيور التي استقرت فيها أو اتخذتها ممراً لهجراتها السنوية.
وقال: نطمح أن يتمكن المركز بالتنسيق مع سلطة جودة البيئة من الإعلان عن عصفور الشمس الفلسطيني كطائر وطني لفلسطين.
بدوره، أكد د.عيسى عدوان مدير المصادر الطبيعية في سلطة جودة البيئة إن البيئة الفلسطينية تعاني كثيراً وخاصة من قبل الأحتلال الذي يبني المستوطنات ويقتلع الأشجار ويقيم جدار الفصل العنصري.
وأضاف إن "جودة البيئة" تسعى ضمن سياساتها إلى نشر الوعي البيئي بشتى الوسائل في سبيل تغيير النظرة تجاه القضايا الخضراء، واعتبارها أولوية في حياتهم، والترويج لقانون البيئة الفلسطيني الصادر سنة 1999.
وستشمل فعاليات الأسبوع عمليات تحجيل ومراقبة للطيور في محطة أريحا، التي أطلقها المركز بالتعاون مع جمعية المشروع الإنشائي العربي، وجولات بيئية في وداي القلط ومدينة القمر وبيت جالا والقدس.
ويأمل المنظمون نشر رسالة البيئة وما تتعرض له من انتهاكات، من خلال تسليط الضوء على الطيور، وما تعانيه من تدمير لموائلها وبيئاتها الطبيعية.
وكان الأسبوعان الأول والثاني في ربيع وخريف العام الماضي، قد نشرا مفاهيم تحجيل الطيور ومراقبتها والاهتمام بالبيئة ومحيطنا الأخضر لأكثر من ألف مواطن وباحث وطالب وصحافي وزائر أجنبي.